حديث: وسادة رسول الله ﷺ التي يتكئ عليها من أدم حشوها ليف.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في الفراش

عن عائشة قالت: كان وسادة رسول اللَّه ﷺ التي يتكئ عليها من أدم، حشوها ليف.

صحيح: رواه مسلم في اللباس (٢٠٨٢) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة قالت: كان وسادة رسول اللَّه ﷺ التي يتكئ عليها من أدم، حشوها ليف.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي يروي لنا جانبًا من جوانب حياة النبي ﷺ المتواضعة، معتمدًا على أمهات كتب الحديث وشروحها المعتمدة عند أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: "كَانَ وِسَادَةُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ الَّتِي يَتَّكِئُ عَلَيْهَا مِنْ أَدَمٍ، حَشْوُهَا لِيفٌ."
(رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني)


1. شرح المفردات:


● وِسَادَةُ: الوسادة هي ما يُتَّكأ عليه، أو ما يوضع تحت الرأس عند النوم. وفي هذا السياق، هي التي كان النبي ﷺ يتكئ عليها عند الجلوس.
● أَدَمٍ: جلد مدبوغ، من الأنعام. وكانت هذه المادة شائعة الاستخدام ولكنها ليست من المواد الفاخرة أو الغالية.
● حَشْوُهَا: ما يُملأ به باطن الوسادة.
● لِيفٌ: ألياف النخيل، وهي من المواد الخشنة والرخيصة المتوفرة في البيئة الصحراوية، وتستخدم عادةً للفرش أو الحشو البسيط.


2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث جانبًا من بساطة وعفّة النبي ﷺ في معيشته. فلم تكن وسادته التي يتكئ عليها – وهي من حاجيات الراحة الأساسية – مصنوعة من الحرير أو القطن الناعم أو مواد باهظة الثمن، بل كانت من جلد مدبوغ عادي، ومحشوة بألياف النخيل، وهي مادة خشنة ورخيصة.
هذا الوصف ليس مجرد وصف لمادة الوسادة، بل هو رسالة قوية عن اختيار النبي ﷺ لحياة الزهد والتقشف الاختياري رغم أنه كان بإمكانه أن يعيش في مَلَكٍ لا يُقهر، فهو رسول الله وخير خلق الله، وكانت قريش تعرض عليه المال والملك ليكف عن دعوته فرفض. لقد اختار هذه الحياة ليكون قدوة لأمته في عدم التعلق بالدنيا وزينتها.


3. الدروس المستفادة والعبر:


1- الزهد والاقتصاد في المعيشة: يعلّمنا النبي ﷺ أن قيمة الإنسان لا تقاس بفخامة متاعه ودثاره، بل بتقواه وعمله الصالح. الزهد ليس هو الفقر، ولكن هو عدم التعلق بالقلب بالمال والدنيا، حتى لو كان الإنسان غنيًا.
2- التواضع وخفض الجناح: أعظم خلق الله كان يعيش أبسط حياة، فكيف بنا نحن؟ هذا يدعونا إلى التخلي عن الكبر والتباهي بالمظاهر الدنيوية.
3- تربية النفس على القناعة: القناعة كنز لا يفنى. حياة النبي ﷺ كانت نموذجًا عمليًا للقناعة بما قسم الله تعالى، والرضا باليسير من المتاع.
4- توجيه الإنفاق في سبيل الخير: لو أنفق النبي ﷺ أموال الأمة على راحته الشخصية لكان ذلك جائزًا له، لكنه فضّل أن يوجه هذه الأموال في سبيل الله وإعانة الفقراء والمحتاجين، فكانت نفسه أعزّ عليه من أن تنال شيئًا من مال المسلمين إلا بقدر الحاجة الضرورية.
5- قدوة للقادة والحكام: يضع النبي ﷺ معيارًا للقادة والمسؤولين في أن يكونوا أقرب إلى حياة العامة منهم إلى حياة الترف والبذخ، ليكونوا أرفق بهم وأعلم بمعاناتهم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا التواضع في المسكن والفراش كان من صفات العديد من الصحابة والخلفاء الراشدين الذين ساروا على نهج النبي ﷺ. فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ينام تحت الشجرة ويلبس الثوب المرقع.
- ينبغي التفريق بين "التقشف" المحمود الذي هو من الزهد، وبين "التقتير" المذموم الذي هو من البخل. فالنبي ﷺ كان ينفق ويعطي في سبيل الله بسخاء، ولكنه كان يقتصد على نفسه.
- هذا الحديث يرد على من يتصور أن الدين يأمر بالفقر أو يحقر من النعمة. كلا، بل الإسلام يدعو إلى السعي للرزق والإنفاق في سبيل الخير، ولكنه ينهى عن الترف والإسراف والاغترار بالدنيا.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا قلوبًا زاهدة في الدنيا، راغبة في الآخرة، وأن يمكننا من الاقتداء بنبينا محمد ﷺ في كل أقواله وأفعاله وأخلاقه.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في اللباس (٢٠٨٢) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
وقولها: «أدم» جمع أديم وهو الجلد المدبوغ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 105 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: وسادة رسول الله ﷺ التي يتكئ عليها من أدم حشوها ليف.

  • 📜 حديث: وسادة رسول الله ﷺ التي يتكئ عليها من أدم حشوها ليف.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: وسادة رسول الله ﷺ التي يتكئ عليها من أدم حشوها ليف.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: وسادة رسول الله ﷺ التي يتكئ عليها من أدم حشوها ليف.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: وسادة رسول الله ﷺ التي يتكئ عليها من أدم حشوها ليف.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب