حديث: ما تضارون في رؤية الله يوم القيامة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في رؤية المؤمنين ربّهم يوم القيامة دون الكفّار

عن أبي سعيد الخدريّ، أنّ أناسًا في زمن النبيّ ﷺ قالوا: يا رسول اللَّه، هل نرى ربَّنا يوم القيامة؟ . قال النبيُّ ﷺ: «نعم، هل تضارُّون في رؤية الشّمس بالظّهيرة، ضوء ليس فيها سحاب؟». قالوا: لا. قال: «وهل تضارُّون في رؤية القمر ليلة البدر، ضوء ليس فيها سحاب؟». قالوا: لا. قال النبيّ ﷺ: «ما تضارون في رؤية اللَّه عز وجل يوم القيامة إلّا كما تُضّارون في رؤية أحدهما».

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٨١)، ومسلم في الإيمان (١٨٣)، كلاهما من حديث حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكر الحديث في سياق طويل.

عن أبي سعيد الخدريّ، أنّ أناسًا في زمن النبيّ ﷺ قالوا: يا رسول اللَّه، هل نرى ربَّنا يوم القيامة؟ . قال النبيُّ ﷺ: «نعم، هل تضارُّون في رؤية الشّمس بالظّهيرة، ضوء ليس فيها سحاب؟». قالوا: لا. قال: «وهل تضارُّون في رؤية القمر ليلة البدر، ضوء ليس فيها سحاب؟». قالوا: لا. قال النبيّ ﷺ: «ما تضارون في رؤية اللَّه ﷿ يوم القيامة إلّا كما تُضّارون في رؤية أحدهما».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لشرع الله، وعملاً به.
هذا حديث عظيم من الأحاديث التي تتعلق بأصل من أصول الإيمان، وهو رؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة، وهو حديث صحيح رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما.
وفيما يلي شرحه وبيانه:

أولاً. شرح المفردات:


● هل نرى ربنا يوم القيامة؟: سؤال عن حقيقة رؤية المؤمنين لله تعالى في الآخرة.
● تضارون: من الضرر، أي هل تجدون مشقة أو ضرراً أو أذى في الرؤية؟ والمعنى: هل تعجزون عن النظر إليها أو تؤذيكم؟
● بالظهيرة: وقت انتصاف النهار، حيث تكون الشمس في كبد السماء واضحة لا تخفى.
● ليلة البدر: الليلة التي يكون فيها القمر بدراً كاملاً مكتمل الضياء.
● ضوء ليس فيها سحاب: أي في صفاء وجلاء دون حائل يعترض الرؤية.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن أناساً من الصحابة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم سؤالاً يتعلق بالغيب وبعقيدة المسلمين، ألا وهو: هل سيرون الله تعالى بأعينهم يوم القيامة؟
فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم جواباً مؤكداً: "نعم"، أي سترون ربكم رؤية حقيقية بأبصاركم.
ولتقريب هذه الرؤية التي قد يستعظمها بعض النفوس، ضرب النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً بحسيٍّ مألوفٍ للناس، لا يشكون في رؤيته ولا يجدون فيه أدنى مشقة، وهما:
1. رؤية الشمس في كبد السماء وقت الظهيرة في يوم صائف صحيح لا سحاب فيه.
2. رؤية القمر في ليلة البدر الصافية الخالية من السحب والعوائق.
ثم بين صلى الله عليه وسلم أن رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة ستكون أيسر وأسهل من رؤيتهم لهذين الجرمين المألوفين، فقال: "ما تضارون في رؤية الله يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما"، أي أنكم لن تجدوا أدنى مشقة أو عناء في رؤيته سبحانه، بل ستكون رؤية سهلة واضحة، كما ترون الشمس والقمر في وضح النهار وليلة البدر من غير أي حائل.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة: وهذا أصل عقدي أجمع عليه أهل السنة والجماعة، وهو من أعظم نعيم أهل الجنة، كما قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22-23]. وهي رؤية حقيقية بأبصارهم، لا تشبه رؤية أي شيء في الدنيا، ولا يعلم كيفيتها إلا الله تعالى.
2- حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم: حيث قرب المعنى الغيبي المجرد بالمحسوس المألوف، ليفهم السامعون ويزول الاستبعاد من نفوسهم.
3- الرد على من أنكر الرؤية: كالمعتزلة وغيرهم من الفرق الضالة التي أنكرت هذا الأصل العظيم، والحديث صريح في إثباتها.
4- بيان عظمة الخالق سبحانه: فإذا كانت رؤية المخلوق (الشمس والقمر) سهلة بهذه الصورة، فرؤية الخالق العظيم أولى أن تكون سهلة واضحة، مع الفارق الجلي في العظمة والجلال.
5- الرؤية خاصة بالمؤمنين: فالحديث speaks عن رؤية المؤمنين، أما الكفار فإنهم يحجبون عن رؤية الله تعالى، كما قال تعالى: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15].
6- الرؤية لا تُدرك في الدنيا: فالله تعالى لا يراه أحد في الدنيا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "واعلموا أن أحداً لن يرى ربه حتى يموت"، أي حتى يموت ويدخل الآخرة. وهذا من كمال عظمة الله سبحانه.
7- الحرص على سؤال أهل العلم عن أمور الدين: كما فعل أولئك الصحابة، وسؤالهم يدل على حرصهم على معرفة عقيدتهم الصحيحة.
8- الرؤية لا تعني الحلول أو الاتحاد: فرؤية المؤمن لربه وهو في الجنة، لا تعني أن الله يحل في مكان أو يتحد بشيء، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، بل هو سبحانه مستو على عرشه، وهو كما كان قبل خلقه السماوات والأرض، لا يحيط به مكان ولا زمان.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث من الأحاديث المتواترة التي رواها جمع كبير من الصحابة، منهم أبو هريرة، وجرير بن عبد الله، وأبو موسى الأشعري، وغيرهم رضي الله عنهم.
- الرؤية هي أعلى نعيم أهل الجنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال الله تعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل" (رواه مسلم).
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة، وأن يرزقنا النظر
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٨١)، ومسلم في الإيمان (١٨٣)، كلاهما من حديث حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكر الحديث في سياق طويل. انظر: باب الصّراط جسر على جهنّم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 421 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما تضارون في رؤية الله يوم القيامة

  • 📜 حديث: ما تضارون في رؤية الله يوم القيامة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما تضارون في رؤية الله يوم القيامة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما تضارون في رؤية الله يوم القيامة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما تضارون في رؤية الله يوم القيامة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب