حديث: أعطني قميصك أكفنه فيه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تكفين عبد الله بن أُبي في قميص رسول الله ﷺ -

عن أسامة بن زيد قال: خرج رسول الله ﷺ يعود عبد الله بن أبيّ في مرضه الذي مات فيه، فلما دخل عليه عرف فيه الموت قال: «قد كنتُ أنهاك عن حب يهود» قال: فقد أبغضهم أسعدُ بن زُرارة فمه؟ . فلما مات أتاه ابنه فقال: يا رسول الله! إن عبد الله بن أبي قد مات، فأعطني قميصك أُكفّنه فيه. فنزع رسول الله ﷺ قميصه
فأعطاه إياه.

حسن: رواه أبو داود (٣٠٩٤) عن عبد العزيز بن يحيي، حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد فذكره.

عن أسامة بن زيد قال: خرج رسول الله ﷺ يعود عبد الله بن أبيّ في مرضه الذي مات فيه، فلما دخل عليه عرف فيه الموت قال: «قد كنتُ أنهاك عن حب يهود» قال: فقد أبغضهم أسعدُ بن زُرارة فمه؟ . فلما مات أتاه ابنه فقال: يا رسول الله! إن عبد الله بن أبي قد مات، فأعطني قميصك أُكفّنه فيه. فنزع رسول الله ﷺ قميصه
فأعطاه إياه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يرويه الصحابي الجليل أسامة بن زيد رضي الله عنه، ويحتوي على موقفين مهمين من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:


● يعود: يزوره ليطمئن على صحته.
● عبد الله بن أبيّ: هو عبد الله بن أبي بن سلول، رأس المنافقين في المدينة.
● أنهاك: أنهاك = أنهاك عن الشيء: أي أنهاك عن فعله.
● أسعد بن زرارة: هو صحابي جليل من الأنصار، مات قبل هذه الحادثة.
● أكفنه فيه: أي أجعله كفناً له.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ليعود عبد الله بن أبي بن سلول (زعيم المنافقين) في مرضه الذي مات فيه.
الموقف الأول: عند زيارة المريض
عندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن أبي، عرف فيه علامات الموت، فقال له: "إني قد كنت أنهاك عن حب يهود" - وذلك لأن عبد الله بن أبي كان متحالفاً مع يهود المدينة ومناصراً لهم.
فأجاب عبد الله بن أبي محاولاً التبرير: "فقد أبغضهم أسعد بن زرارة فمات" - يعني أن أسعد بن زرارة كان يبغض اليهود ومع ذلك مات، فكأنه يريد أن يقول: ما فائدة بغضهم أو حبهم والموت سيأتي في كل الأحوال.
الموقف الثاني: بعد الوفاة
بعد أن مات عبد الله بن أبي، جاء ابنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "يا رسول الله، إن عبد الله بن أبي قد مات، فأعطني قميصك أكفنه فيه". فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن نزع قميصه وأعطاه له ليكفن فيه أباه.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- زيارة المرضى حتى لو كانوا من المنافقين: فهذا من كمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم وحسن تعامله حتى مع أعدائه.
2- النصيحة في الوقت المناسب: النبي صلى الله عليه وسلم نصح عبد الله بن أبي عند حضور الموت، وهو وقت التذكرة والموعظة.
3- الإجابة الحكية على الشبهات: رد النبي صلى الله عليه وسلم كان حكيماً حيث بين له أن المسألة ليست مسألة حياة أو موت، بل مسألة عقيدة وإيمان.
4- الرحمة والجود: تصرف النبي صلى الله عليه وسلم بإعطاء قميصه لابن المنافق يدل على سماحته وكرم أخلاقه، مع أن الأب كان من أشد الناس عداوة للإسلام.
5- التعامل مع أبناء المسلمين بحسن الخلق: وإن كان آباؤهم على غير الإسلام، فالأبناء ليسوا مسؤولين عن ذنوب الآباء.

رابعاً. فوائد إضافية:


- الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث الصحيحة.
- فيه بيان لعظمة أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل حتى مع المنافقين.
- يدل على أهمية زيارة المرضى وأنها من الحقوق الإسلامية.
- يدل على أن الدعوة إلى الله تكون بالحكمة والموعظة الحسنة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٠٩٤) عن عبد العزيز بن يحيي، حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد فذكره.
ومحمد بن إسحاق مدلس، ولكنه صرَّح بالتحديث في السيرة، ومنه رواه البيهقي في «الدلائل» (٥/ ٢٨٥) وابن كثير في «التاريخ» (٥/ ٣٤) وبهذا صار الإسناد حسنًا.
قال الواقدي: مرض عبد الله بن أبيّ في ليال بقين من شوال، ومات في ذي القعدة، وكان مرضه عشرين ليلة، فكان رسول الله ﷺ يعوده فيها، فلما كان اليوم الذي مات فيه دخل عليه رسول الله ﷺ وهو يجود بنفسه فقال: «قد نهيتك عن حب يهود» فقال: قد أبغضهم أسعد بن زرارة فما نفعه؟ ثم قال: يا رسول الله! ليس هذا الحين عتاب هو الموت، فأحضر غسلي وأعطني قميصك الذي يلي جلدك، فكفِّني فيه، وصلِّ علّي، واستغفر لي، ففعل ذلك به رسول الله ﷺ.
ذكره ابن كثير في تاريخه (٥/ ٣٤ - ٣٥) وقال: «وروى البيهقي من حديث سالم بن عجلان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، نحوا مما ذكره الواقدي».
قال الأعظمي: وهو سيأتي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 258 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعطني قميصك أكفنه فيه

  • 📜 حديث: أعطني قميصك أكفنه فيه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أعطني قميصك أكفنه فيه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أعطني قميصك أكفنه فيه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أعطني قميصك أكفنه فيه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب