حديث: اغسِلوه بماء وسدر ولا تُحنِّطوه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في تكفين المحرم

عن عبد الله بن عباس قال: كان رجل واقف مع النبي ﷺ بعرفة، فوقع عن راحلته. قال أيوب: فوقصتْه، وقال عمرو: فأقصعتْه - فمات، فقال النبي ﷺ: «اغسِلوه بماء وسدر، وكفِّنُوه في ثوبين، ولا تُحنِّطوه، ولا تُخمِّروا رأسه، فإنه يُبعث يوم القيامة».
قال أيوب: يُلَبِّي، وقال عمرو: ملبيًا.

متفق عليه: رواه البخاري في الجنائز (١٢٦٨)، ومسلم في الجنائز (١٢٠٦) كلاهما من حديث حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار وأيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره.

عن عبد الله بن عباس قال: كان رجل واقف مع النبي ﷺ بعرفة، فوقع عن راحلته. قال أيوب: فوقصتْه، وقال عمرو: فأقصعتْه - فمات، فقال النبي ﷺ: «اغسِلوه بماء وسدر، وكفِّنُوه في ثوبين، ولا تُحنِّطوه، ولا تُخمِّروا رأسه، فإنه يُبعث يوم القيامة».
قال أيوب: يُلَبِّي، وقال عمرو: ملبيًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم فيه من الفوائد والعبر ما ينبغي للمسلم أن يتأمل فيه. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● وَقَصَتْهُ / أَقْصَعَتْهُ: كلتا الكلمتين بمعنى واحد، وهو أن الدابة رفسته برجلها أو صدمته فمات. والوقص: هو أن يضرب الرأس أو العنق فيسبب الموت.
● اغسِلُوهُ: أي طهِّروا جسده بالغسل الشرعي.
● بماءٍ وسِدْرٍ: السدر هو ورق النبق، وكان يُستخدم في الغسل لتنظيف الجسد وتطييبه.
● كَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْنِ: أي ألبسوه كفناً من ثوبين فقط، دون زيادة.
● لا تُحَنِّطُوهُ: التحنيت هو وضع الطيب على الكفن بعد الغسل، فنهى النبي ﷺ عن ذلك هنا.
● لا تُخَمِّرُوا رَأْسَهُ: أي لا تغطوا رأسه في الكفن.
● يُبْعَثُ يَوْمَ القِيَامَةِ: أي أنه سيقام من قبره يوم القيامة.
● يُلَبِّي / مُلَبِّياً: أي أنه كان يلبي بالتلبية التي يلبيها الحجاج، وهي قول: "لبيك اللهم لبيك".

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رجلاً كان واقفاً مع النبي ﷺ في عرفة أثناء الحج، فسقط من على دابته (ناقته أو جمله) فمات إثر ذلك. فأمر النبي ﷺ بأن يغسلوه بماء وورق السدر، ويكفنوه في ثوبين فقط، وألا يضعوا عليه طيباً (حنوطاً)، وألا يغطوا رأسه عند تكفينه. ثم أخبر النبي ﷺ أن هذا الرجل سيبعث يوم القيامة وهو يلبي أي أنه سيقوم من قبره يوم القيامة وهو مشتغل بالتلبية كالحاج.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- فضل الحج وعظم أجر الحاج: فإن هذا الرغم مات أثناء أداء مناسك الحج، فأخبر النبي ﷺ أنه يبعث يوم القيامة ملبياً، وهذا يدل على عظم أجر من يموت أثناء أداء فريضة الحج.
2- التيسير في تكفين من مات في الإحرام: فإن النبي ﷺ أمر بعدم تغطية رأسه وعدم تطييب جسده، وهذا من خصائص من يموت محرماً؛ لأنه يبعث يوم القيامة على هيئته التي مات عليها.
3- بيان أن الموت قد يأتي بغتة: فالإنسان يجب أن يكون دائماً على استعداد للموت في أي وقت، خاصة وهو في طاعة الله.
4- التأسّي بالنبي ﷺ في تعامله مع المواقف: حيث أمر بتغسيله وتكفينه على هذه الهيئة الخاصة.
5- أن من مات على عمل صالح فإنه يبعث عليه: كما أن هذا الرجل يبعث يوم القيامة ملبياً.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن من مات محرماً يغسل بماء وسدر ويكفن في ثوبين ولا يغطى رأسه ولا يطيب، وهذا حكم خاص بمن مات أثناء الإحرام.
- وفيه أيضاً بيان لعظم فضل الحج وأنه من أسباب المغفرة والرحمة.
- والحديث يدل على أن الإنسان يبعث على ما مات عليه من عمل، فمن مات على طاعة بعث عليها.
أسأل الله تعالى أن يتوفانا وهو راض عنا، وأن يبلغنا حج بيته الحرام، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الجنائز (١٢٦٨)، ومسلم في الجنائز (١٢٠٦) كلاهما من حديث حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار وأيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره.
واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم قريب منه إلا أن فيه عكس ما نقل عن أيوب وعمرو في الوقصة والتلبية.
وقوله: «ثوبين» أي -في ثوبيه كما في رواية سفيان بن عيينة عن عمرو عند مسلم، وفي رواية أبي بشر، عن سعيد بن جبير عند البخاري (١٨٥١).
والثوبان هما الإحرامان الذَين أحرم فيهما.
وقوله: «ولا تُحنطوه» أي تمسوه حنوطًا، والحَنوط يقال له: الحِناط أخلاط من طيب يجمع للميت خاصة، ولا تستعمل في غيره.
وقوله: «لا تخمروا رأسه«أي لا تُغطوه، وعلل كل ذلك لأنه يبعث يوم القيامة ملبيًا. فدل أن سبب النهي أنه كان محرمًا، فإذا انتفتِ العلةُ انتفى.
قال أبو داود (٣٢٣٨): «سمعت أحمد بن حنبل يقول: «في هذا الحديث خمس سنن: «كفِّنوه في ثوبيه«أي يكفن الميت في ثوبين.»واغسلوه بماء وسدر«أي: إن في الغسلات كلها سدرًا.»ولا تُخمروا رأسه«، ولا تقربوه طِيبًا، وكان الكفنُ من جميع المال».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 255 من أصل 541 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اغسِلوه بماء وسدر ولا تُحنِّطوه

  • 📜 حديث: اغسِلوه بماء وسدر ولا تُحنِّطوه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اغسِلوه بماء وسدر ولا تُحنِّطوه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اغسِلوه بماء وسدر ولا تُحنِّطوه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اغسِلوه بماء وسدر ولا تُحنِّطوه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب