حديث: إنما جعل الإمام ليؤتم به

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في قول الإمام «سمع الله لمن حَمِدَه»

عن أنس بن مالك يقول: سقط النَّبِيّ ﷺ عن فَرَسٍ فجُحِشَ شِقُّه الأيْمَنُ، فدخلنا عليه نعودُه، فحضرتِ الصّلاة، فَصَلَّى بنا قاعدًا. فصلَّينا وراءه قعودًا، فلمّا قضى الصّلاة قال: «إنَّما جُعل الإمام ليؤتمَّ به، فإذا كبَّر فكبِّروا، وإذا سجد فاسْجُدُوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حَمِدَه فقولوا: ربنَّا ولك الحمد، وإذا صلى قاعدًا فصلوا قُعودًا أجمعون».

متفق عليه: رواه مسلم في الصّلاة (٤١١) من طريق سفيان بن عيينة، عن الزّهريّ، قال: سمعتُ أنس بن مالك يقول: فذكر الحديث، ورواه البخاريّ في الأذان (٨٠٥) من طريق سفيان قال غير مرة عن الزّهريّ، قال: سمعت أنس بن مالك فذكر الحديث نحوه، وستأتي بقية الأحاديث في متابعة الإمام، وانظر حديث أبي هريرة في باب التأمين.

عن أنس بن مالك يقول: سقط النَّبِيّ ﷺ عن فَرَسٍ فجُحِشَ شِقُّه الأيْمَنُ، فدخلنا عليه نعودُه، فحضرتِ الصّلاة، فَصَلَّى بنا قاعدًا. فصلَّينا وراءه قعودًا، فلمّا قضى الصّلاة قال: «إنَّما جُعل الإمام ليؤتمَّ به، فإذا كبَّر فكبِّروا، وإذا سجد فاسْجُدُوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حَمِدَه فقولوا: ربنَّا ولك الحمد، وإذا صلى قاعدًا فصلوا قُعودًا أجمعون».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وفيه دروس مهمة في متابعة الإمام في الصلاة.

شرح الحديث:



# أولاً. شرح المفردات:


● سقط: وقع.
● فَرَسٍ: الحصان.
● فَجُحِشَ: جُرح أو أصيب بجرح ليس بشديد، وهو نوع من الأذى والكدم.
● شِقُّهُ الأيْمَنُ: جانبه الأيمن.
● نَعُودُهُ: نزوره لنسأل عن صحته.
● قَضَى الصَّلَاة: أتمها.

# ثانياً. القصة والمعنى الإجمالي:


يخبرنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سقط من على ظهر فرسه، فأصيب جنبه الأيمن. فذهب الصحابة لزيارته واطمئنانًا على صحته. وحين حان وقت الصلاة، صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس بسبب ألم جرحه، فصلى الصحابة خلفه وهم جلوس أيضًا اقتداءً به. بعد أن انتهى من الصلاة، نبّههم النبي صلى الله عليه وسلم إلى قاعدة عظيمة في الصلاة جماعة، وهي أن وجود الإمام إنما هو لكي يُقتدى به، وشرح لهم كيف تكون المتابعة في جميع أفعال الصلاة.

# ثالثاً. شرح توجيهات النبي صلى الله عليه وسلم:


قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ»
- هذه الجملة هي أصل عظيم من أصول الصلاة الجماعية، فالإمام موجود ليتبعه المأمومون، ولا يتقدمون عليه ولا يتأخرون عنه بشكل لافت.
ثم فصّل النبي صلى الله عليه وسلم كيفية هذه المتابعة:
1- «فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا»: عندما يكبر الإمام تكبيرة الإحرام، فكبروا أنتم بعده مباشرة.
2- «وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا»: عندما يهوي الإمام للسجود، فاسجدوا أنتم بعده.
3- «وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا»: عندما يرفع رأسه من الركوع أو السجود، فارفعوا أنتم.
4- «وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ»: عندما يقول الإمام بعد الرفع من الركوع: "سمع الله لمن حمده"، فقولوا أنتم: "ربنا ولك الحمد".
5- «وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعُونَ»: وهذه هي النقطة الخاصة بهذه الواقعة، وهي أنه إذا صلى الإمام جالسًا لعذر، فإن على المأمومين أن يصلوا جلوسًا جميعًا كذلك، يتابعونه في هيئته.

# رابعاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- وجوب متابعة الإمام: الحديث أصل في وجوب متابعة المأموم لإمامه في جميع أفعال الصلاة، وعدم مخالفته، لقوله: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ». والمتابعة تكون في الأقوال والأفعال.
2- صلاة الإمام جالسًا: إذا صلى الإمام جالسًا لعذر (كمرض أو جرح)، فإن المأمومين يصلون جلوسًا خلفه. وهذا هو مذهب الجمهور (الحنفية والشافعية والحنابلة).
3- التخفيف عن الأمة: فيه دليل على يسر الإسلام وسماحته، ورحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته، حيث لم يترك الصلاة بالجماعة مع وجود المشقة، بل صلى بهم جالسًا ليعلمهم الحكم.
4- تعليم النبي لأمته: النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتفِ بالفعل فقط، بل بيّن القاعدة شفهيا بعد الصلاة لترسخ في الأذهان.
5- الاهتمام بالصلاة جماعة: الحديث يدل على عظم اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بالصلاة في جماعة، حتى مع وجود الألم والمرض.
6- الاقتداء بالنبي في الصبر: تحمل النبي صلى الله عليه وسلم للألم وإقامته للصلاة فيه قدوة في الصبر على البلاء وأداء العبادة مع المشقة.

# خامساً:

معلومات إضافية:
- هذا الحديث من الأحاديث التي استدل بها الفقهاء على وجوب متابعة المأموم لإمامه وعدم سبقه أو تأخره عنه بشكل كبير.
- المسألة التي ذكرها الحديث (صلاة القاعد خلف القاعد) هي محل اتفاق بين العلماء في هذه الصورة (إذا كان عذر الإمام يسوغ له القعود).
- يستحب عيادة المريض، كما فعل الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في الدين، والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع أحوالنا.
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الصّلاة (٤١١) من طريق سفيان بن عيينة، عن الزّهريّ، قال: سمعتُ أنس بن مالك يقول: فذكر الحديث، ورواه البخاريّ في الأذان (٨٠٥) من طريق سفيان قال غير مرة عن الزّهريّ، قال: سمعت أنس بن مالك فذكر الحديث نحوه، وستأتي بقية الأحاديث في متابعة الإمام، وانظر حديث أبي هريرة في باب التأمين.
وحديث أنس رواه عبد الرزّاق (٢٩٠٩) ومن طريقه الإمام أحمد (١٢٦٥٢) عن معمر، عن الزّهريّ، عن أنس بن مالك مقتصرًا على قوله: «إذا قال الإمام: سمع الله لمن حَمِدَه، فقولوا: ربنا لك الحمد».
وفي الباب حديث أبي موسى رواه مسلم في الصّلاة (٤٠٤). انظر باب التّشهد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 337 من أصل 1241 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إنما جعل الإمام ليؤتم به

  • 📜 حديث: إنما جعل الإمام ليؤتم به

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إنما جعل الإمام ليؤتم به

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إنما جعل الإمام ليؤتم به

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إنما جعل الإمام ليؤتم به

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب