هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب

حديث: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب

عن أبي هريرة، أنّ النّاس قالوا: يا رسول اللَّه، هل نرى ربَّنا يوم القيامة؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: «هل تضّارُّون في القمر ليلة البدر؟». قالوا: لا يا رسول اللَّه، قال: «فهل تضارّون في الشّمس ليس دونها سحاب؟». قالوا: لا يا رسول اللَّه. قال: «فإنّكم ترونه كذلك».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الأذان (٨٠٦)، وفي الرّقاق (٦٥٧٣)، ومسلم في الإيمان (١٨٢) كلاهما من حديث أبي اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزّهريّ، قال: أخبرني سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد اللّيثيّ، أنّ أبا هريرة أخبرهما، فذكر الحديث بطوله، وهو مخرّج في حديث الصّراط.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه:

نص الحديث:

1. شرح المفردات:

● تضارُّون: من الضرر، أي هل تشكون أو تختلفون في رؤيته؟ والمعنى: هل تمارون أو تشكون في رؤية القمر حين يكون بدرًا؟
● ليلة البدر: أي الليلة التي يكون فيها القمر مكتملاً فيوضحه ولمعانه.
● ليس دونها سحاب: أي لا حائل بينها وبين الرائي.

2. المعنى الإجمالي للحديث:

سأل الصحابة رسول الله ﷺ عن رؤية الله تعالى يوم القيامة، فأجابهم بردّ السؤال بسؤالين متتاليين ليقرب لهم الصورة ويجلي حقيقة الرؤية بأمثلة محسوسة:
- الأول: عن رؤية القمر في ليلة البدر، وهي ليلة يكون فيها القمر واضحًا جليًا لا خفاء فيه.
- الثاني: عن رؤية الشمس في الظهيرة حين لا سحاب يحجبها.
فأجابوا بالنفي في الحالتين، أي أنهم لا يشكون في رؤيتهما لكونهما واضحتين لا لبس فيهما. فبيّن ﷺ أن رؤية الله تعالى يوم القيامة ستكون بهذه الوضوح والجلاء، دون شك أو ارتياب.

3. الدروس المستفادة منه:

● إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة: وهذا من أعظم نعيم أهل الجنة، كما قال تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22-23].
● حسن تعليم النبي ﷺ: حيث قرب المعنى الغيبي بالمحسوس ليفهم السامعون.
● الرؤية ستكون بدون كيفٍ ولا تشبيه: فكما أن رؤية الشمس والقمر لا تشبه رؤية بعضهما، فكذلك رؤية الله تعالى لا تشبه رؤية المخلوقات، وهي تليق بجلاله وعظمته.
● طمأنينة القلب وسعادة الروح: فإن رؤية الله هي أعظم ما يتطلع إليه المؤمن، وهي الغاية القصوى من طاعته وعبادته.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا الحديث من الأحاديث التي تثبت رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة، وهو مذهب أهل السنة والجماعة، خلافًا للمعتزلة والجهمية الذين أنكروها.
- الرؤية ليست في الدنيا؛ لأن الله يقول: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} [الأنعام: 103]، ولكنها في الآخرة للمؤمنين في الجنة.
- لا يمكن للعقل أن يدرك كيفيتها، بل نؤمن بأننا نرى ربنا بدون تشبيه أو تمثيل، كما نؤمن بجميع صفاته بدون تكييف.

أسأل الله تعالى أن يرزقنا النظر إلى وجهه الكريم في الجنة، وأن يوفقنا لطاعته وعبادته على الوجه الذي يرضيه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الأذان (٨٠٦)، وفي الرّقاق (٦٥٧٣)، ومسلم في الإيمان (١٨٢) كلاهما من حديث أبي اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزّهريّ، قال: أخبرني سعيد بن المسيب وعطاء بن يزيد اللّيثيّ، أنّ أبا هريرة أخبرهما، فذكر الحديث بطوله، وهو مخرّج في حديث الصّراط.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 420 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب

📜 حديث: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية