حديث: اغسلوا النبي وعليه ثيابه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في صفة غسل النبي ﷺ -

عن عائشة تقول: لما أرادوا غسل النبي ﷺ قالوا: والله! ما ندري أنُجرد رسولَ الله ﷺ من ثيابه كما نُجرد موتانا، أم نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقي الله عليهم النومَ حتى ما منا رجل إلا وذقنُه في صدره، ثم كلَّمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو؟ أن اغسلوا النبي ﷺ وعليه ثيابُه، فقاموا إلى رسول الله ﷺ فغسلوه، وعليه قميصه يصبون الماء فوق القميص، ويدلكونه بالقميص دون أيديهم، وكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسَله إلا نساءُه.

حسن: رواه أبو داود (٣١٤١)، وابن ماجه (١٤٦٤) كلاهما من حديث محمد بن إسحاق، حدثني يحيى بن عبَّاد، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير، قال: سمعت عائشة فذكرته.

عن عائشة تقول: لما أرادوا غسل النبي ﷺ قالوا: والله! ما ندري أنُجرد رسولَ الله ﷺ من ثيابه كما نُجرد موتانا، أم نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقي الله عليهم النومَ حتى ما منا رجل إلا وذقنُه في صدره، ثم كلَّمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو؟ أن اغسلوا النبي ﷺ وعليه ثيابُه، فقاموا إلى رسول الله ﷺ فغسلوه، وعليه قميصه يصبون الماء فوق القميص، ويدلكونه بالقميص دون أيديهم، وكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسَله إلا نساءُه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن عائشة رضي الله عنها تقول: لما أرادوا غسل النبي ﷺ قالوا: والله! ما ندري أنُجرد رسولَ الله ﷺ من ثيابه كما نُجرد موتانا، أم نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا ألقي الله عليهم النومَ حتى ما منا رجل إلا وذقنُه في صدره، ثم كلَّمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو؟ أن اغسلوا النبي ﷺ وعليه ثيابُه، فقاموا إلى رسول الله ﷺ فغسلوه، وعليه قميصه يصبون الماء فوق القميص، ويدلكونه بالقميص دون أيديهم، وكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسَله إلا نساءُه.

1. شرح المفردات:


● أرادوا غسل النبي ﷺ: أي حين همّ الصحابة بغسل جسد النبي الكريم بعد وفاته.
● نجرد: ننزع ثيابه.
● موتانا: الموتى من الناس عادة.
● ألقي الله عليهم النوم: جعلهم الله ينامون نومًا ثقيلًا.
● ذقنه في صدره: أي أن رأس كل واحد منهم قد انحنى حتى مست لحيته صدره من شدة النوم.
● مكلم من ناحية البيت: صوت يتكلم من جهة البيت دون أن يرى المتكلم.
● يدلكونه بالقميص: يمررون أيديهم على جسده من فوق القميص أثناء الغسل.
● لو استقبلت من أمري ما استدبرت: لو كنت أعلم ما حدث لما تركت الأمر يحدث بهذه الصورة.

2. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث المشهد المهيب لغسل جسد النبي ﷺ بعد وفاته، وما حصل للصحابة من حيرة وتبيان إلهي لحل هذه الحيرة:
● الحيرة والاحترام: تردد الصحابة في كيفية غسل النبي ﷺ، هل ينزعون ثيابه كما يفعلون مع سائر الموتى؟ أم يغسلونه وعليه ثيابه؟ هذه الحيرة نابعة من عظم قدر النبي ﷺ ومكانته، فخشوا أن يكون تجريده من ثيابه عدم أدب معه.
● الحل الإلهي: عندما اختلفوا في الأمر، ألقى الله عليهم النوم حتى ناموا جميعًا، ثم سمعوا صوتًا (والظاهر أنه ملك) يأمرهم بغسل النبي وعليه ثيابه، فاستيقظوا وامتثلوا للأمر.
● كيفية الغسل: غسلوا النبي ﷺ وهو لابس قميصه، حيث كانوا يصبون الماء فوق القميص ويدلكون جسده الشريف من فوق الثوب دون ملامسة أيديهم مباشرة لجسده تكريمًا وإجلالًا له.
● ندم عائشة: قالت عائشة رضي الله عنها بعد ذلك: لو كانت تعلم أن الأمر سيتم بهذه الصورة لما تركت نساء النبي يغسلنه instead of الرجال، لأن النساء أليق بمثل هذا العمل.

3. الدروس المستفادة:


● عظمة النبي ﷺ ومكانته: حتى بعد وفاته كان الصحابة يجلونه ويخشون أن يقصروا في حقه.
● التقدير الإلهي للصحابة: الله تعالى لم يترك صحابة نبيه في حيرتهم، بل بين لهم الطريقة المناسبة تكريمًا لهم ولنبيهم.
● الأدب مع النبي ﷺ: حتى في غسله كان الصحابة حريصين على الأدب معه، فلم يكشفوا جسده مباشرة.
● جواز غسل الميت وعليه ثيابه: في حالات خاصة كالتكريم أو إذا كان نزع الثياب سيسبب عدم أدب.
● مكانة أمهات المؤمنين: خصوصية نساء النبي في القيام بمثل هذه الأمور.

4. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على معجزة لنبينا ﷺ even after his death.
- استدل بعض العلماء به على جواز غسل الميت مع ثيابه إذا دعت الحاجة.
- الرواية تظهر حرص الصحابة على التوقير والنبي حي وميت.
- في روايات أخرى أن الذين غسلوا النبي هم: العباس، وعلي، والفضل، وقثم، وشقران مولى النبي، وأسامة بن زيد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣١٤١)، وابن ماجه (١٤٦٤) كلاهما من حديث محمد بن إسحاق، حدثني يحيى بن عبَّاد، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير، قال: سمعت عائشة فذكرته. واللفظ لأبي داود. وأما ابن ماجه فاقتصر على قول عائشة: «لو استقبلت من أمري ...».
وإسناده حسن لأجل محمد بن إسحاق فإنه مدلس إلا أنه صرَّح بالتحديث.
والحديث رواه الإمام أحمد (٢٦٣٠٦) وصحَّحه ابن حبان (٦٦٢٧)، والحاكم (٣/ ٥٩ - ٦٠) كلهم رووه من هذا الوجه، قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
وأما ما رُوي عن بريدة قال: لما أخذوا في غُسْل النبي ﷺ ناداهم منادٍ من الداخل: لا تنزعوا عن رسول الله ﷺ قميصَه. فهو ضعيف، رواه ابن ماجه (١٤٦١) من طريق أبي معاوية قال: حدثنا أبو بردة، عن علقمة بن مرثَد، عن ابن بريدة، عن أبيه فذكره.
وأخرجه الحاكم (١/ ٣٦٢) من هذا الوجه وقال: «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه»، وقال الحاكم بعده: «وأبو بردة هذا: بريد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري محتج به في الصحيحين».
قال الأعظمي: وهذا وهم منه، فإن أبا بردة هذا هو: عمرو بن يزيد التميمي الكوفي ضعيف، ضعّفه جمهور أهل العلم.
وفي الباب أيضًا عن ابن عباس رواه الإمام أحمد (٢٣٥٧) في حديث طويل، وفي إسناده حسين بن عبد الله -وهو ابن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني ضعيف.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 239 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اغسلوا النبي وعليه ثيابه

  • 📜 حديث: اغسلوا النبي وعليه ثيابه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اغسلوا النبي وعليه ثيابه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اغسلوا النبي وعليه ثيابه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اغسلوا النبي وعليه ثيابه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب