حديث: لا يسجد الرجل باسطا ذراعيه كالكلب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الاعتدال في السّجود والنّهي عن افتراش الذِّراعين افتراش الكلب

عن جابر بن عبد الله قال: سمعتُ النَّبِيّ ﷺ يأمر بأن يعتدل في السجود، ولا يسجد الرّجل باسطًا ذراعيه كالكلب.

حسن: رواه عبد الرزّاق (٢٩٢٩، ٢٩٣٠) من وجهين: أحدهما عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، أن جابر بن عبد الله قال فذكر الحديث كما سبق، والوجه الثاني: عن الثوريّ، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا سجد أحدكم فليعتدل، ولا يفترش ذراعيه افتراش الكلب».

عن جابر بن عبد الله قال: سمعتُ النَّبِيّ ﷺ يأمر بأن يعتدل في السجود، ولا يسجد الرّجل باسطًا ذراعيه كالكلب.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

1. شرح المفردات:


● يأمر بأن يعتدل في السجود: الاعتدال هنا يعني التوسط والتوازن وعدم المبالغة في بسط الأعضاء أو جمعها بشكل مفرط.
● باسطًا ذراعيه: أي يمدّهما وينشرهما على الأرض بشكل كامل ومفرط.
● كالكلب: شبه النبي ﷺ من يفعل هذه الهيئة في سجوده بالكلب عندما يبرك على الأرض، حيث يمد ذراعيه ويضم رجليه. وهذا (تشبيه) للتنفير من هذه الهيئة وبيان قبحها، وليس للتحقير.


2. المعنى الإجمالي للحديث:


يأمر النبي ﷺ المصلي بأن يكون سجوده معتدلاً ومتوازنًا، فيرفع بطنه عن فخذيه، ويجافي عضديه عن جنبيه، ولا يبسط ذراعيه على الأرض بسطًا كاملاً كما يفعل الكلب عندما يبرك. وهذا من تمام الخشوع وحسن الهيئة في الصلاة، والتي هي من أفضل العبادات.


3. الدروس المستفادة والفقه فيه:


● وجوب الاعتدال في السجود: هذا الحديث يدل على وجوب الاعتدال في هيئة السجود وعدم الإفراط في بسط الذراعين. والاعتدال هو الاعتدال في هيئة السجود بحيث لا يبالغ في بسط ذراعيه ولا في ضمهما، بل يكون بين ذلك.
● تحسين الهيئة في العبادة: الصلاة لها هيئة مخصوصة شرعها الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، فينبغي للمصلي أن يحرص على متابعة النبي ﷺ في كل حركاته وسكناته فيها.
● النهي عن التشبه بالحيوانات في الصلاة: نهى النبي ﷺ عن التشبه ببعض هيئات الحيوانات في الصلاة، كما في هذا الحديث (كالكلب)، وفي أحاديث أخرى عن التشبه بالغراب والسبع وغيرهما. وهذا من كمال الأدب مع الله تعالى في الصلاة.
● أن القصد والتوسط في العبادة هو الأصل: الإسلام دين الوسطية والاعتدال، حتى في العبادات الظاهرة، فلا إفراط ولا تفريط.
● أن هيئة السجود الصحيحة: هي أن يضع المصلي يديه على الأرض باسطاً أصابعه، ويجافي عضديه عن جنبيه، ويرفع بطنه عن فخذيه، ولا يبسط ذراعيه كاملاً على الأرض.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل من أصول آداب الصلاة وهيئتها، وقد جمع العلماء منه أن هيئة السجود المستحبة هي أن يضع المصلي كفيه على الأرض، ويرفع مرفقيه، ويجنح بعض الشيء، ولا يبسط ذراعيه كاملاً.
- وردت أحاديث أخرى تنهى عن افتراش الذراعين في السجود، منها ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: "اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب".
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على استحباب مجافاة العضدين في السجود وعدم بسطهما على الأرض.


الخلاصة:


حديث جابر رضي الله عنه يعلمنا الأدب في الصلاة والاعتدال في هيئة السجود، ويحذر من التشبه بالحيوانات في العبادة، مما يجسد مفهوم التعبد لله تعالى على الوجه الذي يرضاه، وهو من تمام الخشوع وحسن الصلة بالله في الصلاة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه عبد الرزّاق (٢٩٢٩، ٢٩٣٠) من وجهين: أحدهما عن ابن جريج، عن سليمان بن موسى، أن جابر بن عبد الله قال فذكر الحديث كما سبق، والوجه الثاني: عن الثوريّ، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا سجد أحدكم فليعتدل، ولا يفترش ذراعيه افتراش الكلب».
وإسناده حسن لأن سليمان بن موسى وهو الأمويّ، مولاهم أبو أيوب الأشدق فقيه أهل الشام في زمانه يرسل عن جابر وغيره، قال ابن سعد: ثقة، وأثنى عليه راويه ابن جريج، وقال يحيى بن معين ليحيى بن أكثم: سليمان بن موسى ثقة، حديثه صحيح عندنا.
وفي الإسناد الثاني: أبو سفيان وهو: طلحة بن نافع القرشي مولاهم، رُوي عن جابر وغيره،
قال ابن عدي: لا بأس به، روى عنه الأعمش أحاديث مستقيمة. قال عليّ بن المديني: أبو سفيان لم يسمع من جابر إِلَّا أربعة أحاديث وقال: يكتب حديثه وليس بالقوي.
قال الحافظ: لم يخرج البخاريّ له سوى أربعة أحاديث عن جابر، وأظنها التي عناها شيخه عليّ بن المديني منها: حديثان في الأشربة قرنه بأبي صالح، وفي الفضائل حديث اهتز العرش كذلك.
والرابع: في تفسير سورة الجمعة، قرنه بسالم بن أبي الجعد. انتهى.
قال الأعظمي: وحديث الباب ليس من الأربعة، إِلَّا أنه لا بأس به في الشّواهد مع متابعة سليمان بن موسى له.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 341 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يسجد الرجل باسطا ذراعيه كالكلب

  • 📜 حديث: لا يسجد الرجل باسطا ذراعيه كالكلب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يسجد الرجل باسطا ذراعيه كالكلب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يسجد الرجل باسطا ذراعيه كالكلب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يسجد الرجل باسطا ذراعيه كالكلب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب