حديث: إذا أراد الجنب أن يأكل أو ينام فليتوضأ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب استحباب الوضوء للجنب إذا أراد النوم والأكل

عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ إذا كان جُنبًا فأراد أن يأكل أو ينام، توضأ وضوءه للصلاة.

متَّفقٌ عليه: رواه البخاري في الغسل (٢٨٨) من طريق الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عروة، عن عائشة قالت: كان النبي ﷺ إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه، وتوضأ للصلاة.

عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ إذا كان جُنبًا فأراد أن يأكل أو ينام، توضأ وضوءه للصلاة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأشرح هذا الحديث الشريف شرحًا وافيًا مستندًا إلى كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِذَا كَانَ جُنُبًا فَأَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ أَوْ يَنَامَ، تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ».
(رواه البخاري ومسلم واللفظ للبخاري)


1. شرح المفردات:


● جُنُبًا: أي على حالة الجنابة، وهي الحدث الأكبر الذي يوجب الغسل، إما من جماع أو إنزال.
● فَأَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ أَوْ يَنَامَ: أي إذا أراد أن يتناول طعامًا أو يذهب للنوم.
● تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ: أي أخذ الوضوء الكامل بنفس الصفة والشروط التي يتوضأ بها للصلاة، فيغسل جميع أعضاء الوضوء.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يبيّن الحديث الشريف هدي النبي ﷺ عندما يكون على جنابة (أي لم يغتسل بعد من الجنابة) ويريد أن يأكل طعامًا أو ينام، فإنه كان يتوضأ وضوءًا كاملًا كالوضوء الذي يتطهر به للصلاة. وهذا الفعل سنة من سننه ﷺ، وليس واجبًا، إذ الأصل أن الجنب لا يحرم عليه الأكل أو النوم أو غيرهما من المباحات دون وضوء، لكن هذا من كمال طهارته ونظافته ﷺ.


3. الدروس المستفادة منه:


● استحباب الوضوء للجنب إذا أراد الأكل أو النوم: وهذا من هديه ﷺ الذي ينبغي للمسلم أن يحرص على الاقتداء به، لما فيه من النظافة وطرد الكسل واستحضار النشاط.
● الحرص على الطهارة والنظافة في كل الأحوال: فالنبي ﷺ كان قدوة في النظافة والطهارة حتى في حال الجنابة، مما يدل على أهمية التطهر الدائم.
● التيسير ورفع الحرج في الشريعة: فلو أكل الجنب أو نام دون وضوء فلا إثم عليه، لأن الوضوء هنا سنة وليس فرضًا، وهذا من يسر الإسلام وسماحته.
● الاقتداء بالنبي ﷺ في جميع أحواله: فينبغي للمسلم أن يتبع سنته في الأمور كلها، حتى في الأمور التي تبدو عادية كالأكل والنوم.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● حكم الوضوء للجنب: ذهب جمهور العلماء (الحنفية والمالكية والشافعية) إلى أن الوضوء للجنب إذا أراد الأكل أو الشرب أو النوم أو الجماع مرة أخرى هو سنة مستحبة وليس واجبًا، واستدلوا بهذا الحديث.
● الفرق بين الوضوء والغسل: الغسل هو الذي يرفع الجنابة ويحل للمسلم بعدها الصلاة ومس المصحف وغيرها، أما الوضوء في حال الجنابة فلا يرفع الحدث الأكبر، ولكنه يخفف من ثقل الجنابة ويطهر الأعضاء الظاهرة.
● هل يشرع الوضوء للجنب لغير الأكل والنوم؟: ذكر بعض العلماء أن السنة تشمل أيضًا إذا أراد أن يقرأ القرآن أو يذكر الله، لكن بشرط ألا يمس المصحف لأنه لا يجوز للجنب مسه حتى يغتسل.
● الترغيب في الطهارة المعنوية والحسية: فالوضوء ليس طهارة للجسد فقط، بل هو أيضًا طهارة للنفس وتذكير بالله تعالى، وله أثر في طرد الوساوس والشيطان.


الخلاصة:


هدي النبي ﷺ في الوضوء عند الأكل أو النوم وهو جنب سنة مستحبة، تدل على حرصه على الطهارة والنظافة، وعلى المسلم أن يحرص على الاقتداء به في ذلك، مع العلم أن تركه لا إثم فيه، لكن فاعله يثاب على متابعته لسنة النبي ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الغسل (٢٨٨) من طريق الليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عروة، عن عائشة قالت: كان النبي ﷺ إذا أراد أن ينام وهو جنب غسل فرجه، وتوضأ للصلاة.
ورواه مسلم في الحيض (٣٠٥) من طريق الليث، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة أن رسول الله ﷺ كان إذا أراد أن ينام وهو جنب، توضأ وضوءه للصلاة قبل أن ينام. وزاد شعبة في روايته عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة: «فإذا أراد أن يأكل أو ينام».
وفي رواية لأبي داود (٢٢٣) والنسائي (٢٥٧) من طريق ابن المبارك، عن يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عنها: «وإذا أراد أن يأكل وهو جنب غسل يديه» ولفظ النسائي: «إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ، وإذا أراد أن يأكل أو يشرب غسل يديه ثم يأكل أو يشرب».
قال أبو داود: ورواه ابن وهب عن يونس، فجعل قصة الأكل قول عائشة مقصورًا، ورواه
صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري كما قال ابن المبارك إلَّا أنه قال: «عن عروة أو أبي سلمة» ورواه الأوزاعي عن يونس، عن الزهري، عن النبي ﷺ كما قال ابن المبارك. انتهى.
غرض أبي داود بهذا الكلام أن يبين الفرق بين رواية ابن المبارك عن يونس، وبين رواية ابن وهب عن يونس بأن ابن المبارك جعل قصة الأكل في روايته مرفوعة إلى رسول الله ﷺ، وتابعه على ذلك صالح بن أبي الأخضر عن الزهري في الرفع إلَّا أنه شك في كونه عروة عن عائشة - أو أبي سلمة عن عائشة، بينما لم يشك ابن المبارك بأنه عن أبي سلمة وحده كما تابعه على رفعه الأوزاعي، عن يونس، وخالفهم ابن وهب عن يونس فجعل قصة الأكل موقوفًا على عائشة ولم يرفعها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 82 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا أراد الجنب أن يأكل أو ينام فليتوضأ

  • 📜 حديث: إذا أراد الجنب أن يأكل أو ينام فليتوضأ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا أراد الجنب أن يأكل أو ينام فليتوضأ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا أراد الجنب أن يأكل أو ينام فليتوضأ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا أراد الجنب أن يأكل أو ينام فليتوضأ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب