حديث: الوضوء من لحم الإبل والصلاة في مباركها

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب نقض الوضوء من لحوم الإبل

عن جابر بن سمرة أن رجلا سأل رسول الله ﷺ: أأتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: «إن شئت فتوضأ، وإن شئت فلا تتوضأ». قال أتوضأ من لحم الإبل؟ قال: نعم فتوضأ من لحوم الإبل». قال: أصلي في مرابض الغنم؟ قال: «نعم». قال: أصلي في مبارك الإبل؟ قال: «لا».

صحيح: أخرجه مسلم في الحيض (٣٦٠)، عن أبي كامل الجحدري، ثنا أبو عوانة، عن عثمان بن عبد الله بن موهب، عن جعفر بن أبي ثور، عن جابر بن سمرة .

عن جابر بن سمرة أن رجلا سأل رسول الله ﷺ: أأتوضأ من لحوم الغنم؟ قال: «إن شئت فتوضأ، وإن شئت فلا تتوضأ». قال أتوضأ من لحم الإبل؟ قال: نعم فتوضأ من لحوم الإبل». قال: أصلي في مرابض الغنم؟ قال: «نعم». قال: أصلي في مبارك الإبل؟ قال: «لا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه بيان لبعض الأحكام الفقهية الدقيقة المتعلقة بالطهارة والصلاة. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

أولاً. شرح المفردات:


● أأتوضأ من لحوم الغنم؟: أي هل يجب عليّ الوضوء إذا أكلت لحم الغنم؟
● مرابض الغنم: هي الأماكن التي تستقر فيها الغنم وتنام بها، أي حظائرها أو مراحها.
● مبارك الإبل: جمع "مَبْرَك"، وهو الموضع الذي تبرك فيه الإبل، أي تجلس وتستقر فيه.


ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل جابر بن سمرة رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة أسئلة فقهية دقيقة:
1- حكم الوضوء من أكل لحم الغنم: فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أمرٌ مخير فيه بين الوضوء وتركه.
2- حكم الوضوء من أكل لحم الإبل: فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالوضوء منه.
3- حكم الصلاة في أماكن إقامة الغنم (مرابضها): فأذن له بالصلاة فيها.
4- حكم الصلاة في أماكن بروك الإبل (مباركها): فنهاه عن الصلاة فيها.


ثالثاً. الدروس المستفادة والفقهية:


1- التفريق بين لحم الإبل ولحم الغنم في حكم الوضوء:
● لحم الإبل: ذهب جمهور العلماء (من الحنفية والشافعية والحنابلة) إلى أن أكل لحم الإبل ينقض الوضوء، فيجب الوضوء منه. وهذا مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم: «توضأوا من لحوم الإبل».
● لحم الغنم: لا يجب الوضوء منه، وهو قول جمهور العلماء، وذلك للتخيير في الحديث إن شئت فتوضأ، وإن شئت فلا تتوضأ»). والتخيير هنا يدل على عدم الوجوب.
2- حكمة التفريق بين الإبل والغنم:
- ذكر بعض العلماء أن الإبل خلقت من الجن، أو فيها شبه منهم، ولها طبيعة مختلفة، وقد ورد في بعض الآثار ما يشير إلى ذلك، ولكن التعليل الأقوى هو أن الحكم توقيفي (أي منصوص عليه من الشارع) فنمتثله دون بحث عن علته.
- وقيل: لأن لحم الإبل أثقل وأغلظ من غيره، فيشرع الوضوء لإزالة أثره.
3- الصلاة في مرابض الغنم ومبارك الإبل:
● مرابض الغنم: يجوز الصلاة فيها لأنها طاهرة العين generalmente، وروثها طاهر عند جمهور العلماء (خلافاً للمالكية).
● مبارك الإبل: لا يجوز الصلاة فيها على سبيل الاستحباب والاحتياط، وهذا قول الجمهور. وعللوا ذلك بأنها أماكن تكون فيها النجاسة غالباً (بول الإبل وروثها)، وكذلك لأنها مجمع للشياطين كما ورد في بعض الأحاديث، فنهى عنها سداً للذريعة.
4- أسلوب النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم:
- في الحديث بيان لحكمة النبي صلى الله عليه وسلم في التفصيل بين المسائل المتشابهة، وإجابة كل سؤال بما يناسبه.
- كما فيه توضيح أن بعض الأحكام تختلف باختلاف الأشياء وإن تشابهت في الصورة.
5- التيسير ورفع الحرج:
- في قوله صلى الله عليه وسلم في لحم الغنم: «إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ» بيان للتيسير على الأمة ورفع الحرج عنها.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من الأدلة على أن الوضوء من أكل لحم الإبل سنة مؤكدة عند الجمهور، وليس بواجب عند بعض العلماء كالمالكية.
- المسائل الواردة في هذا الحديث من الفقه الدقيق الذي يظهر دقة الشريعة الإسلامية وشمولها.
- يستحب للمسلم إذا أكل لحم الإبل أن يتوضأ احتياطاً واتباعاً للسنة، وإن لم يتوضأ فصلاته صحيحة عند الجمهور (إلا من أوجبه).
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويجعلنا من المتقين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
هذا والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

أخرجه مسلم في الحيض (٣٦٠)، عن أبي كامل الجحدري، ثنا أبو عوانة، عن عثمان بن عبد الله بن موهب، عن جعفر بن أبي ثور، عن جابر بن سمرة .. فذكر الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 87 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الوضوء من لحم الإبل والصلاة في مباركها

  • 📜 حديث: الوضوء من لحم الإبل والصلاة في مباركها

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الوضوء من لحم الإبل والصلاة في مباركها

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الوضوء من لحم الإبل والصلاة في مباركها

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الوضوء من لحم الإبل والصلاة في مباركها

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب