حديث: اكتحل بالإثمد ليلًا وهو صائم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الاكتحال هل هو مفطر أو لا؟

وفي الباب أحاديث لا تصح منها:
ما رواه أبو داود (٢٣٧٧): حدّثنا النفيليّ، ثنا علي بن ثابت، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة، عن أبيه، عن جده، عن النبيّ ﷺ أنه أمر بالإثمد المروَّح عند النوم وقال: «ليتقه الصّائم».
قال أبو داود: قال لي يحيى بن معين: «هذا حديث منكر».
وكذلك قال الإمام أحمد: «هذا حديث منكر» مسائل أحمد لأبي داود (ص ٢٩٨).
ورواه الإمام أحمد (١٦٠٧٢) عن علي بن ثابت، بإسناده إلا أنه لم يذكر فيه: «ليتقه الصّائم».
وكذلك رواه الدارمي (١٧٧٤)، والبيهقي (٤/ ٢٦٢) عن أبي نعيم، حدّثنا عبد الرحمن بن النعمان، قال: حدّثنا أبي، عن جدّي، وكان جدّي قد أُتي به النبيّ ﷺ فمسح رأسه، قال: «لا تكتحل بالنّهار، وأنت صائم، اكتحل ليلًا بالإثمد، فإنه يجلو البصر وينبت الشعر».
قال الدّارمي: «لا أرى بالكحل بأسًا».
وسكت البيهقيّ، وفيه عبد الرحمن بن النعمان مختلف فيه فضعفه ابن معين، وقال ابن المديني: «مجهول». وقال أبو حاتم: «صدوق». وذكره ابن حبان في «الثقات» (٧/ ٨١).
وأما أبوه وهو النعمان بن معبد فلم يرو عنه غير ابنه عبد الرحمن، وهو على شرط ابن حبان في «ثقاته»، ولذا ذكره فيه (٧/ ٥٣٠) فهو «مجهول».
وقال الذهبي في «الميزان»: «غير معروف، تفرد عنه ابنه عبد الرحمن».
وأما قول الحافظ ابن عبد الهادي في «التنقيح» (٣/ ٢٤٦): «ومعبد وابنه النعمان كالمجهولين، فإنه لا يعرف لهما إلا هذا الحديث ففيه سبق قلم، فإن معبدًا وهو ابن هوذة الأنصاريّ هو الذي له هذه الصحبة كما قال البيهقي.
وإنما المجهول هو عبد الرحمن وأبوه النعمان.
وقوله: «بالإثمد المروح» الإثمد: حجر الكحل الأسود، والمروَّح -اسم مفعول-: المطيب بالمسك.
وفي الباب ما رواه الترمذي (٧٢٦) مخالفا له، عن عبد الأعلى بن واصل، ثنا الحسن بن عطية، ثنا أبو عاتكة، عن أنس بن مالك، قال: جاء رجل إلى النبيّ ﷺ فقال: اشتكت عيني أفأكتحل وأنا صائم؟ قال: «نعم».
قال الترمذي: «إسناده ليس بالقوي، ولا يصح عن النبيّ ﷺ في هذا الباب شيء، وأبو عاتكة ضعيف».
قال الأعظمي: وهو كما قال، وأبو عاتكة اسمه طريف بن سلمان، قال البخاري: «منكر الحديث». وقال النسائي: «ليس بثقة».
والحسن بن عطية هو ابن نجيح القرشي الكوفي البزار. قال أبو حاتم: «صدوق». وضعّفه الأزدي كما في «الميزان».
وفي الباب ما روي أيضًا عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده: «أنّ النبيّ ﷺ كان يكتحل بالإثمد وهو صائم». رواه الطبراني في «الكبير» (١/ ٢٩٦).
ورواه البيهقي (٤/ ٢٦٢) وقال: محمد بن عبيد الله ليس بالقوي.
قال الأعظمي: وهو كما قال فإنّ محمد بن عبيد الله بن أبي رافع الهاشمي مولاهم الكوفيّ ضعيف باتفاق أهل العلم، قال الدارقطني: «متروك، وله معضلات».
وبه أعلّه الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ١٦٧). وشذّ ابن حبان فذكره في «الثقات» (٧/ ٤٠٠).
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن عائشة، قالت: «اكتحل النبيّ ﷺ وهو صائم».
رواه ابن ماجه (١٦٧٨) عن أبي التقي هشام بن عبد الملك الحمصيّ، قال: حدّثنا بقية، قال: حدّثنا الزبيدي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
ورواه البيهقي (٤/ ٢٦٢) من وجه آخر عن أحمد بن أبي الطيب، حدثنا بقية بن الوليد، عن سعيد الزبيدي، بإسناده.
قال البيهقي: سعيد الزبيدي من مجاهيل شيوخ بقية، ينفرد بما لا يتابع عليه».
قال الأعظمي: سعيد الزبيدي هو سعيد بن عبد الجبار الحمصي، وهو سعيد بن أبي سعيد ضعيف باتفاق أهل العلم.
ورواه ابن عدي في: الكامل (٣/ ١١٤١) في ترجمة سعيد بن أبي سعيد، وقال: «هو شيخ مجهول، وأظنه حمصي، حدث عنه بقية، وحديثه ليس بمحفوظ».
قال الأعظمي: وفيه بقية وهو ابن الوليد مدلس وقد عنعن.
وخلاصة القول أنه لا يثبت شيء في هذا الباب؛ ولذا يكون الاكتحال على البراءة الأصلية، أنه غير مفطر كما قال ابن عبد الهادي في: التنقيح (٣/ ٢٥٠): «والأظهر في الجملة أن الكحل لا يفطر الصائم لعدم الدليل على ذلك من نصِّ أو قياس صحيحين».
وفي سنن أبي داود (٢٣٧٨) بإسناد

حسن: «كان أنس بن مالك يكتحل وهو صائم».

وفي الباب أحاديث لا تصح منها:
ما رواه أبو داود (٢٣٧٧): حدّثنا النفيليّ، ثنا علي بن ثابت، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة، عن أبيه، عن جده، عن النبيّ ﷺ أنه أمر بالإثمد المروَّح عند النوم وقال: «ليتقه الصّائم».
قال أبو داود: قال لي يحيى بن معين: «هذا حديث منكر».
وكذلك قال الإمام أحمد: «هذا حديث منكر» مسائل أحمد لأبي داود (ص ٢٩٨).
ورواه الإمام أحمد (١٦٠٧٢) عن علي بن ثابت، بإسناده إلا أنه لم يذكر فيه: «ليتقه الصّائم».
وكذلك رواه الدارمي (١٧٧٤)، والبيهقي (٤/ ٢٦٢) عن أبي نعيم، حدّثنا عبد الرحمن بن النعمان، قال: حدّثنا أبي، عن جدّي، وكان جدّي قد أُتي به النبيّ ﷺ فمسح رأسه، قال: «لا تكتحل بالنّهار، وأنت صائم، اكتحل ليلًا بالإثمد، فإنه يجلو البصر وينبت الشعر».
قال الدّارمي: «لا أرى بالكحل بأسًا».
وسكت البيهقيّ، وفيه عبد الرحمن بن النعمان مختلف فيه فضعفه ابن معين، وقال ابن المديني: «مجهول». وقال أبو حاتم: «صدوق». وذكره ابن حبان في «الثقات» (٧/ ٨١).
وأما أبوه وهو النعمان بن معبد فلم يرو عنه غير ابنه عبد الرحمن، وهو على شرط ابن حبان في «ثقاته»، ولذا ذكره فيه (٧/ ٥٣٠) فهو «مجهول».
وقال الذهبي في «الميزان»: «غير معروف، تفرد عنه ابنه عبد الرحمن».
وأما قول الحافظ ابن عبد الهادي في «التنقيح» (٣/ ٢٤٦): «ومعبد وابنه النعمان كالمجهولين، فإنه لا يعرف لهما إلا هذا الحديث ففيه سبق قلم، فإن معبدًا وهو ابن هوذة الأنصاريّ هو الذي له هذه الصحبة كما قال البيهقي.
وإنما المجهول هو عبد الرحمن وأبوه النعمان.
وقوله: «بالإثمد المروح» الإثمد: حجر الكحل الأسود، والمروَّح -اسم مفعول-: المطيب بالمسك.
وفي الباب ما رواه الترمذي (٧٢٦) مخالفا له، عن عبد الأعلى بن واصل، ثنا الحسن بن عطية، ثنا أبو عاتكة، عن أنس بن مالك، قال: جاء رجل إلى النبيّ ﷺ فقال: اشتكت عيني أفأكتحل وأنا صائم؟ قال: «نعم».
قال الترمذي: «إسناده ليس بالقوي، ولا يصح عن النبيّ ﷺ في هذا الباب شيء، وأبو عاتكة ضعيف».
قال الأعظمي: وهو كما قال، وأبو عاتكة اسمه طريف بن سلمان، قال البخاري: «منكر الحديث». وقال النسائي: «ليس بثقة».
والحسن بن عطية هو ابن نجيح القرشي الكوفي البزار. قال أبو حاتم: «صدوق». وضعّفه الأزدي كما في «الميزان».
وفي الباب ما روي أيضًا عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده: «أنّ النبيّ ﷺ كان يكتحل بالإثمد وهو صائم». رواه الطبراني في  «الكبير»  (١/ ٢٩٦).
ورواه البيهقي (٤/ ٢٦٢) وقال: محمد بن عبيد الله ليس بالقوي.
قال الأعظمي: وهو كما قال فإنّ محمد بن عبيد الله بن أبي رافع الهاشمي مولاهم الكوفيّ ضعيف باتفاق أهل العلم، قال الدارقطني: «متروك، وله معضلات».
وبه أعلّه الهيثميّ في «المجمع» (٣/ ١٦٧). وشذّ ابن حبان فذكره في «الثقات» (٧/ ٤٠٠).
وفي الباب أيضًا ما رُوي عن عائشة، قالت: «اكتحل النبيّ ﷺ وهو صائم».
رواه ابن ماجه (١٦٧٨) عن أبي التقي هشام بن عبد الملك الحمصيّ، قال: حدّثنا بقية، قال: حدّثنا الزبيدي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.
ورواه البيهقي (٤/ ٢٦٢) من وجه آخر عن أحمد بن أبي الطيب، حدثنا بقية بن الوليد، عن سعيد الزبيدي، بإسناده.
قال البيهقي: سعيد الزبيدي من مجاهيل شيوخ بقية، ينفرد بما لا يتابع عليه».
قال الأعظمي: سعيد الزبيدي هو سعيد بن عبد الجبار الحمصي، وهو سعيد بن أبي سعيد ضعيف باتفاق أهل العلم.
ورواه ابن عدي في: الكامل (٣/ ١١٤١) في ترجمة سعيد بن أبي سعيد، وقال: «هو شيخ مجهول، وأظنه حمصي، حدث عنه بقية، وحديثه ليس بمحفوظ».
قال الأعظمي: وفيه بقية وهو ابن الوليد مدلس وقد عنعن.
وخلاصة القول أنه لا يثبت شيء في هذا الباب؛ ولذا يكون الاكتحال على البراءة الأصلية، أنه غير مفطر كما قال ابن عبد الهادي في: التنقيح (٣/ ٢٥٠): «والأظهر في الجملة أن الكحل لا يفطر الصائم لعدم الدليل على ذلك من نصِّ أو قياس صحيحين».
وفي سنن أبي داود (٢٣٧٨) بإسناد

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن الحديث المذكور يتعلق بمسألة فقهية مهمة، وهي: حكم الاكتحال للصائم، وسأشرحه لكم وفق الطريقة المطلوبة:


1. شرح المفردات:


● الإثمد: حجر أسود يُتخذ كحلاً، معروف بفوائده للعيون.
● المروَّح: المطيب بالمسك أو ذو الرائحة الطيبة.
● ليتقه الصائم: أي ليجتنبه الصائم.
● اكتحل: وضع الكحل في العين.
● يجلو البصر: يقويه ويصقله.
● ينبت الشعر: يعني شعر الرموش، حيث يفيد في تقويته وإنباته.


2. شرح الحديث:


الحديث المذكور فيه روايات متعددة، أشهرها ما رواه أبو داود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالإثمد المروح عند النوم، وقال: "ليتقه الصائم"، أي ليجتنبه الصائم.
لكن العلماء لم يصححوا هذا الحديث، بل حكموا عليه بالضعف والندرة، ومنهم:
- الإمام يحيى بن معين: قال "هذا حديث منكر".
- الإمام أحمد بن حنبل: وافقه على ذلك.
وهناك رواية أخرى عن أنس بن مالك أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: "اشتكت عيني أفأكتحل وأنا صائم؟ فقال: نعم". لكن إسناده ضعيف أيضًا، وفيه أبو عاتكة وهو ضعيف.


3. الدروس المستفادة:
● عدم ثبوت النهي عن الاكتحال للصائم: لا يوجد حديث صحيح يمنع الاكتحال أثناء الصيام.
● البراءة الأصلية: الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد دليل صحيح بالمنع، ولذلك فإن الاكتحال لا يفطر عند جمهور العلماء.
● توخي الدقة في النقل: ينبغي التثبت من صحة الأحاديث وعدم الاعتماد على الضعيف أو المنكر في الأحكام الشرعية.
● الاعتماد على أقوال الأئمة: مثل الإمام أحمد والبيهقي والترمذي الذين بينوا ضعف هذه الروايات.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- ذهب جمهور الفقهاء (الحنفية والمالكية والشافعية) إلى أن الكحل لا يفطر، لأنه لا يصل إلى الجوف من منفذ معتاد.
- بعض الحنابلة قالوا بالتفصيل: إن كان للكحل طعم أو وصل إلى الحلق فإنه يفطر، وإلا فلا.
- العلامة ابن عثيمين رحمه الله يرى أن الكحل لا يفطر، لكنه يستحب اجتنابه للصائم احتياطًا.


الخلاصة:
لا يصح حديث في النهي عن الاكتحال للصائم، والأصل أن الاكتحال جائز ولا يفطر، لكن من باب الاحتياط يمكن تجنبه إذا خاف الشخص من وصول شيء إلى حلقه.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

«كان أنس بن مالك يكتحل وهو صائم».
وعن الأعمش قال: ما رأيت أحدًا من أصحابنا يكره الكحل للصائم. وكان إبراهيم يرخّص أن يكتحل الصائم بالصّبر». رواه أيضًا أبو داود (٢٣٧٩) بإسناد حسن.
قال الأعظمي: وبه قال مالك والشافعي وأبو حنيفة وجمهور أهل العلم.
وهو اختار شيخ الاسلام ابن تيمية وبه أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية.
قال البغوي في شرح السنة (٦/ ٢٩٧): «وكرهه بعضهم، وهو قول الثوري وأحمد وإسحاق لما روي عن معبد بن هوذة أنّ النبي ﷺ أمر بالإثمد عند النوم وقال: «ليتقه الصّائم، ولا يصح فيه عن رسول الله ﷺ شيء».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 299 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اكتحل بالإثمد ليلًا وهو صائم

  • 📜 حديث: اكتحل بالإثمد ليلًا وهو صائم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اكتحل بالإثمد ليلًا وهو صائم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اكتحل بالإثمد ليلًا وهو صائم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اكتحل بالإثمد ليلًا وهو صائم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب