حديث: امرأة تسعى حتى كادت أن تشرِف على القتلى

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في تكفين حمزة بن عبد المطلب

عن عروة قال: أخبرني أبي الزبيرُ أنه لما كان يوم أُحُدٍ أقبلت امرأةٌ تسعى، حتَّى إذا كادت أن تشرِف على القتلى، قال: فكرهَ النبيُّ ﷺ أن تراهم، فقال: «المرأة المرأة». قال الزبير: فتوسَّمتُ أنها أمِّي صفيَّة، قال: فخرجتُ أسعى إليها، فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى، قال: فلَدَمَتْ في صدري، وكانت امرةً جلدةً، قالت: إليك، لا أرضَ لك. قال: فقلتُ: إنَّ رسول الله ﷺ عزم عليك. قال: فوقفتْ، وأخرجتْ ثوبين معها، فقالت هذان ثوبان جئتُ بهما لأخي حمزة، فقد بلغني مقتلُه، فكفِّنوه فيهما، قال: فجئنا بالثوبين لنكفِّن فيهما حمزةَ، فإذا إلى جنبه رجُلٌ من الأنصار قتيلٌ، قد فُعِلَ به كما فُعِلَ بحمزة، قال: فوجدْنا غضاضةً وحياءً أنْ نُكَفِّن حمزة في ثوبين، والأنصاريُّ لا كفن له، فقلنا: لحمزة ثوبٌ، وللأنصاريِّ ثوبٌ، فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر، فأَقْرعْنا بينهما، فكفَّنَّا كلَّ واحدٍ منهما في الثوب الذي طارَ له.

حسن: رواه الإمام أحمد (١٤١٨)، والبزار (٩٨٠)، وأبو يعلى (٦٨٦)، كلهم من طريق سليمان بن داود الهاشمي، أخبرنا عبد الرحمن -يعني ابن أبي الزياد، عن هاشم، عن عروة، عن
أبيه الزبير، فذكره.

عن عروة قال: أخبرني أبي الزبيرُ أنه لما كان يوم أُحُدٍ أقبلت امرأةٌ تسعى، حتَّى إذا كادت أن تشرِف على القتلى، قال: فكرهَ النبيُّ ﷺ أن تراهم، فقال: «المرأة المرأة». قال الزبير: فتوسَّمتُ أنها أمِّي صفيَّة، قال: فخرجتُ أسعى إليها، فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى، قال: فلَدَمَتْ في صدري، وكانت امرةً جلدةً، قالت: إليك، لا أرضَ لك. قال: فقلتُ: إنَّ رسول الله ﷺ عزم عليك. قال: فوقفتْ، وأخرجتْ ثوبين معها، فقالت هذان ثوبان جئتُ بهما لأخي حمزة، فقد بلغني مقتلُه، فكفِّنوه فيهما، قال: فجئنا بالثوبين لنكفِّن فيهما حمزةَ، فإذا إلى جنبه رجُلٌ من الأنصار قتيلٌ، قد فُعِلَ به كما فُعِلَ بحمزة، قال: فوجدْنا غضاضةً وحياءً أنْ نُكَفِّن حمزة في ثوبين، والأنصاريُّ لا كفن له، فقلنا: لحمزة ثوبٌ، وللأنصاريِّ ثوبٌ، فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر، فأَقْرعْنا بينهما، فكفَّنَّا كلَّ واحدٍ منهما في الثوب الذي طارَ له.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام البخاري في صحيحه، يحمل في طياته مواقف إنسانية عظيمة، ودروسًا بليغة في الرحمة والعدل والتضحية. وإليك الشرح المفصل له:

1. شرح المفردات:


● تسعى: تمشي بسرعة وعجلة.
● تشرِف على القتلى: تقترب منهم وتراهم.
● فتوسَّمتُ: تيقنتُ وظننتُ.
● فلَدَمَتْ في صدري: لطمتني وضربتني على صدري.
● جلدةً: قوية وشديدة.
● عزم عليك: أمرك وألزمك.
● غضاضةً وحياءً: ترددًا وخجلاً.
● أَقْرعْنا بينهما: أجرينا قرعةً بينهما.

2. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل الزبير بن العوام رضي الله عنه عن موقف مؤثر حدث يوم غزوة أحد، حيث شاهد امرأة تسرع نحو ساحة القتلى، فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن ترى منظر القتلى المفزع، خاصة وأنها قد تكون من أقاربهم، فحذر بقوله: «المرأة المرأة»، أي امنعوا المرأة من الاقتراب لئلا تصاب بالحزن والألم.
فشك الزبير أنها أمه صفية بنت عبد المطلب (عمة النبي صلى الله عليه وسلم وأخت حمزة)، فأسرع إليها ومنعها من الوصول إلى القتلى، فلطمته على صدره لشدة حزنها وغضبها، وكانت امرأة قوية، فقالت له بعتاب: إليك (أي ابعد عني)، لا أرضى عنك. فأخبرها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي أمر بمنعها، فاستجابت وأوقفت سعيها.
ثم أخرجت ثوبين كانت قد أحضرتهما لكفن أخيها حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه (وهو سيد الشهداء)، وقد بلغها خبر استشهاده. فلما ذهبوا ليكفنوا حمزة وجدوا بجواره رجلاً من الأنصار قد استشهد وعُمل به كما عُمل بحمزة من تمثيل بالميت (حيث مُثِّل بهما من قبل المشركين). فشعر الصحابة بالحرج أن يكفنوا حمزة في ثوبين بينما الأنصاري لا كفن له، فقرروا أن يكسوا كلًا منهما ثوبًا، ولكن الثوبين غير متساويين في الحجم، فأجروا قرعة بينهما ليكفن كل شهيد في الثوب الذي خرج له بالقرعة، تطبيقًا للعدل حتى في أحرج اللحظات.

3. الدروس المستفادة منه:


● الرحمة بالنفس البشرية: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على حماية مشاعر المرأة ومنعها من رؤية منظر مفزع قد يزيد ألمها.
● طاعة الله ورسوله: استجابة صفية رضي الله عنها لأمر النبي صلى الله عليه وسلم رغم حزنها الشديد.
● التضحية والفداء: موقف صفية التي خرجت في وقت الخطر لتكفن أخاها حمزة.
● العدل والمساواة حتى في أقسى الظروف: تطبيق الصحابة للقرعة بين الشهيدين لتحقيق العدل في الكفن، وهذا من أدب الإسلام العظيم.
● التعاون والتآخي: solidarity بين المهاجرين والأنصار، حيث لم يفضل الصحابة حمزة (وهو من المهاجرين وعم النبي) على الأنصاري، بل ساووا بينهما.

4. معلومات إضافية مفيدة:


● غزوة أحد: وقعت في السنة الثالثة للهجرة، واستشهد فيها عدد من الصحابة، منهم حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه.
● حمزة بن عبد المطلب: أسد الله وأسد رسوله، عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة، استشهد يوم أحد ومُثِّل به.
● صفية بنت عبد المطلب: عمة النبي صلى الله عليه وسلم، وأم الزبير بن العوام، كانت من النساء الفاضلات المجاهدات.
● القرعة: وسيلة شرعية لتحقيق العدل عند التعارض أو التردد، وقد أقرها الإسلام في مواضع عدة.
هذا الحديث يظهر لنا سمو الأخلاق الإسلامية حتى في أحلك المواقف، ويؤكد على قيمة العدل والتضحية والرحمة في ديننا الحنيف.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١٤١٨)، والبزار (٩٨٠)، وأبو يعلى (٦٨٦)، كلهم من طريق سليمان بن داود الهاشمي، أخبرنا عبد الرحمن -يعني ابن أبي الزياد، عن هاشم، عن عروة، عن
أبيه الزبير، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الرحمن بن أبي الزياد فإنه حسن الحديث.
ورواه البيهقي (٣/ ٤٠١ - ٤٠٢) من وجه آخر عن هشام بن عروة بإسناده قال النووي في «الخلاصة» (٣٣٩٢): «إسناده صحيح».
وقوله: «لدمتْ» أي ضربت ودفعت في صدري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 252 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: امرأة تسعى حتى كادت أن تشرِف على القتلى

  • 📜 حديث: امرأة تسعى حتى كادت أن تشرِف على القتلى

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: امرأة تسعى حتى كادت أن تشرِف على القتلى

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: امرأة تسعى حتى كادت أن تشرِف على القتلى

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: امرأة تسعى حتى كادت أن تشرِف على القتلى

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب