حديث: رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء من الخشوع في الصلاة والإقبال عليها والاعتدال في الركوع والسجود والتورك في الجلوس
فأعرض علينا، قال: فقال «كان رسولُ الله ﷺ إذا قام إلى الصّلاة أعتدل قائمًا، ورفع يديه حتى يُحاذِيَ بهما منكبَيْه، فإذا أراد أن يركع رفع يديه حتى يُحاذِيَ بهما منكبيه، ثمّ قال: الله أكبر، وركع، ثمّ اعتدل، فلم يُصَوِّبْ رأسه، ولم يُقْنِع، ووضع يديه على ركبتيه، ثمّ قال: سمع الله لمن حَمِده، ورفع يديه واعتدل، حتَّى يرجعَ كلُّ عظْمٍ في موضعه معتدلًا، ثمّ أهوَى إلى الأرض ساجدًا ثمّ قال: الله أكبر، ثمّ جافى عَضُديه عن إِبْطَيه، وفتح أصابع رجليه، ثمّ ثني رجله اليُسْرَى وقعد عليها، ثمّ اعتدل، حتَّى يرجعَ كل عظْمٍ في موضعه معتدلًا، ثمّ أهوى ساجدًا، ثمّ قال: الله أكبر، ثمّ ثنى رِجْلَه وقعد، واعتدل حتَّى يرجع كل عظمٍ في موضعه، ثمّ نهض، ثمّ صنع في الركعة الثانية مثل ذلك حتَّى إذا قام من السجدتين كَبَّر، ورفع يديه حتى يُحاذِيَ بهما منكبَيْه كما صنع حين افتتح الصّلاة، ثمّ صنع كذلك حتَّى كانت الركعة التي تَنْقَضِي فيها صلاتُه أخَّر رجله اليُسرى وقعد على شِقِّه مُتَورِّكًا، ثمّ سلم».
صحيح: رواه أبو داود (٩٦٣)، والتِّرمذيّ (٣٠٤)، والنسائي (١٠٣٩)، وابن ماجة (٨٦٢) كلّهم من طرق عن عبد الحميد بن جعفر، ثنا محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي حُميد السَّاعدي فذكر الحديث، واللّفظ للترمذي وقال: حسن صحيح، ولفظ النسائيّ مختصر، وسبق ذكر الحديث في باب رفع اليدين في الصّلاة.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي تصف صلاة النبي ﷺ وصفًا دقيقًا، وهو من الأحاديث التي اعتمد عليها الفقهاء في استنباط أحكام الصلاة وهيئتها. وفيما يلي شرح مفصل لهذا الحديث:
أولاً. شرح المفردات:
● أعتدل قائمًا: استوى في قيامه بدون ميل.
● يُحاذي بهما منكبيه: يرفع يديه حتى يكونا بمستوى كتفيه.
● لم يُصَوِّبْ رأسه: لم يخفضه كثيرًا.
● لم يُقْنِع: لم يرفعه كثيرًا.
● جافى عضديه عن إبطيه: أي باعد بين عضديه وجانبيه في السجود.
● ثني رجله اليسرى وقعد عليها: أي طواها وجلس عليها.
● متوركًا: هيئة الجلوس في التشهد الأخير حيث يُخرج اليسرى من تحت ويجلس على مقعدته.
ثانيًا. شرح الحديث:
يذكر أبو حميد الساعدي رضي الله عنه أنه أعلم الصحابة بصلاة رسول الله ﷺ، رغم اعتراض بعضهم بأنه ليس أكثرهم صحبة ولا أقدمهم اتباعًا، فيؤكد لهم أنه يعلمها بدقة، ثم يصف صلاة النبي ﷺ خطوة بخطوة:
1- القيام والتكبير:
- كان النبي ﷺ يستوي قائمًا في الصلاة، ثم يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه عند تكبيرة الإحرام.
2- الركوع:
- عند الركوع يرفع يديه كما فعل أول مرة، ثم يكبر ويخر راكعًا، ويعتدل في ركوعه دون أن يُخفض رأسه كثيرًا أو يرفعه، ويضع يديه على ركبتيه.
3- الرفع من الركوع:
- يقول: "سمع الله لمن حمده"، ويرفع يديه مرة أخرى، ويعتدل قائمًا حتى يعود كل عظم إلى موضعه.
4- السجود:
- يكبر ويهوي إلى السجود، ويجافي عضديه عن جنبيه (أي يباعد بينهما)، ويفتح أصابع رجليه، ثم يجلس بعد السجدة الأولى مطويًا رجله اليسرى تحتيه ويجلس عليها.
5- الجلسة بين السجدتين:
- يعتدل في جلوسه حتى يرجع كل عظم إلى موضعه.
6- السجدة الثانية:
- يكبر ويسجد مرة أخرى بنفس الهيئة.
7- القيام للركعة الثانية:
- يفعل كما فعل في الركعة الأولى.
8- التكبير والرفع عند الافتتاح والقيام:
- كلما قام من جلوس يرفع يديه كما عند افتتاح الصلاة.
9- الجلسة الأخيرة (التورُّك):
- في الركعة الأخيرة يجلس متوركًا، أي يُدخل رجله اليسرى تحت اليمنى ويجلس على مقعدته، ثم يُسلّم.
ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:
1- العناية بصفة الصلاة:
ينبغي للمسلم أن يحرص على أن يصلي كما صلى النبي ﷺ، لأن الصلاة هي عماد الدين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد.
2- الرفع عند تكبيرات الانتقال:
يستحب رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع منه، وعند القيام من التشهد الأول.
3- الطمأنينة في الصلاة:
التأكيد على الاعتدال والطمأنينة في كل ركن، حتى يرجع كل عظم إلى موضعه.
4- هيئة السجود:
استحباب مجافاة العضدين عن الجنبين في السجود، وفتح أصابع الرجلين.
5- التورك في التشهد الأخير:
مشروعية التورك في الجلسة الأخيرة من الصلاة الثنائية أو الرباعية.
6- حرص الصحابة على تعلم السنة:
حرص الصحابة رضي الله عنهم على معرفة صفة صلاة النبي ﷺ وتعلمها بدقة.
ومما يستفاد من الحديث:
● وجوب متابعة النبي ﷺ في الصلاة: فالصلاة يجب أن تؤدى كما صلى النبي ﷺ، لقوله: "صلوا كما رأيتموني أصلي" (رواه البخاري).
● اهتمام الصحابة بتعلم الصلاة: حيث اجتمع عشرة من الصحابة ليتعلموا صفة الصلاة من أبي حميد.
● الدقة في نقل السنة: فقد وصف أبو حميد حركات الصلاة بتفصيل دقيق.
● رفع اليدين في مواضع محددة: عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع منه.
● الطمأنينة في الصلاة: حيث كان النبي ﷺ يعتدل بعد كل حركة حتى ترجع كل عظم إلى موضعه.
● المجافاة في السجود: وهي سنة مؤكدة، حيث يباعد المسلم بين عضديه وجنبيه.
● التورك في التشهد الأخير: وهو من سنن الصلاة في الجلوس الأخير.
رابعًا. معلومات إضافية:
- يعتبر هذا الحديث من أهم الأحاديث التي بينت هيئة الصلاة، وقد اعتمده الفقهاء في كتب الفقه عند شرح صفة الصلاة.
- ينبغي للمسلم أن يتعلم صفة صلاة النبي ﷺ ويطبقها كما وردت، لأن ذلك من تمام الخشوع والإتقان في العبادة.
- فيه دليل على أن رفع اليدين في الصلاة يكون في أربعة مواضع: عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع من الركوع، وعند القيام من التشهد الأول إلى الركعة الثالثة.
- قوله: "حتى يرجع كل عظم إلى موضعه" يدل على أهمية الطمأنينة في الصلاة، وهي ركن من أركان الصلاة، فمن لا يطمئن في صلاته فإن صلاته باطلة.
- التورك في التشهد الأخير سنة في الصلاة الثنائية والثلاثية والرباعية، أما في التشهد الأول فيجلس مفترشًا.
فينبغي للمسلم أن يتعلم صفة صلاة النبي ﷺ ويحرص على تطبيقها كما جاءت في هذا الحديث وغيره من الأحاديث الصحيحة، لأن الصلاة عماد الدين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة.
أسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء الصلاة كما يحب ويرضى، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
قال الحافظ في التلخيص (١/ ٢٢٣): «وأعله الطحاويّ بأن محمد بن عمرو لم يدرك أبا قتادة قال: ويزيد ذلك بيانًا أن عطاف بن خالد رواه عن محمد بن عمرو وقال: حَدَّثَنِي رجل أنه وجد عشرة من أصحاب رسول الله ﷺ جلوسًا ثمّ نقل قول ابن حبَّان وقال: والسياق يأبي ذلك كل الإباء، والتحقيق عندي أن محمد بن عمرو الذي روى عطاف بن خالد عنه هو محمد بن عمرو بن علقمة بن وقَّاص الليثي المدنيّ، وهو لم يلق أبا قتادة ولا قارب ذلك، إنّما يرُوي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وغيره من كبار التابعين، وأمّا محمد بن عمرو الذي روى عبد الحميد بن جعفر عنه فهو محمد بن عمرو بن عطاء تابعي كبير جزم البخاريّ بأنه سمع من أبي حميد وغيره، وأخرج الحديث من طريقه، وللحديث طرق عن أبي حُميد سَمَّى في بعضها من العشرة: محمد بن سلمة وأبو أسيد وسهل بن سعد، وهذه رواية ابن ماجة من حديث عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه، ورواها ابن خزيمة من طرق أيضًا». انتهى.
أما عبد الحميد فقال ابن حبَّان في صحيحه (٥/ ١٨٤): «أحد الثّقات المتقنين، قد سبرتُ أخباره فلم أره انفرد بحديث منكر لم يُشَارك فيه، وقد وافق فُليحُ بن سليمان وعيسى بن عبد الله بن مالك، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي حميد، عبد الحميد بن جعفر في هذا الخبر». انتهى.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 323 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 298 قرأ النبي ﷺ سورة الزلزلة في الركعتين كلتيهما.
- 299 قرأت المفصل الليلة في ركعة فقال: هذا كَهَذ الشعر
- 300 المفَصَّل يجمع بين السور في ركعة
- 301 أعطوا كل سورة حظها من الركوع والسجود
- 302 اللهم ارحمني وارزقني وعافني واهدني
- 303 ذاك شيطان يقال له خنزب فتعوذ بالله منه واتفل على...
- 304 إذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ
- 305 وقوف النبي ﷺ عند آيات الرحمة والعذاب في الصلاة
- 306 من قال عند قراءة: أليس ذلك بقادر على أن يحيي...
- 307 كان إذا قرأ سبح اسمك ربك الأعلى قال: سبحان ربي...
- 308 وضع اليدين بين الفخذين في الصلاة منهي عنه
- 309 إذا كنتم ثلاثة فليؤمكم أحدكم
- 310 إذا ركعت فضع كفيك على ركبتيك حتى تطمئن
- 311 ثم يركع ويضع ركبتيه على ركبتيه معتمدا
- 312 كان رسول الله ﷺ إذا ركع فرج أصابعه وإذا سجد...
- 313 المسيء في صلاته
- 314 أرى خشوعكم وركوعكم من وراء ظهري
- 315 المسيء في صلاته: ارجع فصل فإنك لم تصل
- 316 اهتمام النبي بتمام الركوع والسجود في الصلاة
- 317 من يحسن وضوء الصلاة وخشوعها وركوعها كانت كفارة لما قبلها
- 318 كان رسول الله ﷺ يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله...
- 319 لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود
- 320 الطمأنينة في الصلاة حتى يأخذ كل عظم مأخذه
- 321 جافي بين مرفقيه حتى استقر كل شيء منه
- 322 لا صلاة لمن لا يُقيم صُلبه في الركوع والسجود
- 323 رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه
- 324 إذا سجدت فمكن جبهتك ولا تنقر نقرا
- 325 ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم
- 326 النهي عن التفات الثعلب وإقعاء القرد ونقر الديك
- 327 أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته
- 328 النهي عن نقرة الغراب وعن افتراش السبع
- 329 سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد
- 330 اللَّهُمَّ ربَّنا لك الحمدُ مِلأُ السماوات ومِلأُ الأرض وما بينهما
- 331 أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد
- 332 لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما
- 333 قول ربنا ولك الحمد عند الرفع من الركوع
- 334 اللهم ربنا ولك الحمد
- 335 من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من...
- 336 ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
- 337 إنما جعل الإمام ليؤتم به
- 338 وضع اليدين قبل الركبتين في الصلاة
- 339 فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه
- 340 اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب
- 341 لا يسجد الرجل باسطا ذراعيه كالكلب
- 342 ينهى عن افتراش الذراعين افتراش الكلب أو السبع
- 343 كان إذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه
- 344 ضع كفيك إذا سجدت وارفع مرفقيك
- 345 هكذا كان رسول الله ﷺ يسجد
- 346 كان النبي ﷺ إذا سجد جافى حتى يرى من خلفه...
- 347 كنت أنظر إلى بياض إبطيه إذا سجد
معلومات عن حديث: رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه
📜 حديث: رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








