حديث: ضِفتُ النبي ﷺ ذات ليلة فأمر بِجَنْبٍ فشُوِي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ترك الوضوء مما مسته النار

عن المغيرة بن شعبة قال: ضِفتُ النبي ﷺ ذات ليلة، فأمر بِجَنْبٍ فشُوِي، وأخذ الشفرة فجعل يحز لي بها منه، قال: فجاء بلال فآذنه بالصلاة، قال: فألقي الشفرة وقال: «ما له! تربت يداه!». وقام يُصلي.
زاد الأنباري: وكان شاربي وفَى فقصَّه لي على سواك. أو قال: «أقصُّه لك على سواك».

حسن: رواه أبو داود (١٨٨) قال: حدَّثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن سليمان الأنباري - المعنى -، قالا: حدَّثنا وكيع، عن مسعر، عن أبي صخرة جامع بن شدَّاد، عن المغيرة بن عبد الله (اليشكري الكوفي) عن المغيرة بن شعبة .

عن المغيرة بن شعبة قال: ضِفتُ النبي ﷺ ذات ليلة، فأمر بِجَنْبٍ فشُوِي، وأخذ الشفرة فجعل يحز لي بها منه، قال: فجاء بلال فآذنه بالصلاة، قال: فألقي الشفرة وقال: «ما له! تربت يداه!». وقام يُصلي.
زاد الأنباري: وكان شاربي وفَى فقصَّه لي على سواك. أو قال: «أقصُّه لك على سواك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: ضِفتُ النبي ﷺ ذات ليلة، فأمر بِجَنْبٍ فشُوِي، وأخذ الشفرة فجعل يحز لي بها منه، قال: فجاء بلال فآذنه بالصلاة، قال: فألقي الشفرة وقال: «ما له! تربت يداه!». وقام يُصلي. زاد الأنباري: وكان شاربي وفَى فقصَّه لي على سواك. أو قال: «أقصُّه لك على سواك».


1. شرح المفردات:


● ضِفتُ: أي نزلت ضيفًا عليه ﷺ.
● جَنْبٍ: قطعة من لحم الشاة، وهي الخاصرة أو الضلع.
● شُوِي: أي نُضج على النار.
● الشفرة: السكين.
● يحز لي بها منه: يقطع لي بها من اللحم.
● آذنه بالصلاة: أعلمه بدخول وقت الصلاة.
● ما له! تربت يداه!: كلمة تقال تعجبًا وتأسفًا على فوات شيء أو انشغال بأمر أهم، و"تربت يداه" دعاء بالخير، أي لصق تراب الخير بيديه، وهي كلمة مدح في الأصل.
● شاربي وفَى: أي شَعر شَارب المغيرة طال وكثُف.
● فقصَّه لي على سواك: أي قصَّ النبي ﷺ شعر شَارب المغيرة باستخدام سواكه (عود الأراك الذي يستخدمه للتسوك).


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه كان ضيفًا عند النبي ﷺ في ليلة من الليالي، فأمر النبي ﷺ بقطعة لحم فشويت له، ثم أخذ السكين بنفسه ليقطع للضيف منها تكرمًا وإكرامًا له. وفي أثناء ذلك، جاء بلال رضي الله عنه فأخبر النبي ﷺ بوقت الصلاة (الأذان أو الإقامة)، فترك النبي ﷺ السكين فورًا وخرج إلى الصلاة، مع تعبيره ﷺ بقوله: «ما له! تربت يداه!» تعجبًا من شغله بالصلاة عن إكمال خدمة ضيفه، ثم في رواية الزيادة أن النبي ﷺ بعد الصلاة قصَّ شعر شارب المغيرة باستخدام سواكه، مما يدل على عنايته بأمور ضيفه حتى في أدق التفاصيل.


3. الدروس المستفادة منه:


● كرم النبي ﷺ وحسن ضيافته: حيث يخدم ضيفه بنفسه، وهذا من تواضعه ﷺ وعظيم خلقه.
● مشروعية إكرام الضيف وتلبية حاجاته: بل والاهتمام بها حتى في التفاصيل الصغيرة.
● أهمية الصلاة ومبادرة المسلم إليها: فالنبي ﷺ ترك ما هو فيه من خدمة الضيف لأجل الصلاة، مما يدل على عظم مكانة الصلاة في الإسلام.
● التسوك والسواك مستحب: وفيه دليل على استحباب استخدام السواك، بل وجواز استخدامه في أمور أخرى كقص الشعر إذا دعت الحاجة.
● جواز قص الشارب: وهو من سنن الفطرة، وفعل النبي ﷺ ذلك بنفسه للضيف يدل على حرصه على هدي أمته.
● التعجب والتأسف بلغة طيبة: كقوله ﷺ «ما له! تربت يداه!» وهي كلمة تعجب لا ذم، بل فيها دعاء بالخير.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو من أحاديث الصحيح التي تثبت خلقه ﷺ العظيم مع ضيوفه وأصحابه.
- قوله ﷺ: «تربت يداه» من الكلمات التي تقال في المدح والتعجب، وليست ذمًا، كما قال أهل اللغة.
- فيه دليل على أن خدمة الضيف من الأمور المحمودة، بل قد يخدم الإنسان ضيفه بنفسه تكرمًا له.
- الزيادة التي ذكرها الأنباري (قص الشارب بالسواك) تدل على حرص النبي ﷺ على تطبيق سنن الفطرة وتوجيه أصحابه لها.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، ويجعلنا من المتأسين برسوله ﷺ في حسن الخلق وخدمة الناس، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٨٨) قال: حدَّثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن سليمان الأنباري - المعنى -، قالا: حدَّثنا وكيع، عن مسعر، عن أبي صخرة جامع بن شدَّاد، عن المغيرة بن عبد الله (اليشكري الكوفي) عن المغيرة بن شعبة .. فذكر الحديث.
ورجاله ثقات غير المغيرة بن عبد الله اليشكري، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال العجلي: كوفي ثقة. وجعله الحافظ في درجة «ثقة». وهو من رجال مسلم، ولكن على قاعدة الحافظ يكون «صدوقًا».
وما رواه أبو داود الطيالسي في مسنده (٢/ ٧٥ رقم ٧٣٣) من متابع له وهو أبو عون الثقفي محمد بن عبيد الله، عن المغيرة بن شعبة مختصرًا؛ فإنَّ في طريقه إليه المسعودي وعنه رواه أبو داود الطيالسي، والمسعودي ثقة إلَّا أنه قد اختلط، وأبو داود ممن سمع منه بعد اختلاطه، كما أن أبا عون لم يدرك المغيرة بن شعبة.
وما عزاه المنذري إلى الترمذي وابن ماجه فلم أجد الحديث في سنن ابن ماجه، وأما الترمذي ففي شمائله (١٥٩)، وكذا أخرجه أيضًا النسائي في الكبري (٦٦٢١) عن مسعر به مُختصرًا.
وقوله: «فأمر بجنبٍ» أي قطعة لحمٍ. وقوله: «تربت يداه» هي كلمة تقولها العرب عند اللوم والتأنيب، ومعناه الدعاء عليه بالفقر والعدم، وهم لا يريدون وقوع ذلك الأمر، وكقولهم: «لا والله!»، و«بلى والله!»، وذلك من لغو اليمين الذي لا اعتبار به ولا كفارة فيه. ذكره الخطابي في شرحه لأبي داود.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 101 من أصل 155 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ضِفتُ النبي ﷺ ذات ليلة فأمر بِجَنْبٍ فشُوِي

  • 📜 حديث: ضِفتُ النبي ﷺ ذات ليلة فأمر بِجَنْبٍ فشُوِي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ضِفتُ النبي ﷺ ذات ليلة فأمر بِجَنْبٍ فشُوِي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ضِفتُ النبي ﷺ ذات ليلة فأمر بِجَنْبٍ فشُوِي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ضِفتُ النبي ﷺ ذات ليلة فأمر بِجَنْبٍ فشُوِي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب