حديث: الطمأنينة في الصلاة حتى يأخذ كل عظم مأخذه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الخشوع في الصلاة والإقبال عليها والاعتدال في الركوع والسجود والتورك في الجلوس

قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى فَقَالَ: أَلَا أُرِيكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ قَالَ: فَقُلْنَا: بَلَى. قَالَ: فَقَامَ فَكَبَّرَ، ثُمَّ قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عُضْوٍ مَأْخَذَهُ، ثُمَّ رَفَعَ حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عُضْوٍ مَأْخَذَهُ، ثُمَّ سَجَدَ حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عُضْوٍ مَأْخَذَهُ، ثُمَّ رَفَعَ حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عَظْمٍ مَأْخَذَهُ، ثُمَّ سَجَدَ حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عَظْمٍ مَأْخَذَهُ، ثُمَّ رَفَعَ فَصَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ كَمَا صَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.

حسن: رواه الإمام أحمد (١٥٣٧١) عن هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبَ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ قال: فذكره.

قَالَ: جَلَسْنَا إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى فَقَالَ: أَلَا أُرِيكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟ قَالَ: فَقُلْنَا: بَلَى. قَالَ: فَقَامَ فَكَبَّرَ، ثُمَّ قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عُضْوٍ مَأْخَذَهُ، ثُمَّ رَفَعَ حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عُضْوٍ مَأْخَذَهُ، ثُمَّ سَجَدَ حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عُضْوٍ مَأْخَذَهُ، ثُمَّ رَفَعَ حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عَظْمٍ مَأْخَذَهُ، ثُمَّ سَجَدَ حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عَظْمٍ مَأْخَذَهُ، ثُمَّ رَفَعَ فَصَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ كَمَا صَنَعَ فِي الرَّكْعَةِ الْأُولَى، ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح يصف هيئة صلاة النبي ﷺ كما رواها الصحابي الجليل عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه، الذي شاهد النبي ﷺ وصلى خلفه وتعلم منه.

أولاً. شرح المفردات:


● عبد الرحمن بن أبزى: صحابي جليل، كان من فقهاء الصحابة وقرائهم.
● أَلا أُرِيكُمْ صَلَاةَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ؟: أي: هلا أريكم كيف كانت صلاة رسول الله ﷺ بأفعالها وهيئتها.
● فَكَبَّرَ: أي قال: "الله أكبر" لابتداء الصلاة (تكبيرة الإحرام).
● حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عُضْوٍ مَأْخَذَهُ: أي حتى استقر كل عضو في مكانه الصحيح وهدأ واطمأن تماماً دون عجلة أو اضطراب.
● كُلُّ عَظْمٍ: العظام هنا كناية عن جميع مفاصل وأعضاء الجسم، للدلالة على الاستقرار التام.
● حَتَّى أَخَذَ كُلُّ عَظْمٍ مَأْخَذَهُ: العظام هنا تشمل المفاصل والفقرات، أي حتى تستقر في وضعها الطبيعي المستقر.

ثانياً. شرح الحديث:


يصف لنا الصحابي عبد الرحمن بن أبزى رضي الله عنه مشهداً تعليمياً رائعاً، حيث جلس إليه طلبة العلم فعرض عليهم أن يريهم صلاة النبي ﷺ العملية، فقام وصلى أمامهم ركعتين ليعلمهم الهيئة الصحيحة للصلاة، موضحاً فيها:
1- البدء بتكبيرة الإحرام: وهي قول "الله أكبر" مع رفع اليدين.
2- القراءة بعد التكبير: يقرأ الإمام أو المنفرد الفاتحة وما تيسر من القرآن.
3- الركوع: يركع واضعاً يديه على ركبتيه، مع الطمأنينة التامة حتى يستقر كل عضو في مكانه ويستريح. وهذا هو المقصود بقوله: "حتى أخذ كل عضو مأخذه". ثم يرفع من الركوع مع الطمأنينة ذاتها.
4- السجود: يسجد مع الطمأنينة التامة حتى تستقر جميع أعضاء السجود (الجبهة والأنف والكفان والركبتان وأطراف القدمين) ويستريح الجسم كله. ثم يرفع من السجود مع الطمأنينة ذاتها قبل أن يسجد السجدة الثانية.
5- التكرار في الركعة الثانية: يفعل في الركعة الثانية كما فعل في الأولى، مما يدل على أن الطمأنينة والهدوء هما سمة كل ركن في كل ركعة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- وجوب الطمأنينة في الصلاة: هذا الحديث أصل عظيم في بيان أن الطمأنينة ركن من أركان الصلاة، لا تصح الصلاة بدونه. والطمأنينة هي السكينة والهدوء وعدم العجلة، بحيث يستقر كل عضو في وضعه الطبيعي وقتاً كافياً.
2- التعلم العملي: أفضل طريقة لتعليم السنن والأحكام هي الطريقة العملية التطبيقية، كما فعل ابن أبزى رضي الله عنه، وهذا من كمال فهم السلف للدين.
3- حرص الصحابة على تبليغ السنة: حرص الصحابة رضي الله عنهم على تعليم الناس دينهم ونقل صفات عبادة النبي ﷺ بدقة، لئلا يضيع شيء من السنة.
4- الاقتداء بالنبي ﷺ في الهيئة: ينبغي للمسلم أن يحرص على متابعة النبي ﷺ في كل حركة وسكنة في صلاته، فهي مثلى الصلاة وأكملها.
5- الرد على المفرطين في السرعة: هذا الحديث حجة على من يسرع في صلاته ولا يطمئن في ركوعه أو سجوده أو قيامه، فتكون صلاته نقراً كَنَقْر الغراب، وهي الصلاة التي توعد الله فاعلها.
6- الطمأنينة في الصلاة: وهي ركن من أركانها، لا تصح الصلاة بدونها. والطمأنينة هي السكينة والاستقرار في كل ركن، وعدم العجلة أو الاضطراب. وهذا ما عناه بقوله "حتى أخذ كل عضو مأخذه".
7- إتقان العمل وإحسانه: الصلاة هي أفضل الأعمال، وفي هذا الحديث تأكيد على إحسانها وإتقانها، وإعطاء كل ذي حق حقه من الوقت والهيئة.
8- بيان صفة الركوع والسجود: في الركوع يضع يديه على ركبتيه ويجعل ظهره مستوياً، وفي السجود يُمكّن جبهته وأنفه وكفيه وركبتيه وأطراف قدميه من الأرض، ويستقر فيها.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث يدخل في باب "صفة الصلاة" وهو من أهم أبواب الفقه.
- الطمأنينة في الأركان (القيام، الركوع، الرفع منه، السجود، الجلوس بين السجدتين) ركن عند جمهور العلماء، ومن تركها عامداً بطلت صلاته.
- يستحب للإمام والمأموم أن يقصدوا الطمأنينة وإعطاء كل ركن حقه، ليخرجوا من عهدة الصلاة وقد أتموها على الوجه المطلوب.
- مقدار الطمأنينة: هو ما يحصل به اطمئنان القلب والجوارح، ويختلف باختلاف الأركان. فأقلها في الركوع والسجود أن يسبح مرة واحدة (يقول: سبحان ربي العظيم مرة في الركوع، وسبحان ربي الأعلى مرة في السجود) على قول كثير من العلماء.
● الحديث تحذير من "نقر الصلاة": وهي العجلة فيها وعدم إتمام أركانها، والتي شبهها النبي ﷺ بنقر الغراب.
● الحديث يدل على أن الاعتدال بعد الركوع ركن مستقل: حيث أفرده بالذكر كما أفرد الركوع والسجود.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٥٣٧١) عن هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبَ،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل الكلام الخفيف في ضمرة وهو ابن ربيعة الفلسطيني وشيخه ابن شوذب، وهو عبد الله بن شوذب الخراساني غير أنهما حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 320 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الطمأنينة في الصلاة حتى يأخذ كل عظم مأخذه

  • 📜 حديث: الطمأنينة في الصلاة حتى يأخذ كل عظم مأخذه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الطمأنينة في الصلاة حتى يأخذ كل عظم مأخذه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الطمأنينة في الصلاة حتى يأخذ كل عظم مأخذه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الطمأنينة في الصلاة حتى يأخذ كل عظم مأخذه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب