حديث: رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الخشوع في الصلاة والإقبال عليها والاعتدال في الركوع والسجود والتورك في الجلوس

عن أبي حُميد الساعدي في عشرة من أصحاب النَّبِيّ ﷺ منهم أبو قتادة الحارث بن رِبْعيّ، فقال أبو حميد الساعدي: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله ﷺ، قالوا: لِم؟ ما كنتَ أكثرَنا له اتباعًا، ولا أقْدَمنا له صحبةً؟ قال: بلى، قالوا:
فأعرض علينا، قال: فقال «كان رسولُ الله ﷺ إذا قام إلى الصّلاة أعتدل قائمًا، ورفع يديه حتى يُحاذِيَ بهما منكبَيْه، فإذا أراد أن يركع رفع يديه حتى يُحاذِيَ بهما منكبيه، ثمّ قال: الله أكبر، وركع، ثمّ اعتدل، فلم يُصَوِّبْ رأسه، ولم يُقْنِع، ووضع يديه على ركبتيه، ثمّ قال: سمع الله لمن حَمِده، ورفع يديه واعتدل، حتَّى يرجعَ كلُّ عظْمٍ في موضعه معتدلًا، ثمّ أهوَى إلى الأرض ساجدًا ثمّ قال: الله أكبر، ثمّ جافى عَضُديه عن إِبْطَيه، وفتح أصابع رجليه، ثمّ ثني رجله اليُسْرَى وقعد عليها، ثمّ اعتدل، حتَّى يرجعَ كل عظْمٍ في موضعه معتدلًا، ثمّ أهوى ساجدًا، ثمّ قال: الله أكبر، ثمّ ثنى رِجْلَه وقعد، واعتدل حتَّى يرجع كل عظمٍ في موضعه، ثمّ نهض، ثمّ صنع في الركعة الثانية مثل ذلك حتَّى إذا قام من السجدتين كَبَّر، ورفع يديه حتى يُحاذِيَ بهما منكبَيْه كما صنع حين افتتح الصّلاة، ثمّ صنع كذلك حتَّى كانت الركعة التي تَنْقَضِي فيها صلاتُه أخَّر رجله اليُسرى وقعد على شِقِّه مُتَورِّكًا، ثمّ سلم».

صحيح: رواه أبو داود (٩٦٣)، والتِّرمذيّ (٣٠٤)، والنسائي (١٠٣٩)، وابن ماجة (٨٦٢) كلّهم من طرق عن عبد الحميد بن جعفر، ثنا محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي حُميد السَّاعدي فذكر الحديث، واللّفظ للترمذي وقال: حسن صحيح، ولفظ النسائيّ مختصر، وسبق ذكر الحديث في باب رفع اليدين في الصّلاة.

عن أبي حُميد الساعدي في عشرة من أصحاب النَّبِيّ ﷺ منهم أبو قتادة الحارث بن رِبْعيّ، فقال أبو حميد الساعدي: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله ﷺ، قالوا: لِم؟ ما كنتَ أكثرَنا له اتباعًا، ولا أقْدَمنا له صحبةً؟ قال: بلى، قالوا:
فأعرض علينا، قال: فقال «كان رسولُ الله ﷺ إذا قام إلى الصّلاة أعتدل قائمًا، ورفع يديه حتى يُحاذِيَ بهما منكبَيْه، فإذا أراد أن يركع رفع يديه حتى يُحاذِيَ بهما منكبيه، ثمّ قال: الله أكبر، وركع، ثمّ اعتدل، فلم يُصَوِّبْ رأسه، ولم يُقْنِع، ووضع يديه على ركبتيه، ثمّ قال: سمع الله لمن حَمِده، ورفع يديه واعتدل، حتَّى يرجعَ كلُّ عظْمٍ في موضعه معتدلًا، ثمّ أهوَى إلى الأرض ساجدًا ثمّ قال: الله أكبر، ثمّ جافى عَضُديه عن إِبْطَيه، وفتح أصابع رجليه، ثمّ ثني رجله اليُسْرَى وقعد عليها، ثمّ اعتدل، حتَّى يرجعَ كل عظْمٍ في موضعه معتدلًا، ثمّ أهوى ساجدًا، ثمّ قال: الله أكبر، ثمّ ثنى رِجْلَه وقعد، واعتدل حتَّى يرجع كل عظمٍ في موضعه، ثمّ نهض، ثمّ صنع في الركعة الثانية مثل ذلك حتَّى إذا قام من السجدتين كَبَّر، ورفع يديه حتى يُحاذِيَ بهما منكبَيْه كما صنع حين افتتح الصّلاة، ثمّ صنع كذلك حتَّى كانت الركعة التي تَنْقَضِي فيها صلاتُه أخَّر رجله اليُسرى وقعد على شِقِّه مُتَورِّكًا، ثمّ سلم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه من الأحاديث العظيمة التي تصف صلاة النبي ﷺ وصفًا دقيقًا، وهو من الأحاديث التي اعتمد عليها الفقهاء في استنباط أحكام الصلاة وهيئتها. وفيما يلي شرح مفصل لهذا الحديث:

أولاً. شرح المفردات:


● أعتدل قائمًا: استوى في قيامه بدون ميل.
● يُحاذي بهما منكبيه: يرفع يديه حتى يكونا بمستوى كتفيه.
● لم يُصَوِّبْ رأسه: لم يخفضه كثيرًا.
● لم يُقْنِع: لم يرفعه كثيرًا.
● جافى عضديه عن إبطيه: أي باعد بين عضديه وجانبيه في السجود.
● ثني رجله اليسرى وقعد عليها: أي طواها وجلس عليها.
● متوركًا: هيئة الجلوس في التشهد الأخير حيث يُخرج اليسرى من تحت ويجلس على مقعدته.


ثانيًا. شرح الحديث:


يذكر أبو حميد الساعدي رضي الله عنه أنه أعلم الصحابة بصلاة رسول الله ﷺ، رغم اعتراض بعضهم بأنه ليس أكثرهم صحبة ولا أقدمهم اتباعًا، فيؤكد لهم أنه يعلمها بدقة، ثم يصف صلاة النبي ﷺ خطوة بخطوة:
1- القيام والتكبير:
- كان النبي ﷺ يستوي قائمًا في الصلاة، ثم يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه عند تكبيرة الإحرام.
2- الركوع:
- عند الركوع يرفع يديه كما فعل أول مرة، ثم يكبر ويخر راكعًا، ويعتدل في ركوعه دون أن يُخفض رأسه كثيرًا أو يرفعه، ويضع يديه على ركبتيه.
3- الرفع من الركوع:
- يقول: "سمع الله لمن حمده"، ويرفع يديه مرة أخرى، ويعتدل قائمًا حتى يعود كل عظم إلى موضعه.
4- السجود:
- يكبر ويهوي إلى السجود، ويجافي عضديه عن جنبيه (أي يباعد بينهما)، ويفتح أصابع رجليه، ثم يجلس بعد السجدة الأولى مطويًا رجله اليسرى تحتيه ويجلس عليها.
5- الجلسة بين السجدتين:
- يعتدل في جلوسه حتى يرجع كل عظم إلى موضعه.
6- السجدة الثانية:
- يكبر ويسجد مرة أخرى بنفس الهيئة.
7- القيام للركعة الثانية:
- يفعل كما فعل في الركعة الأولى.
8- التكبير والرفع عند الافتتاح والقيام:
- كلما قام من جلوس يرفع يديه كما عند افتتاح الصلاة.
9- الجلسة الأخيرة (التورُّك):
- في الركعة الأخيرة يجلس متوركًا، أي يُدخل رجله اليسرى تحت اليمنى ويجلس على مقعدته، ثم يُسلّم.


ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- العناية بصفة الصلاة:
ينبغي للمسلم أن يحرص على أن يصلي كما صلى النبي ﷺ، لأن الصلاة هي عماد الدين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد.
2- الرفع عند تكبيرات الانتقال:
يستحب رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع منه، وعند القيام من التشهد الأول.
3- الطمأنينة في الصلاة:
التأكيد على الاعتدال والطمأنينة في كل ركن، حتى يرجع كل عظم إلى موضعه.
4- هيئة السجود:
استحباب مجافاة العضدين عن الجنبين في السجود، وفتح أصابع الرجلين.
5- التورك في التشهد الأخير:
مشروعية التورك في الجلسة الأخيرة من الصلاة الثنائية أو الرباعية.
6- حرص الصحابة على تعلم السنة:
حرص الصحابة رضي الله عنهم على معرفة صفة صلاة النبي ﷺ وتعلمها بدقة.

ومما يستفاد من الحديث:


● وجوب متابعة النبي ﷺ في الصلاة: فالصلاة يجب أن تؤدى كما صلى النبي ﷺ، لقوله: "صلوا كما رأيتموني أصلي" (رواه البخاري).
● اهتمام الصحابة بتعلم الصلاة: حيث اجتمع عشرة من الصحابة ليتعلموا صفة الصلاة من أبي حميد.
● الدقة في نقل السنة: فقد وصف أبو حميد حركات الصلاة بتفصيل دقيق.
● رفع اليدين في مواضع محددة: عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع منه.
● الطمأنينة في الصلاة: حيث كان النبي ﷺ يعتدل بعد كل حركة حتى ترجع كل عظم إلى موضعه.
● المجافاة في السجود: وهي سنة مؤكدة، حيث يباعد المسلم بين عضديه وجنبيه.
● التورك في التشهد الأخير: وهو من سنن الصلاة في الجلوس الأخير.


رابعًا. معلومات إضافية:


- يعتبر هذا الحديث من أهم الأحاديث التي بينت هيئة الصلاة، وقد اعتمده الفقهاء في كتب الفقه عند شرح صفة الصلاة.
- ينبغي للمسلم أن يتعلم صفة صلاة النبي ﷺ ويطبقها كما وردت، لأن ذلك من تمام الخشوع والإتقان في العبادة.
- فيه دليل على أن رفع اليدين في الصلاة يكون في أربعة مواضع: عند تكبيرة الإحرام، وعند الركوع، وعند الرفع من الركوع، وعند القيام من التشهد الأول إلى الركعة الثالثة.
- قوله: "حتى يرجع كل عظم إلى موضعه" يدل على أهمية الطمأنينة في الصلاة، وهي ركن من أركان الصلاة، فمن لا يطمئن في صلاته فإن صلاته باطلة.
- التورك في التشهد الأخير سنة في الصلاة الثنائية والثلاثية والرباعية، أما في التشهد الأول فيجلس مفترشًا.
فينبغي للمسلم أن يتعلم صفة صلاة النبي ﷺ ويحرص على تطبيقها كما جاءت في هذا الحديث وغيره من الأحاديث الصحيحة، لأن الصلاة عماد الدين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة.
أسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء الصلاة كما يحب ويرضى، وأن يتقبل منا صالح الأعمال.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٩٦٣)، والتِّرمذيّ (٣٠٤)، والنسائي (١٠٣٩)، وابن ماجة (٨٦٢) كلّهم من طرق عن عبد الحميد بن جعفر، ثنا محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي حُميد السَّاعدي فذكر الحديث، واللّفظ للترمذي وقال: حسن صحيح، ولفظ النسائيّ مختصر، وسبق ذكر الحديث في باب رفع اليدين في الصّلاة. وصحَّحه ابن حبَّان (١٨٧٠).
قال الحافظ في التلخيص (١/ ٢٢٣): «وأعله الطحاويّ بأن محمد بن عمرو لم يدرك أبا قتادة قال: ويزيد ذلك بيانًا أن عطاف بن خالد رواه عن محمد بن عمرو وقال: حَدَّثَنِي رجل أنه وجد عشرة من أصحاب رسول الله ﷺ جلوسًا ثمّ نقل قول ابن حبَّان وقال: والسياق يأبي ذلك كل الإباء، والتحقيق عندي أن محمد بن عمرو الذي روى عطاف بن خالد عنه هو محمد بن عمرو بن علقمة بن وقَّاص الليثي المدنيّ، وهو لم يلق أبا قتادة ولا قارب ذلك، إنّما يرُوي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وغيره من كبار التابعين، وأمّا محمد بن عمرو الذي روى عبد الحميد بن جعفر عنه فهو محمد بن عمرو بن عطاء تابعي كبير جزم البخاريّ بأنه سمع من أبي حميد وغيره، وأخرج الحديث من طريقه، وللحديث طرق عن أبي حُميد سَمَّى في بعضها من العشرة: محمد بن سلمة وأبو أسيد وسهل بن سعد، وهذه رواية ابن ماجة من حديث عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه، ورواها ابن خزيمة من طرق أيضًا». انتهى.
أما عبد الحميد فقال ابن حبَّان في صحيحه (٥/ ١٨٤): «أحد الثّقات المتقنين، قد سبرتُ أخباره فلم أره انفرد بحديث منكر لم يُشَارك فيه، وقد وافق فُليحُ بن سليمان وعيسى بن عبد الله بن مالك، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي حميد، عبد الحميد بن جعفر في هذا الخبر». انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 323 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه

  • 📜 حديث: رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب