الحجامة للصائم لا تكره إلا من أجل الضعف

حديث: الحجامة للصائم لا تكره إلا من أجل الضعف

عن ثابت البُنانيّ، قال: سُئل أنس بن مالك ﷺ: أكنتم تكرهون الحجامة للصّائم؟ قال: لا، إلا من أجل الضّعف.
وزاد شبابة: حدّثنا شعبة: على عهد النبيّ ﷺ.

صحيح: رواه البخاري في الصوم (١٩٤٠) عن آدم بن أبي إياس، حدّثنا شعبة، قال: سمعتُ ثابتًا البناني، قال (فذكره).

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أحد خدام النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الأبرار.

أولاً. شرح مفردات الحديث:

● الحجامة: هي إخراج الدم الفاسد من الجسم بواسطة كؤوس هوائية ومشرط، وهي من العلاجات النبوية المشهورة.
● تكرهون: أي تبغضون أو تتشاؤمون منها.
● للصائم: أي في حالة الصيام.
● الضعف: أي الخوف من أن يسبب ذلك ضعفاً للصائم يعجزه عن إكمال صيامه أو يسبب له مشقة شديدة.

ثانياً. شرح الحديث:

سُئل أنس بن مالك رضي الله عنه - وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - عن كراهية الحجامة للصائم، فأجاب بأنهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يكرهون الحجامة مطلقاً للصائم، إلا إذا خاف الصائم من أن تسبب له ضعفاً شديداً يؤثر على صيامه.
والزيادة التي ذكرها شبابة عن شعبة: "على عهد النبي صلى الله عليه وسلم" تؤكد أن هذه المسألة كانت معروفة في زمن النبوة، وأن الصحابة كانوا يحتجمون وهم صائمون دون حرج، ما دام ذلك لا يسبب لهم ضعفاً.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:

1- جواز الحجامة للصائم: الحديث دليل على أن الحجامة لا تفطر الصائم، وهذا مذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة، وهو الراجح.
2- مراعاة حالة الصائم: إذا كانت الحجامة تسبب ضعفاً شديداً للصائم، فيكره فعلها حال الصيام؛ لأن الإسلام دين يسر ورفق، ولا يريد الله بعباده العسر.
3- الفقه في النوازل: الصحابة رضي الله عنهم كانوا يفقهون أحكام الدين وينظرون في العلل والمقاصد، فلم يحرموا الحجامة للصائم مطلقاً، بل قيدوا الكراهة بحالة الضعف.
4- التيسير في العبادات: الشريعة الإسلامية جاءت بالتيسير ورفع الحرج، فما لم يرد دليل صريح بالتحريم، فإن الأصل في الأشياء الإباحة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

- ذهب بعض العلماء إلى أن الحجامة تفطر الصائم، وهو مذهب أبي حنيفة رحمه الله، ولكن الراجح هو القول بعدم التفطير؛ لضعف الأدلة في ذلك.
- ينبغي للصائم إذا أراد الحجامة أن يتجنب الأوقات الحارة ويختار الوقت المناسب الذي لا يشق عليه، كأن يحتجم بعد الإفطار أو في الليل.
- الحجامة من السنن النبوية، فقد احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وأعطى الحجَّام أجره، وكان يحتجم في مواضع معينة من جسمه كالكاهل.
أسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن يوفقنا لاتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الصوم (١٩٤٠) عن آدم بن أبي إياس، حدّثنا شعبة، قال: سمعتُ ثابتًا البناني، قال (فذكره).
ورواه البيهقي (٤/ ٢٦٣) من طريق آدم شيخ البخاري، ثنا شعبة، عن حميد، قال: سمعت ثابتًا البناني وهو يسأل أنس بن مالك، فذكر الحديث.
قال البيهقي: والصحيح ما روينا عن آدم، فقد رواه أبو النّضر عن شعبة، عن حميد كما روينا. فأدخل بين شعبة وثابت»حميدًا».
وقال ابن التركماني في الرد على البيهقي: «صرَّح البخاريّ في روايته بسماع شعبة من ثابت.
وفي الصحيحين من روايته عن ثابت عدّة أحاديث فيحمل على أنه سمع هذا الحديث من ثابت بلا واسطة، ومرة أخرى بواسطة. وهذا أولي من تخطئة البخاري».
ولكن نصَّ غير واحد من أهل العلم على أنه وقع سقط في إسناد البخاري، كما ذكره الحافظ ابن حجر في: الفتح (٤/ ١٧٨) فراجعه.
قال الحافظ: قوله: «وزاد شبابة حدّثنا شعبة: على عهد النبيّ ﷺ. هذا يشعر بأن رواية شابة موافقة لرواية آدم في الإسناد والمتن، إلا أن شبابة زاد فيه ما يؤكّد رفعه. وقد أخرج ابن منده في «غرائب شعبة» طريق شبابه، فقال: حدّثنا محمد بن أحمد بن حاتم، حدّثنا عبد الله بن روح، حدّثنا شبابة، حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد.
وبه عن شبابة، عن شعبة، عن حميد، عن أنس، نحوه.
وهذا يؤكّد صحة ما اعترض به الإسماعيلي ومن تبعه، ويشعر بأن الخلل فيه من غير البخاريّ؛ إذ لو كان إسناد شبابة عنده مخالفًا لإسناد آدم لبيّنه وهو واضح لا خفاء به، «والله أعلم بالصواب» انتهى.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 293 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الحجامة للصائم لا تكره إلا من أجل الضعف

📜 حديث: الحجامة للصائم لا تكره إلا من أجل الضعف

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الحجامة للصائم لا تكره إلا من أجل الضعف

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الحجامة للصائم لا تكره إلا من أجل الضعف

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الحجامة للصائم لا تكره إلا من أجل الضعف

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية