حديث: نهى رسول الله ﷺ عن لبس الحرير والذهب إلا مقطعا
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب المأمورات والمنهيات من الملابس والذهب والفضة
أنشدكم اللَّه تعالى أتعلمون أن رسول اللَّه ﷺ نهى عن ركوب النمور؟ قالوا: اللهم نعم. قال: وأنا أشهد. قال: أنشدكم اللَّه تعالى أتعلمون أن رسول اللَّه ﷺ نهى عن الشرب في آنية الفضة؟ قالوا: اللهم نعم. قال: وأنا أشهد. قال: أنشدكم اللَّه تعالى أتعلمون أن رسول اللَّه ﷺ نهى عن جمع بين حج وعمرة؟ قالوا: أما هذا فلا، قال: أما إنها معهن.
حسن: رواه أحمد (١٦٨٣٣)، واللفظ له، وأبو داود (١٧٤٩) كلاهما من حديث قتادة، عن أبي الشيخ الهنائي، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، وهو حديث صحيح عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.
أولاً. شرح مفردات الحديث:
● أنشدكم الله: أي أسألكم بالله وأنحذكم به أن تخبروني بالحق.
● نهى عن لبس الحرير: أي حرّم على الرجال ارتداء الثياب المصنوعة من الحرير الخالص.
● مقطعاً: أي موزعاً قطعاً صغيرة، كخيط في الثوب أو تطريز يسير.
● ركوب النمور: المقصود بها جلود النمور التي تُفرش على الدواب للركوب.
● آنية الفضة: الأواني والأكواب المصنوعة من الفضة.
● جمع بين حج وعمرة: أي الإتيان بالحج والعمرة معاً في سفر واحد دون فاصل بينهما.
ثانياً. شرح الحديث:
يحدثنا أبو شيخ الهنائي عن موقف حصل في مجلس من مجالس الصحابة كانوا عند معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، فقام معاوية يستفهم الحاضرين من الصحابة عن بعض الأحكام التي ثبت النهي عنها عن رسول الله ﷺ، وكان يستحلفهم بالله ليجيبوه بالصدق، وكانوا يجيبونه بالإثبات إلا في المسألة الأخيرة.
1- نهي النبي ﷺ عن لبس الحرير للرجال:
وهذا ثابت في أحاديث كثيرة، منها قوله ﷺ: "إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة" (متفق عليه). والمراد بالحرير هنا هو الخالص، أما إذا كان مشوباً بغيره كالقطن أو الكتان بنسبة معينة (أقل من 50%) فيجوز للرجال عند جمهور العلماء.
2- نهي النبي ﷺ عن لبس الذهب للرجال إلا مقطعاً:
والمقصود أن الذهب محرم على الرجال سواء كان خاتماً أو ساعة أو سلسلة، إلا إذا كان قليلاً ومقطعاً في الثياب كخيوط التطريز اليسيرة، فهذه يجوزها بعض العلماء.
3- نهي النبي ﷺ عن ركوب النمور:
والمقصود النهي عن الاتكاء على جلود النمور أو فرشها للركوب؛ لأن ذلك من شعار الكبر والتجبر، وقد قال ﷺ: "لا تلبسوا الحرير ولا الديباج، ولا تركبوا النمور" (رواه البخاري).
4- نهي النبي ﷺ عن الشرب في آنية الفضة:
وهذا النهي للرجال والنساء، لأنها من مظاهر الترف والبذخ، وقد قال ﷺ: "لا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافها" (متفق عليه).
5- نهي النبي ﷺ عن الجمع بين الحج والعمرة في سفر واحد:
هنا اختلف الصحابة مع معاوية، حيث أنكروا أن يكون النبي ﷺ نهى عن ذلك، وقالوا: "أما هذا فلا". والمقصود بالجمع هنا هو أن يحرم بالعمرة ثم يدخل فيها الحج دون فاصل بينهما (أي دون أن يحل من العمرة أولاً)، وهذا هو القارن في الحج.
والصحيح أن النبي ﷺ لم ينه عن الجمع بينهما مطلقاً، بل كان قد جمع في حجة الوداع بين الحج والعمرة (قارناً)، وإنما النهي عن اعتقاد أن الجمع بينهما غير جائز أو أنه مكروه، بل هو جائز كما فعل النبي ﷺ.
وقول معاوية: "أما إنها معهن" يعني أنه يرى أن النهي عن الجمع بين الحج والعمرة ثابت كالثبوت في المسائل الأخرى، لكن الصحابة أنكروا ذلك لعدم ثبوته عندهم.
ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:
1- حرص الصحابة على التثبت في نقل السنة: حيث أنكروا على معاوية ما لم يثبت عندهم من السنة، وهذا يدل على دقتهم في رواية الحديث.
2- تحريم التشبه بأهل الكبر والترف: كلبس الحرير والذهب للرجال، واستخدام آنية الفضة، والاتكاء على جلود النمور.
