حديث: كان يُلبِّي المُلبّي لا يُنكر عليه، ويُكبِّر المُكبِّر فلا يُنكر عليه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب التكبير أيام مني ومن كبَّر في أيام العشر

عن محمد بن أبي بكر الثقفي قال: سألت أنسًا - ونحن غاديان من منى إلى
عرفات- عن التلبية: كيف كنتُم تصنعون مع النبي ﷺ؟ قال: كان يُلبَي المُلبِّي لا ينكر عليه، ويُكبِّر المُكبِّر فلا يُنكر عليه.

متفق عليه: رواه البخاري في العيدين (٩٧٠)، ومسلم في الحج (١٢٨٥) كلاهما من طريق مالك بن أنس، عن محمد بن أبي بكر الثقفي، فذكره، واللفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم قريب منه.

عن محمد بن أبي بكر الثقفي قال: سألت أنسًا - ونحن غاديان من منى إلى
عرفات- عن التلبية: كيف كنتُم تصنعون مع النبي ﷺ؟ قال: كان يُلبَي المُلبِّي لا ينكر عليه، ويُكبِّر المُكبِّر فلا يُنكر عليه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 970) عن الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو من أحاديث مناسك الحج، يتعلق بسنن التلبية والتكبير أثناء الإحرام والسير إلى عرفة.

أولاً. شرح المفردات:


● غاديان: أي خارجان في وقت الغداة (أول النهار).
● من منى إلى عرفات: يشير إلى مسير الحجاج في يوم عرفة من منى إلى صعيد عرفة.
● التلبية: قول الحاج: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".
● يُلبِّي المُلبِّي: أي من يرفع صوته بالتلبية.
● لا يُنكر عليه: لا يعترض عليه أحد أو يزجره.
● يُكبِّر المُكبِّر: أي من يرفع صوته بالتكبير (قول: الله أكبر).


ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه، أنه حين كان يسير مع النبي ﷺ من منى إلى عرفة في يوم عرفة، وكانوا في وقت الغداة (أول النهار)، سأله محمد بن أبي بكر الثقفي عن كيفية التلبية مع النبي ﷺ، فأجابه أنس بأنه كان يُسمع في المسير أصواتاً متنوعة: فمن الناس من كان يلبي (يقول التلبية)، ومنهم من كان يكبر (يقول الله أكبر)، ولم يكن النبي ﷺ ينكر على أي من الفريقين، ولا يصحح لأحدهما على الآخر، بل كان يقر كلاً على ما يفعل، مما يدل على جواز الأمرين جميعاً.


ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- سعة الرحمة والتيسير في الشريعة: حيث أباح النبي ﷺ للحجاج أن يلبيوا أو يكبروا أثناء سيرهم إلى عرفة، ولم يوجب واحدة على الأخرى، مما يدل على مرونة الإسلام وسماحته.
2- جواز التلبية والتكبير في الحج: والأفضل في حق المحرم هو التلبية، لكن لو كبر بدلاً منها أو معها فلا بأس، كما فهم من فعل الصحابة وإقرار النبي ﷺ.
3- عدم الإنكار في مسائل الخلاف السائغ: حيث لم ينكر النبي ﷺ على من كبر أو لبي، مما يعلمنا أدب الخلاف في المسائل الاجتهادية التي لم يرد فيها نص صريح بالمنع.
4- استحباب رفع الصوت بالذكر في الحج: كما في التلبية والتكبير، ليعم المكان ذكر الله تعالى.
5- أدب الصحابة في السؤال والتعلم: حيث سأل محمد بن أبي بكر أنساً رضي الله عنهما عن هدي النبي ﷺ ليعمل به.


رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- التلبية هي شعار الحج والعمرة، وتبدأ من الإحرام وتستمر حتى رمي جمرة العقبة.
- وردت صيغ متعددة للتلبية، وأكملها ما رواه مسلم: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".
- التكبير أيضاً مشروع في الحج، خاصة في أيام التشريق وفي عرفة.

أسأل الله أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يبلغنا حج بيته الحرام، وأن يرزقنا اتباع سنة نبيه ﷺ في القول والعمل.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في العيدين (٩٧٠)، ومسلم في الحج (١٢٨٥) كلاهما من طريق مالك بن أنس، عن محمد بن أبي بكر الثقفي، فذكره، واللفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم قريب منه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 52 من أصل 58 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان يُلبِّي المُلبّي لا يُنكر عليه، ويُكبِّر المُكبِّر فلا يُنكر عليه

  • 📜 حديث: كان يُلبِّي المُلبّي لا يُنكر عليه، ويُكبِّر المُكبِّر فلا يُنكر عليه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان يُلبِّي المُلبّي لا يُنكر عليه، ويُكبِّر المُكبِّر فلا يُنكر عليه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان يُلبِّي المُلبّي لا يُنكر عليه، ويُكبِّر المُكبِّر فلا يُنكر عليه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان يُلبِّي المُلبّي لا يُنكر عليه، ويُكبِّر المُكبِّر فلا يُنكر عليه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب