حديث: اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب الاعتدال في السّجود والنّهي عن افتراش الذِّراعين افتراش الكلب
متفق عليه: رواه البخاريّ في الأذان (٨٢٢)، ومسلم في الصّلاة (٤٩٣) كلاهما من طريق محمد بن جعفر، عن شعبة، قال: سمعتُ قتادة، عن أنس فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث شريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، والإمام مسلم في صحيحه، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلَا يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الْكَلْبِ».
أولاً. شرح المفردات:
● اعْتَدِلُوا: من الاعتدال، وهو الاستقامة والتوسط وعدم الإفراط أو التفريط. أي: استقيموا وأتووا بالسجود على الوجه الأكمل.
● فِي السُّجُودِ: أي في هيئة السجود وطريقة أدائه.
● يَبْسُطْ: من البسط، وهو المد والإطراق على الأرض.
● ذِرَاعَيْهِ: الذراعان هما العضدان من أطراف الأصابع إلى المرفقين.
● انْبِسَاطَ الْكَلْبِ: أي مثل طريقة بسط الكلب لذراعيه عندما يبرك على الأرض، حيث يمدها مداً شديداً ويلصقها بالأرض.
ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:
يأمر النبي صلى الله عليه وسلم المصلي بأن يؤدي سجوده على وجه الاعتدال والاستقامة، فيرفع بدنه عن الأرض ويعتدل فيه، ولا يبالغ في بسط ذراعيه على الأرض وإلصاقهما بها بالكامل، كما يفعل الكلب عندما يبرك.
ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:
1- وجوب الاعتدال في الصلاة: الحديث يدل على وجوب الاعتدال في أركان الصلاة، وهو أصل عظيم من أصولها. والاعتدال في السجود يعني أن يكون المصلي معتدلاً غير مائل، بحيث يكون رأسه وسطاً بين كتفيه، وبطنه غير ملتصق بفخذيه، ومرفقاه مرفوعان عن الأرض غير منبسطين انبساطاً كاملاً.
2- تحسين الهيئة في العبادة: الإسلام دين الجمال والكمال، حتى في العبادات. فالصلاة لها هيئة معينة ينبغي للمسلم أن يحافظ عليها، فهي مخالفة لهيئة الكلب الذي يبسط ذراعيه على الأرض.
3- النهي عن التشبه بالحيوانات: فيه نهي عن التشبه بالحيوانات في الأفعال والهيئات، خاصة ما كان منها مذموماً أو مستقذراً.
4- بيان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في السجود: كان من هديه صلى الله عليه وسلم في السجود أن يرفع مرفقيه عن الأرض وجنبيه، ولا يفترش ذراعيه افتراشاً كاملاً. كما جاء في رواية أخرى: «إِذَا سَجَدْتَ فَضَعْ كَفَّيْكَ وَارْفَعْ مِرْفَقَيْكَ».
5- التوازن بين الخشوع والهيئة المشروعة: لا ينبغي للمصلي أن يغلب جانب الخشوع – بمحاولة الإطالة والتمدد على الأرض – على جانب أداء الصلاة بالهيئة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته.
رابعاً. تنبيه مهم:
ليس المقصود من الحديث منع بسط الذراعين مطلقاً، وإنما النهي عن الإفراط في البسط والإطراق على الأرض كاملاً كافتراش الكلب. فأدنى درجة من البسط موجودة في سجود النبي صلى الله عليه وسلم، لكن مع رفع المرفقين وعدم إلصاق العضدين كلياً بالأرض.
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا الخشوع في صلاتنا.
والله أعلم.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 340 من أصل 1241 حديثاً له شرح
- 315 المسيء في صلاته: ارجع فصل فإنك لم تصل
- 316 اهتمام النبي بتمام الركوع والسجود في الصلاة
- 317 من يحسن وضوء الصلاة وخشوعها وركوعها كانت كفارة لما قبلها
- 318 كان رسول الله ﷺ يستفتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله...
- 319 لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود
- 320 الطمأنينة في الصلاة حتى يأخذ كل عظم مأخذه
- 321 جافي بين مرفقيه حتى استقر كل شيء منه
- 322 لا صلاة لمن لا يُقيم صُلبه في الركوع والسجود
- 323 رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه
- 324 إذا سجدت فمكن جبهتك ولا تنقر نقرا
- 325 ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم
- 326 النهي عن التفات الثعلب وإقعاء القرد ونقر الديك
- 327 أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته
- 328 النهي عن نقرة الغراب وعن افتراش السبع
- 329 سمع الله لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد
- 330 اللَّهُمَّ ربَّنا لك الحمدُ مِلأُ السماوات ومِلأُ الأرض وما بينهما
- 331 أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد
- 332 لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما
- 333 قول ربنا ولك الحمد عند الرفع من الركوع
- 334 اللهم ربنا ولك الحمد
- 335 من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من...
- 336 ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
- 337 إنما جعل الإمام ليؤتم به
- 338 وضع اليدين قبل الركبتين في الصلاة
- 339 فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه
- 340 اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب
- 341 لا يسجد الرجل باسطا ذراعيه كالكلب
- 342 ينهى عن افتراش الذراعين افتراش الكلب أو السبع
- 343 كان إذا صلى فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه
- 344 ضع كفيك إذا سجدت وارفع مرفقيك
- 345 هكذا كان رسول الله ﷺ يسجد
- 346 كان النبي ﷺ إذا سجد جافى حتى يرى من خلفه...
- 347 كنت أنظر إلى بياض إبطيه إذا سجد
- 348 إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه
- 349 لو كنت قدام النبي لرأيت إبطيه
- 350 إذا فعلت ذلك سجد كل عضو منك
- 351 إذا سلم أقبل بوجهه عن يمينه حتى يرى بياض خده
- 352 أستعينوا بالركب
- 353 يسجد على سبعة أعضاء ولا يكف شعرا ولا ثوبا
- 354 إذا سجد العبد سجد معه سبعة أطراف
- 355 أثر الطين في جبهة النبي من صلاة الفجر
- 356 كان إذا سجد أمكن أنفه وجبهته من الأرض
- 357 السجود على سبعة أعظم: الجبهة والأنف واليدين والركبتين والرجلين
- 358 اليدان تسجدان كما يسجد الوجه
- 359 اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك
- 360 أعوذ برضاك من سخطك، وبعفوك من عقوبتك
- 361 سجد النبي ﷺ ويداه قريب من أذنيه
- 362 يسجد على أليتي الكف
- 363 إذا ركع بسط ظهره وإذا سجد وجه أصابعه قبل القبلة
- 364 كان إذا ركع فرج أصابعه وإذا سجد ضم أصابعه
معلومات عن حديث: اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب
📜 حديث: اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