3- جواز الاستشهاد بأقوال الصحابة في المسائل الشرعية: لأنهم أعلم الناس بسنة النبي ﷺ.
4- الأصل في النهي التحريم: إلا إذا جاء دليل يبيح الاستثناء كالذهب "المقطع".
5- الحكمة من تحريم هذه الأمور: هي تجنب الترف والبذخ والتشبه بالكافرين، والحفاظ على التواضع والبساطة.
رابعاً. معلومات إضافية:
- الحديث يدل على أن معاوية رضي الله عنه كان حريصاً على نشر السنة بين الناس، حتى وإن كان في منصب الخلافة.
- المسألة الخامسة (الجمع بين الحج والعمرة) اختلف فيها العلماء، فجمهور العلماء على جواز الإقران بينهما، وهو مذهب الشافعية والحنابلة، وخالف في ذلك بعض الفقهاء.
- الحديث يظهر حرص الصحابة على التناصح والتذكير بالسنة، حتى بين كبار الصحابة.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يرزقنا العمل بسنة النبي ﷺ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
وإسناده حسن من أجل أبي شيخ الهُنائي -بضم الهاء- قيل: اسمه: حيوان وثّقه ابن سعد، والعجلي، وهو حسن الحديث.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 111 من أصل 337 حديثاً له شرح
- 86 ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة
- 87 ركبة أنس تمس فخذ النبي ﷺ في خيبر
- 88 بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجل جمته
- 89 من يجر إزاره بطرًا لا ينظر الله إليه يوم القيامة
- 90 بينما رجل يتبختر في بردين خسف الله به الأرض
- 91 من يجر ثوبه خيلاء لا ينظر الله إليه
- 92 من يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة
- 93 من جر ثوبه مخيلة لم ينظر الله إليه يوم القيامة
- 94 لست ممن يصنعه خيلاء
- 95 من جر ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه
- 96 من جر شيئًا خيلاء لم ينظر الله إليه
- 97 يخرج رجل في حلة يختال فيها فأخذته الأرض
- 98 من اختال في حلة حمراء فخسف به الأرض
- 99 خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة
- 100 من وطئه خيلاء وطئه في النار
- 101 من تشبه بقوم فهو منهم
- 102 معنى: من تشبه بقوم فهو منهم
- 103 عدد الفرش في البيت
- 104 أتخذتَ أنماطا؟ قال: أما إنها ستكون
- 105 وسادة رسول الله ﷺ التي يتكئ عليها من أدم حشوها...
- 106 فراش رسول الله ﷺ الذي ينام عليه أدَم حَشْوُهُ لِيفٌ.
- 107 يصلّي وأنا حياله.
- 108 اتباع الجنائز وعيادة المريض وتشميت العاطس
- 109 عن أبي بردة: نهاني رسول الله عن الميثرة والقسية
- 110 لا تركبوا الخز ولا النمار
- 111 نهى رسول الله ﷺ عن لبس الحرير والذهب إلا مقطعا
- 112 نهي النبي عن افتراش جلود السباع
- 113 رسول الله ﷺ نهى عن لبس الذهب والحرير وجلود السباع
- 114 الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط
- 115 حلق العانة وتقليم الأظفار وقص الشارب من الفطرة
- 116 قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظفار
- 117 انهكوا الشوارب وأعفوا اللحى
- 118 خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب
- 119 أمر النبي بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحية
- 120 جزّوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس
- 121 من لم يأخذ من شاربه فليس منا.
- 122 خالفوا أهل الكتاب في اللباس والهيئة
- 123 أخذ النبي الشفرة فجعل يحز لي بها منه
- 124 موعد قص الشارب وتقليم الاظافر ونتف الابط وحلق العانة
- 125 من عقد لحيته أو تقلد وترًا أو استنجى برجيع دابة...
- 126 لا تنتفوا الشيب فإنه نور يوم القيامة
- 127 من شاب شيبة في الإسلام، كتب له بها حسنة
- 128 الشيب في سبيل الله نور يوم القيامة
- 129 من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورًا يوم القيامة
- 130 من شاب شيبا في سبيل الله كانت له نورا يوم...
- 131 خالفوهم فإن اليهود والنصارى لا يصبغون
- 132 غيّروا الشيب ولا تشبّهوا باليهود ولا بالنصارى
- 133 غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد
- 134 خضاب رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر بالحناء والكتم
- 135 غيروا الشيب ولا تقربوه السواد
معلومات عن حديث: نهى رسول الله ﷺ عن لبس الحرير والذهب إلا مقطعا
📜 حديث: نهى رسول الله ﷺ عن لبس الحرير والذهب إلا مقطعا
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهى رسول الله ﷺ عن لبس الحرير والذهب إلا مقطعا
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهى رسول الله ﷺ عن لبس الحرير والذهب إلا مقطعا
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهى رسول الله ﷺ عن لبس الحرير والذهب إلا مقطعا
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








