حديث: إذا سجدت فمكن جبهتك ولا تنقر نقرا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الخشوع في الصلاة والإقبال عليها والاعتدال في الركوع والسجود والتورك في الجلوس

عن ابن عمر قال: جاء رجل من الأنصار إلى النَّبِيّ ﷺ فقال: يا رسول الله! كلمات أسأل عنهن. قال: «اجلس» وجاء رجل من ثقيف فقال: يا رسول الله! كلمات أسأل عنهن. فقال ﷺ: «سبقك الأنصاري». فقال الأنصاري: إنه رجل غريب وإن للغريب حقًّا فابدأ به، فأقبل على الثقفي فقال: «إنَّ شئت أجبتك عما كنت تسأل، وإن شئت سألتني وأخبرك». فقال: يا رسول الله! بل أجبني عما كنت أسألك قال: «جئت تسألني عن الرّكوع والسّجود والصّلاة والصوم». فقال: لا والذي بعثك بالحق ما أخطأتَ مما كان في نفسي شيئًا قال: «فإذا ركعت فضع راحتيك على ركبتين ثمّ فرج بين أصابعك ثمّ امكث حتَّى يأخذ كل عضو مأخذه، وإذا سجدت فمكن جبهتك ولا تنقر نقرًا، وصلِّ أوَّل النهار وآخره». فقال: يا نبي الله! فإن أنا صليت بينهما؟ قال: «فأنت إذا مصلي».

حسن: رواه ابن حبَّان (١٨٨٧)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (٦/ ٢٩٤)، والبزّار - كشف الأستار (١٠٨٢) كلّهم من حديث يحيى بن عبد الرحمن الأرحبيّ، حَدَّثَنِي عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن سنان بن الحارث بن مصرف، عن طلحة بن مصرف، عن مجاهد، عن ابن عمر، فذكر حديثًا طويلًا، وهذا جزء منه.

عن ابن عمر قال: جاء رجل من الأنصار إلى النَّبِيّ ﷺ فقال: يا رسول الله! كلمات أسأل عنهن. قال: «اجلس» وجاء رجل من ثقيف فقال: يا رسول الله! كلمات أسأل عنهن. فقال ﷺ: «سبقك الأنصاري». فقال الأنصاري: إنه رجل غريب وإن للغريب حقًّا فابدأ به، فأقبل على الثقفي فقال: «إنَّ شئت أجبتك عما كنت تسأل، وإن شئت سألتني وأخبرك». فقال: يا رسول الله! بل أجبني عما كنت أسألك قال: «جئت تسألني عن الرّكوع والسّجود والصّلاة والصوم». فقال: لا والذي بعثك بالحق ما أخطأتَ مما كان في نفسي شيئًا قال: «فإذا ركعت فضع راحتيك على ركبتين ثمّ فرج بين أصابعك ثمّ امكث حتَّى يأخذ كل عضو مأخذه، وإذا سجدت فمكن جبهتك ولا تنقر نقرًا، وصلِّ أوَّل النهار وآخره». فقال: يا نبي الله! فإن أنا صليت بينهما؟ قال: «فأنت إذا مصلي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما:

الحديث:


عن ابن عمر قال: جاء رجل من الأنصار إلى النَّبِيّ ﷺ فقال: يا رسول الله! كلمات أسأل عنهن. قال: «اجلس» وجاء رجل من ثقيف فقال: يا رسول الله! كلمات أسأل عنهن. فقال ﷺ: «سبقك الأنصاري». فقال الأنصاري: إنه رجل غريب وإن للغريب حقًّا فابدأ به، فأقبل على الثقفي فقال: «إنَّ شئت أجبتك عما كنت تسأل، وإن شئت سألتني وأخبرك». فقال: يا رسول الله! بل أجبني عما كنت أسألك قال: «جئت تسألني عن الرّكوع والسّجود والصّلاة والصوم». فقال: لا والذي بعثك بالحق ما أخطأتَ مما كان في نفسي شيئًا قال: «فإذا ركعت فضع راحتيك على ركبتين ثمّ فرج بين أصابعك ثمّ امكث حتَّى يأخذ كل عضو مأخذه، وإذا سجدت فمكن جبهتك ولا تنقر نقرًا، وصلِّ أوَّل النهار وآخره». فقال: يا نبي الله! فإن أنا صليت بينهما؟ قال: «فأنت إذا مصلي».


1. شرح المفردات:


● الأنصاري: من الأنصار، وهم أهل المدينة المنورة الذين نصروا رسول الله ﷺ.
● الثقفي: من قبيلة ثقيف، وهي من القبائل العربية المعروفة.
● الغريب: هنا بمعنى القادم من بلد آخر، أي ليس من أهل المدينة.
● الرُّكوع: الانحناء في الصلاة.
● السُّجود: وضع الجبهة على الأرض في الصلاة.
● امكث حتى يأخذ كل عضو مأخذه: أي استقر في هيئتك حتى تستقر جميع أعضاء الجسم في وضعها الصحيح.
● تَمكن جبهتك: تثبت جبهتك على الأرض في السجود.
● تنقر نقرًا: السجود بسرعة دون طمأنينة، كأن ينقر الطائر بمنقاره.
● أول النهار وآخره: صلاة الصبح وصلاة العصر.


2. شرح الحديث:


يبدأ الحديث برجل من الأنصار يريد سؤال النبي ﷺ عن أمور في الدين، فيأمره النبي بالجلوس انتظارًا للرد، ثم يأتي رجل من ثقيف ويسأل أيضًا، فيخبره النبي ﷺ أن الأنصاري سبقه بالسؤال، فيتنازل الأنصاري عن حقه ويطلب من النبي أن يبدأ بالغريب (الثقفي) تكرمًا منه وإظهارًا للأخلاق الحسنة.
ثم يخير النبي ﷺ الثقفي بين أن يسأله هو مباشرة أو أن يجيبه النبي عن أسئلته دون أن يذكرها، فيختار الثقفي أن يجيبه النبي دون سؤال، فيخبره النبي ﷺ بأنه جاء ليسأل عن كيفية الركوع والسجود والصلاة والصوم، فيعجب الرجل من دقة إجابة النبي ﷺ ويقر بأنه قد أصاب ما في نفسه.
ثم يشرح النبي ﷺ له كيفية الركوع والسجود الصحيحتين:
- في الركوع: يضع راحتيه (كفيه) على ركبتيه ويفرج بين أصابعه، ويطمئن في ركوعه حتى تستقر كل مفاصل وعضلات جسمه.
- في السجود: يثبت جبهته على الأرض ولا يسجد سريعًا دون طمأنينة (النقر).
- ويأمره أيضًا بالمحافظة على الصلوات في أول النهار (صلاة الفجر) وآخره (صلاة العصر)، وهما من الصلوات التي يغفل عنها بعض الناس.
ثم يسأل الرجل: إذا صليت بين هذين الوقتين (أي في باقي أوقات الصلوات)؟ فيجيبه النبي ﷺ بأنه يكون بذلك مصليًا كل الصلوات.


3. الدروس المستفادة:


1- أدب السؤال والاستفتاء: ينبغي للمسلم أن يتأدب في سؤاله للعلماء، وأن يصبر إذا تأخر الجواب.
2- فضل التنازل عن الحق لإكرام الغريب: الأنصاري تنازل عن حقه ليفضل الغريب، وهذا من كرم الأخلاق وحسن المعاملة.
3- معرفة النبي ﷺ بما في النفوس: من معجزاته ﷺ أنه كان يخبر بما في نفوس الناس، مما يدل على صدق نبوته.
4- أهمية الطمأنينة في الصلاة: الطمأنينة في الركوع والسجود ركن من أركان الصلاة، ولا تصح الصلاة بدونه.
5- المحافظة على الصلوات الخمس: خاصة صلاتي الفجر والعصر اللتين لهما فضل عظيم ومشقة على بعض الناس.
6- بيان تفاصيل هيئة الصلاة: الحديث يوضح كيفية الركوع والسجود الصحيحين، مما يفيد في إقامة الصلاة على الوجه المطلوب.


4. معلومات إضافية:


- الحديث يدل على حرص الصحابة على تعلم دينهم والتأكد من صحة عباداتهم.
- فيه إشارة إلى أن صلاتي الفجر والعصر لهما مكانة خاصة، وقد ورد في أحاديث أخرى أن من يحافظ عليهما يدخل الجنة.
- النقر في الصلاة (أي الإسراع دون طمأنينة) من الأخطاء الشائعة التي يجب على المسلم تجنبها.
- الحديث يعلمنا أيضًا كيف يكون النبي ﷺ قدوة في حسن المعاملة والرد على الأسئلة بتؤدة وحكمة.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المحافظين على الصلوات، المقتدين برسول الله ﷺ في أقواله وأفعاله. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن حبَّان (١٨٨٧)، والبيهقي في «دلائل النبوة» (٦/ ٢٩٤)، والبزّار - كشف الأستار (١٠٨٢) كلّهم من حديث يحيى بن عبد الرحمن الأرحبيّ، حَدَّثَنِي عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن سنان بن الحارث بن مصرف، عن طلحة بن مصرف، عن مجاهد، عن ابن عمر، فذكر حديثًا طويلًا، وهذا جزء منه.
والجزء الثاني منه سيأتي في كتاب الحج باب فضل يوم عرفة.
وإسناده حسن من أجل يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث، وسنان بن الحارث بن مصرف ذكره ابن حبَّان في الثّقات (٦/ ٤٢٤، ٨/ ٢٩٩) وذكر من الرواة عنه القاسم بن الوليد، ومحمد بن طلحة.
وترجمه ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (٤/ ٢٥٤) وزاد من الرواة عنه صالح بن حيي والد حسن بن صالح.
وقال البيهقيّ: «إسناده حسن». وقال الهيثميّ: «رجال البزّار موثقون».
وقال البزّار: وقد روي هذا الحديث من وجوه، ولا نعلم له أحسن من هذا الطريق».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فقد رواه عبد الرزّاق (٨٨٣٠) وعنه الطبرانيّ (٣٥٦٦) عن ابن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عمر، قال (فذكر الحديث بطوله).
ولم يسم عبد الرزّاق ابن مجاهد من هو؟ فإن كان هو عبد الوهّاب، فقال وكيع: كانوا يقولون: «إنَّ عبد الوهّاب بن مجاهد لم يسمع من أبيه». أي فيه انقطاع. ثمّ هو ضعيف جدًّا؛ كذبه سفيان وقال ابن معين: ضعيف. وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. وقال ابن عدي: «عامة ما يرويه لا يتابع عليه».
أي في الغالب وإلَّا فقد توبع في الإسناد السابق إِلَّا أنه لا يعتبر به من أجل ضعفه الشديد. فالخلاصة كما سبق قول البزّار، وقال أيضًا: وقد رُوي عن إسماعيل بن رافع، عن أنس نحو حديث ابن عمر.
قال الأعظمي: رواه البزّار - كشف الأستار (١٠٨٣) - بإسناده عن إسماعيل بن رافع، عن أنس بن مالك، نحو حديث ابن عمر. وإسماعيل بن رافع ضعيف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 324 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا سجدت فمكن جبهتك ولا تنقر نقرا

  • 📜 حديث: إذا سجدت فمكن جبهتك ولا تنقر نقرا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا سجدت فمكن جبهتك ولا تنقر نقرا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا سجدت فمكن جبهتك ولا تنقر نقرا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا سجدت فمكن جبهتك ولا تنقر نقرا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب