حديث: الْحَائِضُ وَالنُّفَسَاءُ تَغْتَسِلانِ وَتُحْرِمَانِ وَتَقْضِيَانِ الْمَنَاسِكَ كُلَّه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الغسل للإحرام

عن ابن عباس: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «الْحَائِضُ وَالنُّفَسَاءُ إِذَا أَتَتَا عَلَى الْوَقْتِ تَغْتَسِلانِ وَتُحْرِمَانِ وتَقْضِيَانِ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا غَيْرَ الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ».
قَالَ أَبُو مُعَمَرٍ فِي حَدِيثِهِ: «حَتَّى تَطْهُرَ».
وَلَمْ يَذْكُر ابْنُ عِيسَي عِكْرِمَةَ وَمُجَاهِدًا، قَالَ: عَنْ عَطَاءٍ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَلَمْ يَقُل ابْنُ عِيسَي: «كُلَّهَا». قَالَ: «الْمَنَاسِكَ إِلا الطَّوَافَ بِالْبَيْت».

حسن: رواه أبو داود (١٧٤٤)، والترمذي (٩٤٥) كلاهما من طريق مروان بن شجاع الجزري، عن خصيف، عن عكرمة ومجاهد وعطاء، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «الْحَائِضُ وَالنُّفَسَاءُ إِذَا أَتَتَا عَلَى الْوَقْتِ تَغْتَسِلانِ وَتُحْرِمَانِ وتَقْضِيَانِ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا غَيْرَ الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ».
قَالَ أَبُو مُعَمَرٍ فِي حَدِيثِهِ: «حَتَّى تَطْهُرَ».
وَلَمْ يَذْكُر ابْنُ عِيسَي عِكْرِمَةَ وَمُجَاهِدًا، قَالَ: عَنْ عَطَاءٍ عَن ابْنِ عَبَّاسٍ.
وَلَمْ يَقُل ابْنُ عِيسَي: «كُلَّهَا». قَالَ: «الْمَنَاسِكَ إِلا الطَّوَافَ بِالْبَيْت».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
الحديث الذي ذكر رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، والدارقطني وغيرهم، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ.


أولاً. شرح مفردات الحديث:


● الْحَائِضُ: المرأة التي ينزل منها دم الحيض.
● النُّفَسَاءُ: المرأة التي ينزل منها دم النفاس بعد الولادة.
● أَتَتَا عَلَى الْوَقْتِ: أي حضر وقت الإحرام للحج أو العمرة وهما على هذه الحالة (أي لم تطهرا بعد).
● تَغْتَسِلانِ: تقومان بالاغتسال الشرعي الكامل.
● وَتُحْرِمَانِ: تلبسان ثياب الإحرام وتنويان الدخول في النسك (الحج أو العمرة).
● وتَقْضِيَانِ الْمَنَاسِكَ كُلَّهَا: تؤديان جميع أعمال الحج أو العمرة.
● غَيْرَ الطَّوَافِ بِالْبَيْتِ: باستثناء الطواف حول الكعبة.
● حَتَّى تَطْهُرَ: أي حتى ينقطع دمها وتغتسل من الحيض أو النفاس.


ثانياً. شرح الحديث ومعناه الإجمالي:


يبيّن هذا الحديث الشريف حكماً مهماً من أحكام النسك (الحج والعمرة) للمرأة إذا كانت حائضاً أو نفساء.
المعنى: إذا أرادت المرأة أن تحرم بالحج أو العمرة وهي حائض أو نفساء (أي ينزل منها الدم)، فلا حرج في ذلك. فلتغتسل غسلها الشرعي المعتاد للحيض والنفاس، ثم تحرم وتدخل في النسك، وتؤدي جميع مناسك الحج والعمرة من وقوف بعرفة، وسعي بين الصفا والمروة، والمبيت بمزدلفة ومنى، وغير ذلك من الأعمال.
إلا أن هناك عملاً واحداً لا يجوز لها فعله وهي على هذه الحالة، وهو الطواف بالكعبة (طواف الإفاضة أو طواف العمرة). فلا تطوف حتى ينقطع دمها وتغتسل وتتطهر، ثم تقوم بالطواف. وهذا الطواف هو الركن الذي لا يصح الحج أو العمرة بدونه، ولكنها تؤخره حتى تطهر.
والإضافة التي ذكرها الراوي (أبو معمر): «حَتَّى تَطْهُرَ» هي تأكيد وتوضيح للشرط الذي به يصح طوافها، وهو الطهارة من الحدث الأكبر (الحيض والنفاس).


ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- جواز إحرام الحائض والنفساء: لا يشترط للدخول في النسك (الإحرام) أن تكون المرأة طاهرة من الحيض والنفاس. وهذا من يسر الإسلام ورفعه للحرج عن الأمة.
2- وجوب تأخير الطواف حتى الطهارة: الطواف بالبيت كالصلاة، يشترط له الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر. فلا يجوز للحائض والنفساء الطواف، ويجب عليهن انتظار انقطاع الدم والاغتسال.
3- صحة بقية المناسك مع الحيض: جميع أعمال الحج الأخرى صحيحة من الحائض والنفساء، كالوقوف بعرفة والسعي وغيرها، ولا يؤثر الحيض عليها.
4- رفع الحرج والتيسير: في هذا الحديث تيسير عظيم على النساء، حيث لا يفوتهن فضل الحج أو العمرة بسبب عارض طبيعي لا دخل لهن فيه، بل يشرعن في النسك ويؤجلن الطواف فقط.
5- الاغتسال للإحرام مستحب: اغتسالها هنا للاستعداد للإحرام وهو مستحب وليس واجباً، لكنه أكمل وأفضل.


رابعاً. مسائل فقهية متعلقة:


- إذا طهرت الحائض أو النفساء بعد إحرامها، فإنها تغتسل وتطوف مباشرة، وتكمل بقية مناسكها.
- إذا لم تطهر حتى بعد انتهاء معظم أعمال الحج، فتنتظر حتى تطهر ثم تطوف. وطواف الإفاضة (الركن) لا وقت محدد لآخره، ولكن يجب أن يكون بعد الوقوف بعرفة.
- ذهب جمهور العلماء (الحنفية والشافعية والحنابلة) إلى ما دل عليه هذا الحديث، وهو منع الحائض من الطواف ووجوب تأخيره حتى تطهر. وهو القول الراجح.

أسأل الله تعالى أن يتقبل منا صالح الأعمال، وأن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا من أهل السنة والجماعة. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٧٤٤)، والترمذي (٩٤٥) كلاهما من طريق مروان بن شجاع الجزري، عن خصيف، عن عكرمة ومجاهد وعطاء، عن ابن عباس، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه.
قال الأعظمي: وهو كما قال، فإنّ خصيفًا هو ابن عبد الرحمن الجزري مختلف فيه غير أنه حسن الحديث، وقد تكلم فيه لسوء حفظه إلا أنه لازم مجاهدًا، فروايته عنه أعدل من غيره، ويشهد له الحديثان السابقان.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 80 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الْحَائِضُ وَالنُّفَسَاءُ تَغْتَسِلانِ وَتُحْرِمَانِ وَتَقْضِيَانِ الْمَنَاسِكَ كُلَّه

  • 📜 حديث: الْحَائِضُ وَالنُّفَسَاءُ تَغْتَسِلانِ وَتُحْرِمَانِ وَتَقْضِيَانِ الْمَنَاسِكَ كُلَّه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الْحَائِضُ وَالنُّفَسَاءُ تَغْتَسِلانِ وَتُحْرِمَانِ وَتَقْضِيَانِ الْمَنَاسِكَ كُلَّه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الْحَائِضُ وَالنُّفَسَاءُ تَغْتَسِلانِ وَتُحْرِمَانِ وَتَقْضِيَانِ الْمَنَاسِكَ كُلَّه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الْحَائِضُ وَالنُّفَسَاءُ تَغْتَسِلانِ وَتُحْرِمَانِ وَتَقْضِيَانِ الْمَنَاسِكَ كُلَّه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب