حديث: شرب لبنًا فلم يُمضمض ولم يتوضأ وصلى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب المضمضمة من شرب اللّبن

عن أنس بن مالك يقول: إن رسول الله ﷺ شرب لبنًا فلم يُمضمض، ولم يتوضأ وصلى.

حسن: رواه أبو داود (١٩٧) قال: حدَّثنا عثمان بن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب، عن مطيع بن راشد، عن توبة العنبري، أنه سمع أنس بن مالك فذكره.

عن أنس بن مالك يقول: إن رسول الله ﷺ شرب لبنًا فلم يُمضمض، ولم يتوضأ وصلى.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وفيه دلالات فقهية مهمة تتعلق بالطهارة والصلاة. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● شرب لبنًا: تناول حليبًا سواء كان من البقر أو الغنم أو غيرها.
● فلم يُمضمض: لم يتمضمض بعد الشرب، أي لم يغسل فمه بالماء.
● ولم يتوضأ: لم يتطهر بوضوء جديد بعد شرب اللبن.
● وصلى: أدى الصلاة بهذه الحالة دون وضوء جديد.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب اللبن، ثم صلى دون أن يتمضمض أو يتوضأ بعد شربه. وهذا يدل على أن شرب اللبن لا ينقض الوضوء، وأنه لا يجب الوضوء منه، بل صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالوضوء السابق الذي كان عليه قبل شرب اللبن.

3. الدروس المستفادة منه:


● عدم نقض اللبن للوضوء: هذا الحديث دليل واضح على أن شرب اللبن لا ينقض الوضوء، خلافًا لبعض الآراء التي كانت تقول بنقض الوضوء من كل ما يؤكل أو يشرب.
● التيسير على الأمة: فيه تيسير من النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، وبيان أن الوضوء لا يجب إلا عند وجود ناقض معروف كخروج البول أو الغائط أو النوم الثقيل وغيرها.
● الرد على المتنطعين: فيه رد على من يشدد في أمور الطهارة ويجعل كل شيء ناقضًا للوضوء، فالنبي صلى الله عليه وسلم وهو القدوة لم يعد الوضوء بعد شرب اللبن.
● الفقه في التعامل مع النواقض: أن الأصل في الأشياء أنها لا تنقض الوضوء إلا بدليل صريح، وشرب اللبن ليس من النواقض.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أخرجه البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة المتفق عليها.
- جمهور العلماء (الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة) على أن شرب اللبن لا ينقض الوضوء، وهذا الحديث من أدلتهم.
- يستحب للمسلم أن يتمضمض بعد شرب اللبن أو أي طعام دهني؛ لنظافة الفم وإزالة الدهن، لكن هذا مستحب وليس واجبًا، وتركه لا يؤثر على صحة الصلاة.
- ينبغي للمسلم أن يتعلم نواقض الوضوء المعروفة من الكتاب والسنة، ولا يزيد عليها مما لم يرد به دليل.
أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يوفقنا للعمل بما علمنا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٩٧) قال: حدَّثنا عثمان بن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب، عن مطيع بن راشد، عن توبة العنبري، أنه سمع أنس بن مالك فذكره.
قال: زيد: دلني شعبة على هذا الشيخ.
قال الأعظمي: رجاله ثقات غير مطيع بن راشد فإنه لم يوثقة غير شبعة في قول زيد بن الحباب بأنه دلَّه عليه، ولو لم يعرفه لما دلَّه عليه. ولو علم فيه جرحًا لبيَّنه. وقال أبو داود كما في تهذيب التهذيب:
أثنى عليه شعبة. وبهذا ارتفع عنه الجهالة، لأنه لم يرو عنه غير زيد بن الحباب. وحسَّن إسنادَه الحافظ في الفتح (١/ ٣١٣) وقال: «أغرب ابن شاهين فجعل حديث أنس ناسخًا لحديث ابن عباس، ولم يذكر من قال فيه بالوجوب حتَّى يحتاج إلى دعوى النسخ» انتهى.
وأمَّا ما رواه ابن ماجه (٥٠١) عن إسحاق بن إبراهيم السّواق، قال: حدّثنا الضّحاك بن مخلد، قال: حدّثنا زمعة بن صالح، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك قال: حلب رسول الله شاة وشرب من لبنها، ثم دعا بماء فمضمض فاه وقال: «إنّ له دسمًا«فهو ضعيف؛ من أجل زمْعة - بكون الميم - ابن صالح الجنديّ اليماني نزيل مكة، أهل العلم مطبقون على تضعيفه، قال البخاريّ: يخالف في حديثه، وقال ابن حبان: كان رجلًا صالحًا يهم ولا يعلم ويخطئ ولا يفهم حتى غلب في حديثه المناكير التي يرويها عن المشاهير، ولذا قال المزي في: تحفة الأشراف (١/ ٣٧٨): رواه غير واحد عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، وهو المحفوظ» اهـ.
قال الأعظمي: وكذلك لا يصح ما رُوي عن أمّ سلمة قالت: قال رسول الله ﷺ: «إذا شربتم اللبن فمضمضوا؛ فإنَّ فيه دَسَمًا».
رواه ابن ماجه (٤٩٩) قال: حدَّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا خالد بن مَخْلَد، عن موسى بن يعقوب، حدثني أبو عبيدة بن عبد الله بن زَمْعة، عن أبيه، عن أم سلمة.
ورجاله ثقات غير خالد بن مَخْلَد القطواني، كان صدوقًا في نفسه، ولكن نقم عليه التشيع.
وموسى بن يعقوب المطلبي الزَمْعي مختلف فيه؛ فوثقه ابن معين. وقال أبو داود: صالح. وقال ابن عدي: لا بأس به عندي. وذكره ابن حبان في الثقات. وضعّفه ابن المديني وقال: ضعيف منكر الحديث. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال أحمد: لا يعجبني حديثه.
والخلاصة فيه كما قال الحافظ: «صدوق سيئ الحفظ».
فمثله لا يقبل حديثه إذا تفرّد أو خالف؛ حيث تفرّد بلفظ الأمر، والصّواب أنه من فعل النبيّ ﷺ.
وأمَّا قول البوصيري: «رجاله ثقات» فهو ليس على إطلاقه.
وفي الباب ما رُوي عن عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد السّاعديّ، عن أبيه، عن جدّه، أن رسول الله ﷺ قال: «مضمضوا من اللّبن، فإنّ له دسمًا».
رواه ابن ماجه (٥٠٠) عن أبي مصعب، قال: حدّثنا عبد المهيمن بن عباس، بإسناده. وإسناده ضعيف من أجل عبد المهيمن هذا، فإنّ أهل العلم مطبقون على تضعيفه، وبه أعلّه البوصيريّ في «الزوائد» فقال: «هذا إسناد ضعيف، عبد المهيمن قال البخاري: منكر الحديث».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 106 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: شرب لبنًا فلم يُمضمض ولم يتوضأ وصلى

  • 📜 حديث: شرب لبنًا فلم يُمضمض ولم يتوضأ وصلى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: شرب لبنًا فلم يُمضمض ولم يتوضأ وصلى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: شرب لبنًا فلم يُمضمض ولم يتوضأ وصلى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: شرب لبنًا فلم يُمضمض ولم يتوضأ وصلى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب