حديث: أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب التكبير أيام مني ومن كبَّر في أيام العشر
وزاد في رواية: «وذكرٍ للهِ».
صحيح: رواه مسلم في الحج (١١٤١) من حديث هُشَيم، أخبرنا خالد الحذاء، عن أبي المليح، عن نُبيشة فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر حديث صحيح رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره، وفيه يبين لنا النبي ﷺ حقيقة أيام التشريق وهي الأيام الثلاثة التي تلي يوم النحر (أي 11، 12، 13 من ذي الحجة).
أولاً. شرح المفردات:
● أيام التشريق: هي اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة.
● أكل وشرب: الإباحة والاستمتاع بالطعام والشراب.
● ذكرٍ للهِ: يشمل التكبير والتهليل والدعاء وذكر الله تعالى على الذبائح وغيرها.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبر النبي ﷺ في هذا الحديث أن أيام التشريق هي أيام يُشرع للمسلمين فيها الأكل والشرب والتمتع بالطيبات، وذلك بعد أن أنهوا مناسك الحج أو بعد عيد الأضحى للمقيمين. والزيادة في الرواية الأخرى "وذكرٍ للهِ" تؤكد أن هذه الأيام ليست أيام لهوٍ محض، بل هي أيام عبادة وذكر لله تعالى، حيث يكثر المسلمون من التكبير عقب الصلوات وفي كل الأوقات.
ثالثاً. الدروس المستفادة:
1. مشروعية التمتع بما أحل الله من الطعام والشراب في هذه الأيام، خاصة بعد أداء العبادة.
2. الجمع بين المتعة الدنيوية المشروعة والعبادة الروحية، مما يدل على توازن الشريعة الإسلامية.
3. الحث على الإكثار من ذكر الله في هذه الأيام، وذلك بالتكبير والتهليل والتسبيح.
4. بيان سماحة الإسلام وعدم التشديد على النفس بما لم يشرعه الله.
رابعاً. معلومات إضافية:
- سميت هذه الأيام بـ "أيام التشريق" لأن الحجاج كانوا يشرقون فيها لحوم الأضاحي (أي يقددونها ويبرزونها للشمس).
- يستحب للمسلمين الإكثار من التكبير المطلق في هذه الأيام في جميع الأوقات، والتكبير المقيد بعد الصلوات.
- يحرم صيام هذه الأيام إلا للحاج الذي لم يجد الهدي فيصومها بدلاً عن ذلك.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيراً، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
تخريج الحديث
ورواه إسماعيل ابن عُليَّة، عن خالد الرواية الثانية بزيادة «وذكرٍ للهِ».
وفي الحديث استحباب الإكثار من الذكر في هذه الأيام من التكبير وغيره.
و«نُبيشة» بضم النون وفتح الباء وبالشين المعجمة وهو: نُبيشة بن عمرو بن عوف بن سلمة الهُذَلي.
وفي الباب عن علي وعمَّار قالا: كان رسول الله ﷺ يجهر في المكتوبات «ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» وكان يقنت في صلاة الفجر، وكان يُكبِّر من يوم عرفة صلاة الغداة، ويقطعها صلاة العصر آخر أيام التشريق.
رواه الحاكم (١/ ٢٩٩) من طريق سعيد بن عثمان الخراز، ثنا عبد الرحمن بن سعيد المؤذن، ثنا فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل، عن علي وعمار فذكرا الحديث.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولا أعلم في رواته منسوبًا إلى الجرح».
وتعقبه الذهبي فقال: «بل خبرٌ واهٍ، كأنَّه موضوع؛ لأنَّ عبد الرحمن صاحب مناكير، وسعيد إن كان الكريزي فهو ضعيف، وإلا فهو مجهول».
وفي الباب أيضًا عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله ﷺ يُكبِّر في صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيَّام التشريق، حين يُسلِّم من المكتوبات.
رواه الدارقطني (٢/ ٤٩) من طريق عمرو بن شِمْرٍ، عن جابر، عن أبي جعفر عن علي بن حسين، عن جابر بن عبد الله فذكره.
قال عبد الحق: «في إسناده جابر بن يزيد الجُعفي، وقد اختُلِف عنه».
وتعقَّبه ابن القطَّان قائلًا: «لا يتعيّن للحمل عليه فيه جابر الجعفي، بل لعلّ الجناية من غيره ممن هو أضعف منه، لا يصل إليه إلَّا به ..».
ثم ساق الحديث من طريق الدارقطني ثم قال: وهو كما ترى لا يصل إلى جابر الجعفي إلَّا برواية عمرو بن شِمْر الجعفي أيضًا، وهو أحد الهالكين ...».
ونقل تضعيفه عن عدد من الأئمة ثم قال: «فعلي هذا لا ينبغي تعصيب الجناية في هذا الحديث برأس جابر الجعفي؛ فإن عمرو بن شِمْر ما في المسلمين من يقبل حديثه»، بيان الوهم والايهام (٣/ ١٠٢ - ١٠٤).
قال الأعظمي: ولماذا لا تكون الآفة، من الشّيخ وتلميذه وإن كان التلميذ أضعف من الشيخ.
وأما آثار الصّحابة فهي كثيرة ومتنوعة، وإليكم بعض هذه الآثار.
كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبِّران، ويُكَبِّر الناس بتكبيرهما، ذكره البخاري (٢/ ٤٥٧) معلقًا بصيغة الجزم، قال الحافظ: لم أره موصولًا عنهما.
وكان ابن عمر يُكبّر في قبَّتِه بمنى، فيسمعه أهل المسجد فيكبّرون، ويكبِّر أهل الأسواق، حتى ترتج مِنىّ تكبيرًا.
وكان ابن عمر يُكبِّر بمنى تلك الأيام، خلف الصلاة، وعلى فراشه، وفي فُسطاطه، ومجلسه، وممشاه تلك الأيام جميعًا.
وكانت ميمونة تُكبر يوم النحر، وكنَّ النساء يكبِّرنَ خلف أبان بن عثمان وعمر بن عبد العزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد.
هذه الآثار كلّها ذكرها البخاريّ معلّقًا بصيغة الجزم.
وروى البيهقي (٣/ ٢٧٩) أن ابن عمر كان يرفع صوته بالتكبير حتى يأتي المصلَّي، ويُكبِّر حتى يأتي الإمامُ.
قال البيهقي: «هذا هو الصحيح موقوف، وقد رُوي من وجهين ضعيفين مرفوعًا» ثم قال: «أما أمثلهما فهو ما رواه ... ابن خزيمة، ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، ثنا عمي، ثنا عبد الله بن عمر، عن نافع، عن عبد الله بن عمر، أنّ رسول الله ﷺ كان يخرج في العيدين مع الفضل بن عباس وعبد الله والعباس وعلي وجعفر والحسن والحسين وأسامة بن زيد وزيد بن حارثة وأيمن ابن أم أيمن ﵃ رافعًا صوته بالتهليل والتكبير، فيأخذ طريق الحذّائين حتى يأتي المصلى، وإذا فرغ رجع على الحذّائين حتى يأتي منزله».
وأما أضعفهما فهو ما رواه عن الحاكم (١/ ٢٩٧، ٢٩٨) من طريق موسي بن محمد بن عطاء، ثنا الوليد بن محمد، ثنا الزهري، أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر أخبره أن رسول الله
ﷺ كان يُكبّر يوم الفطر من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلي».
قال الحاكم: «هذا حديث غريب الإسناد والمتن، غير أن الشيخين لم يحتجا بالوليد بن محمد الموقري، ولا بموسي بن عطا البلقاوي. وهذه سنة تداولها أئمة أهل الحديث، وصحت به الرواية عن عبد الله بن عمر وغيره من الصّحابة». وقال الذهبي معقبا عليه: هما متروكان.
وقال البيهقيّ: موسي بن محمد بن عطاء منكر الحديث ضعيف. والوليد بن محمد المقريّ ضعيف، لا يحتج برواية أمثالهما. والحديث المحفوظ عن ابن عمر من قوله» انتهى.
قال الأعظمي: وفي الطريق الأولي الذي هو أمثلهما كما قال البيهقي؛ عبد الله بن عمر -المكبر- وهو ابن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري المدني ضعيف باتفاق أهل العلم، فلا يصح هذا الحديث مرفوعًا بوجه من الوجوه؛ فإن الصّحيح أنه موقوف على عبد الله بن عمر، وقد ثبت عن غير واحد من الصّحابة أنهم كانوا يكبرون.
وعن مالك، عن يحيى بن سعيد أنه بلغه أنَّ عمر بن الخطاب خرج الغدَ من يوم النحر حين ارتفع النهار شيئًا. فكبَّر، فكبَّر الناس بتكبيره، ثم خرج الثانية من يومه ذلك بعد ارتفاع النهار. فكبَّر، فكبِّر الناس بتكبيره، ثم خرج الثالثة، حين زاغتِ الشمس فكبَّر، فكبَّر الناسُ بتكبيره حتى يتصل التكبيرُ ويبلُغَ البيتَ. فيُعلم أنَّ عمر قد خرج يرمِي.
قال مالك: الأمر عندنا أنَّ التكبير في أيَّام التشريق دُبر الصلاة. وأوَّلُ ذلك تكبير الإمام والناسُ معه. دُبرَ صلاة الظهر من يوم النحر، وآخر ذَلك تكبير الإمام والناس معه دُبر صلاة الصبح من آخر أيَّامِ التشريق ثم يقطعُ التكبير «الموطأ» (١/ ٤٠٤).
وكان علي بن أبي طالب -رضى الله عنه- يكبر بعد صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من أيام التشريق، ويكبر بعد العصر. رواه ابن أبي شيبة وغيره.
وأخرج الدارقطني في سننه عن ابن عمر وأبي سعيد وزيد بن ثابت وعثمان بن عفان بأسانيد عدة أنَّهم كانوا يكبرون بعد الظهر من يوم النحر إلى الظهر من آخر أيام التشريق.
وأما ابن مسعود فكان يُكبِّر من صلاة الفجر يوم عرفة، إلى صلاة العصر من يوم النحر، وكان يقول: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 54 من أصل 58 حديثاً له شرح
- 9 إذا كان يوم عيد خالف الطريق
- 10 إبطاء الإمام في صلاة العيد
- 11 صلاة العيد ركعتين لا قبلها ولا بعدها
- 12 يخرج يوم العيد فيصلي ركعتين ثم يخطب
- 13 صلاة الأضحى ركعتان وصلاة الفطر ركعتان
- 14 لم يُصلِّ قبل العيد ولا بعدها
- 15 لم يُصلِّ قبلها ولا بعدها في عيد
- 16 لا يُصَلِّي قبل العيد شيئًا فإذا رجع إلى منزله صلَّى...
- 17 تكبيرات صلاة العيدين: سبع في الأولى وخمس في الثانية
- 18 التكبير في الفطر سبع في الأولى وخمس في الآخرة
- 19 ما كان يقرأ به رسول الله في الأضحى والفطر
- 20 قراءة النبي في صلاة العيد والجمعة بسورتي الأعلى والغاشية
- 21 كان النبي يقرأ في العيدين سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَهَلْ...
- 22 صلاة العيدين بغير أذان ولا إقامة
- 23 لم يكن يُؤَذَّن يوم الفطر ولا يوم الأضحى
- 24 صلاة العيد بلا أذان ولا إقامة
- 25 صلاة العيد بغير أذان ولا إقامة.
- 26 صلاة العيدين قبل الخطبة
- 27 كان يبدأ بالصلاة ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس
- 28 فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف...
- 29 الصلاة في العيدين قبل الخطبة
- 30 يغدو النبي إلى المصلى والعنزة تحمل بين يديه
- 31 صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد بالمصلى مستترًا...
- 32 أمر النبي ﷺ بإخراج العواتق وذوات الخدور في العيدين
- 33 صلاة النبي ﷺ وخطبته في العيد وأمر النساء بالصدقة.
- 34 أول شيء يبدأ به الصلاة يوم العيد
- 35 النبي ﷺ يخطب على ناقة وحبشي آخذ بخطامها
- 36 رأيت رسول الله يخطب الناس على ناقته العضباء يوم الأضحى...
- 37 رأيت النبي يخطب على بعيره
- 38 لا وصية لوارث، والولد للفراش، وللعاهر الحجر
- 39 ألا لا وصية لوارث
- 40 رسول الله ﷺ يخطب الناس يوم عرفة على بعير قائم...
- 41 خطب رسول الله ﷺ يوم العيد على راحلته
- 42 خطب قائمًا ثم قعد قعدة ثم قام
- 43 لأنكن تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير
- 44 صلاة العيد قبل الخطبة ثم يخطب النبي ﷺ
- 45 النبي ﷺ يبدأ بالصلاة قبل الخطبة يوم العيد
- 46 النبي ﷺ نُووِلَ يوم العيد قوسًا فخطب عليه
- 47 إنكم لن تطيقوا، أو لن تفعلوا كل ما أمرتم به
- 48 صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة
- 49 يكره الكلام عند خطبة الجمعة والعيدين
- 50 من فعل فقد أصاب سنتنا
- 51 نُخرج البكر من خدرها والحُيَّض يوم العيد
- 52 كان يُلبِّي المُلبّي لا يُنكر عليه، ويُكبِّر المُكبِّر فلا يُنكر...
- 53 غدونا مع رسول الله من منى إلى عرفات فمنا الملبي،...
- 54 أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله
- 55 عندها جاريتان في أيام مني تدففان وتضربان
- 56 دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد
- 57 دخل عمر والحبشة يلعبون عند النبي ﷺ
- 58 ابن عمر للحجاج: أنت أصبتني، حملت السلاح في يوم لا...
معلومات عن حديث: أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله
📜 حديث: أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








