ثلاثة أثواب بيض سحولية، ليس فيها قميص ولا عمامة

حديث: ثلاثة أثواب بيض سحولية، ليس فيها قميص ولا عمامة

عن عائشة قالت: إن رسول الله ﷺ كفِّن في ثلاثة أثواب بيضٍ سُحولية، ليس فيها قميص ولا عِمامة.

متفق عليه: رواه مالك في الجنائز (٥) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة قالت: إن رسول الله ﷺ كفِّن في ثلاثة أثواب بيضٍ سُحولية، ليس فيها قميص ولا عِمامة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يرويه لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، يصف كيفية تكفين النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من الأحاديث التي تهم كل مسلم لمعرفة السنة في هذا الشأن.

الحديث بلفظه:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: "إن رسول الله ﷺ كُفِّن في ثلاثة أثواب بيض سُحولية، ليس فيها قميص ولا عمامة."

1. شرح المفردات:

● كُفِّن: أي وُضع في الكفن، والكفن هو الثوب الذي يُلف به الميت ويُدفن فيه.
● أثواب: جمع ثوب، أي أقمشة أو قطع من القماش.
● بيض: أي لونها أبيض.
● سُحولية: نسبة إلى "سَحُول" - بفتح السين وضم الحاء - وهي قرية باليمن كانت تشتهر بصناعة نوع جيد من القطن، فمعنى "سحولية" أنها مصنوعة من قطن، وكانت بيضاء اللون. وقيل هي ثياب قطنية بيضاء ليست برقاق ولا غليظة، بل متوسطة.
● ليس فيها قميص: أي لم يُجعل له قميصٌ منفصل تحت هذه الأثواب، بل الاكتفاء بها فقط.
● ولا عمامة: أي لم يُلف على رأسه عمامة منفصلة عن الكفن.

2. شرح الحديث:

يخبرنا هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قد كُفّن بعد وفاته في ثلاثة أثواب بيضاء من قطن، لم يزد عليها بقميص داخلي أو عمامة توضع على الرأس، بل كانت هذه الأثواب الثلاثة هي كل ما لُفّ به جسده الطاهر صلى الله عليه وسلم.
وهذا يدل على البساطة والاقتصاد في الكفن، وعدم المغالاة فيه، وهو من السنة التي ينبغي للمسلمين اتباعها.

3. الدروس المستفادة منه:

1- السنة في تكفين الرجل: أن يكون كفنه في ثلاثة أثواب بيضاء، كما فعل بالنبي صلى الله عليه وسلم. وهذا هو الأفضل والأكمل.
2- استحباب البياض في الكفن: لقول النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى: "البسوا من ثيابكم البياض، فإنها من خير ثيابكم، وكفنوا فيها موتاكم" [رواه الترمذي وأحمد].
3- الاقتصاد وعدم الإسراف: فالكفن لا يحتاج إلى التكلف والزيادة عن الثلاثة أثواب، أو استعمال أنواع فاخرة باهظة الثمن، بل الأفضل أن يكون من القطن أو ما شابهه مما يحقق الغرض من ستر الميت.
4- عدم استعمال القميص والعمامة في الكفن: يعني أن الكفن يكون عبارة عن أقمشة تلف على الجسد مباشرة، دون حاجة إلى ملابس داخلية (كالقميص) أو غطاء خاص للرأس (كالعمة)، بل يغطى الرأس بجزء من الثوب نفسه.
5- اتباع السنة في كل شيء: حتى في أمور الجنائز والموت، فإن النبي صلى الله عليه وسلم هو القدوة والأسوة، فينبغي للمسلم أن يحرص على تطبيق سنته في كل صغيرة وكبيرة.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● حكم الزيادة على الثلاثة أثواب: لو كُفن الميت بأكثر من ثلاثة أثواب جاز، لكن الأفضل الاقتصار على ثلاثة اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
● كفن المرأة: يشرع للمرأة أن تكفن في خمسة أثواب: إزار ولفافتين وقميص وخمار، كما جاء في حديث أم عطية رضي الله عنها في صحيح البخاري.
● أصل مشروعية الكفن: هو إكرام الميت وستره عن الأنظار، وحماية جسده من التلوث مباشرة بالتراب.
● المواد المستخدمة: يفضل أن تكون من القطن أو الكتان، وأن تكون بيضاء نظيفة، غير شفافة.

الخلاصة:

هذا الحديث يدل على سنة النبي صلى الله عليه وسلم في التكفين، وهي التكفين في ثلاثة أثواب بيضاء قطنية، دون زيادة في الملابس الداخلية أو العمائم، يعلمنا البساطة، واتباع السنة، وتجنب الإسراف حتى أمور في الموت.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الجنائز (٥) عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
ورواه البخاري في الجنائز (١٢٧٣) عن إسماعيل، عن مالك به.
ورويا -البخاري (١٢٧١)، ومسلم (٩٤١/ ٤٦) كلاهما- من طريق سفيان بن عيينة، عن هشام به مثله.
وفي وجه عن هشام بإسناده عن عائشة قالت: أدرج رسولُ الله ﷺ في حلة يمنية كانت لعبد الله بن
أبي بكر، ثم نُزِعتْ عنه، وكفِّن في ثلاثة أثواب سُحول يمانيةٍ، ليس فيها عمامة ولا قميص. فرفع عبد الله الحلة فقال: أُكَفَّن فيها. ثم قال: لم يُكفَّنْ فيها رسول الله ﷺ، وأُكَفَّن فيها؟ فتصدق بها.
قوله: «سحولية» وفي رواية: «سحولية يمانية»، وفي رواية «سحولية من كرسف» كما عند مسلم، وسُحول جمع سحل. وهو الثوب الأبيض النقي، ولا يكون إلا من قطن، ويُروى بالفتح نسبة إلى سحول قرية باليمن.
قال الأزهري: بالفتح المدينة، وبالضم الثياب.
ورواه أصحاب السنن: أبو داود (٣١٥٢)، والترمذي (٩٩٦)، والنسائي (١٨٩٩)، وابن ماجه (١٤٦٩)، وفيها: فذكروا لعائشة قولهم: «في ثوبين وبُرْد حبَرةٍ» فقالت: قد جاءوا ببُردِ حبرة ولكنهم ردُّوه، ولم يكفِّنُوا فيه.
وبرد حبرة: أي مخطط.
قال الترمذي: «حديث عائشة حديث حسن صحيح. وقد رُوي عن كفن النبي ﷺ روايات مختلفة، وحديث عائشة أصحُّ الأحاديث التي رُويت في كفَنِ النبي ﷺ، والعمل على حديث عائشة عند أكثر أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ وغيرهم، قال سفيان الثوري: يُكفَّنُ الرجل في ثلاث أثواب: إن شئت في قميصٍ ولفافتَين، وإن شئت في ثلاث لفائف، ويُجزي ثوب واحد إن لم يجدوا ثوبين، والثوبان يُجزيان، والثلاثة لمن وجدها أحب إليهم، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق، قالوا: تُكَفَّنُ المرأةُ في خمسة أثواب»، انتهى.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 248 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ثلاثة أثواب بيض سحولية، ليس فيها قميص ولا عمامة

📜 حديث: ثلاثة أثواب بيض سحولية، ليس فيها قميص ولا عمامة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ثلاثة أثواب بيض سحولية، ليس فيها قميص ولا عمامة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ثلاثة أثواب بيض سحولية، ليس فيها قميص ولا عمامة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ثلاثة أثواب بيض سحولية، ليس فيها قميص ولا عمامة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية