حديث: الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام من النياحة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في كراهية ضيافة الواردين للعزاء

عن جرير بن عبد الله البجلي قال: كُنَّا نرى الاجتماع إلى أهل الميت، وصَنيعةَ الطعام من النِياحة.

صحيح: رواه ابن ماجه (١٦١٢) من طريقين:
الأولى: عن محمد بن يحيى، قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا هُشيم، عن إسماعيل
ابن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله فذكر الحديث.

عن جرير بن عبد الله البجلي قال: كُنَّا نرى الاجتماع إلى أهل الميت، وصَنيعةَ الطعام من النِياحة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام ابن ماجه في سننه، وغيرهما من أئمة الحديث، عن الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه، وهو من الصحابة الكرام المعروفين بفصاحتهم وبلاغتهم وفقههم.

نص الحديث:


عن جرير بن عبد الله البجلي قال: "كُنَّا نرى الاجتماع إلى أهل الميت، وصَنيعةَ الطعام من النِياحة".

1. شرح المفردات:


● كُنَّا نرى: أي كنا نعتقد أو نحكم بأن هذا الفعل من الأمور المنهي عنها.
● الاجتماع إلى أهل الميت: أي تجمع الناس في بيت أهل الميت للتعزية وتناول الطعام.
● صَنِيعَةَ الطَّعَام: أي صنع الطعام وتجهيزه من قبل أهل الميت ليطعمه للوافدين عليهم.
● النِّيَاحَة: هي رفع الصوت بالبكاء والنواح على الميت، وهو من الأمور المحرمة في الإسلام.

2. شرح الحديث:


يخبر الصحابي الجليل جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن الصحابة كانوا يعتبرون أن عمل أهل الميت للطعام وجمع الناس عليه من أفعال النياحة المحرمة، وذلك لأنها من العادات الجاهلية التي كانوا يفعلونها عند المصيبة، حيث يجتمعون ويعدون الطعام ويظهرون الحزن بشكل مبالغ فيه، بما في ذلك النواح والندب وما شابه ذلك من الأمور المنهي عنها.
والحديث يشير إلى أن هذا الفعل (أي صنع الطعام من قبل أهل الميت وتجميع الناس عليه) كان معدودًا عند الصحابة من أفعال الجاهلية التي تشبه النياحة في حكمها، وأنه ليس من السنة، بل هو من البدع والمحدثات.

3. الدروس المستفادة منه:


● تحريم التشبه بأهل الجاهلية: فالإسلام جاء ليُطهِّر المجتمع من العادات السيئة، ومنها هذه العادة.
● التسليم بقضاء الله وقدره: والصبر على المصيبة من دون إظهار الجزع أو فعل ما يخالف الشرع.
● أن عمل الطعام من قبل أهل الميت للزائرين ليس من السنة: بل هو مكروه أو محرم عند كثير من العلماء؛ لأنه زيادة على ما شرعه الله ورسوله.
● الحث على اتباع السنة: وترك ما كان عليه الناس في الجاهلية من عادات وتقاليد تخالف الشرع.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- ذهب جمهور العلماء إلى كراهة أن يصنع أهل الميت طعامًا للناس، واستدلوا بهذا الحديث وغيره.
- السنة في ذلك أن يصنع الجيران أو الأقارب طعامًا لأهل الميت، لا العكس، لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اصنعوا لآل جعفر طعامًا، فقد أتاهم ما يشغلهم" (رواه أبو داود والترمذي وحسنه).
- النياحة محرمة بالإجماع، وهي من كبائر الذنوب، لما فيها من الاعتراض على قضاء الله وقدره.
- ينبغي للمسلم عند المصيبة أن يصبر ويحتسب، ويقول ما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم: "إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها".
نسأل الله أن يرزقنا الفقه في الدين، والاتباع لسنة النبي الكريم، وأن يعيننا على الصبر والاحتساب عند المصائب. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (١٦١٢) من طريقين:
الأولى: عن محمد بن يحيى، قال: حدثنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا هُشيم، عن إسماعيل
ابن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله فذكر الحديث.
والثانية: عن شجاع بن مخلد أبي الفضل، قال: حدثنا هُشيم بإسناده.
وهذا إسناده صحيح. قال البوصيري في «الزوائد»: «رجال الطريق الأول على شرط البخاري، والثاني على شرط مسلم»، وصحَّحه النووي في «المجموع» (٥/ ٣٢٠).
ورواه أحمد (٦٩٠٥) عن نصر بن باب، عن إسماعيل بإسناده وفيه: «وصنيعة الطعام بعد دفنه من النياحة» ونصر بن باب من رجال «التعجيل»، وأهل العلم مُطبقون على تضعيفه، ولكنه قد توبع كما رأيت عند ابن ماجه.
وقوله: «كنا نعد الاجتماع» قال السندي: «هذا بمنزلة رواية إجماع الصحابة، أو تقرير النبي ﷺ وعلى الثاني فحكمه الرفع، وعلى التقديرين فهو حجة، ثم قال: وبالجملة فهذا عكس الوارد، إذ الوارد أنه يصنع الناسُ الطعامَ لأهل الميت، فاجتماع الناس في بيتهم حتى يتكلفوا لأجلهم الطعام قلب لذلك، وقد ذكر كثير من الفقهاء أن الضيافة لأجل الموت قلب للمعقول. لأن الضيافة حقها أن تكون للسرور لا للحزن» انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 233 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام من النياحة

  • 📜 حديث: الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام من النياحة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام من النياحة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام من النياحة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام من النياحة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب