حديث: الحج أو العمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من أحرم قبل الميقات وما روي من فضل الإحرام من المسجد الأقصى

عن أمّ سلمة زوج النبيّ ﷺ أنها سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من أهلَّ بحجّة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر» أو «وجبت له الجنة» شكّ عبد الله بأيّها قال.

ضعيف: رواه أبو داود (١٧٤١) عن أحمد بن صالح، حدّثنا ابن أبي فديك، عن عبد الله بن عبد الرحمن يحنِّس، عن يحيى بن أبي سفيان، عن جدته حكيمة، عن أمّ سلمة، فذكرته.

عن أمّ سلمة زوج النبيّ ﷺ أنها سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من أهلَّ بحجّة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر» أو «وجبت له الجنة» شكّ عبد الله بأيّها قال.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث النبوي الشريف:
الحديث:
عن أم سلمة زوج النبي ﷺ أنها سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من أهلَّ بحجّة أو عمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر» أو «وجبت له الجنة» شكّ عبد الله بأيّها قال.
١. شرح المفردات:
● أهلَّ: نوى وأحرم، أي نوى الحج أو العمرة وبدأ بالتلبية ولبس الإحرام.
● بحجّة أو عمرة: أي بنية أداء فريضة الحج أو نسك العمرة.
● من المسجد الأقصى: المسجد المبارك في القدس، وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين.
● إلى المسجد الحرام: الكعبة المشرفة في مكة المكرمة.
● غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر: مغفرة شاملة للذنوب السابقة واللاحقة.
● وجبت له الجنة: استحقاق دخول الجنة.
● شكّ عبد الله: الراوي هو عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وهو الذي تردد في الرواية بين العبارتين.
٢. شرح الحديث:
يبيّن النبي ﷺ فضل الإحرام للحج أو العمرة من المسجد الأقصى، حيث أن من يبدأ نسكه من هناك - وهو مكان مبارك - فإن له أجرًا عظيمًا إما مغفرة كاملة للذنوب أو ضمانًا للجنة. والشك في العبارة من الراوي لا يضعف الفضل، فكلتا الجائزتين عظيمتان.
٣. الدروس المستفادة:
- فضل المسجد الأقصى ومكانته في الإسلام، وأنه من المساجد التي يُشرع الإحرام منها.
- الحث على الإكثار من العمرة والحج للتقرب إلى الله ونيل المغفرة.
- عظم ثواب العمل الصالح في الأماكن المباركة.
- بيان سعة رحمة الله تعالى حيث يغفر الذنوب جميعًا بعمل واحد خالص لوجهه.
٤. معلومات إضافية:
- هذا الفضل خاص بمن أحرم من المسجد الأقصى قاصدًا الحج أو العمرة، ولا يشترط أن يكون ساكنًا في القدس.
- يستحب للمسلم إذا زار المسجد الأقصى أن يحرم منه للعمرة إذا كان موسّرًا وقادرًا.
- الحديث يدل على فضل المسجد الأقصى ووجوب المحافظة عليه وصيانته من الاعتداء.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٧٤١) عن أحمد بن صالح، حدّثنا ابن أبي فديك، عن عبد الله بن عبد الرحمن يحنِّس، عن يحيى بن أبي سفيان، عن جدته حكيمة، عن أمّ سلمة، فذكرته.
قال المنذري في مختصر أبي داود: «وقد اختلف الرّواة في متنه وإسناده اختلافًا كثيرًا».
قال الأعظمي: وهو كما قال، فقد روي هكذا، وفيه يحيى بن أبي سفيان، قال فيه أبو حاتم: «شيخ من شيوخ المدينة ليس بالمشهور». وفي التقريب: «مستور».
وحكيمة وهي أمّ حكيم لم يرو عنها إلا يحيى بن أبي سفيان حفيدها كما هنا، ولم يوثقها إلا ابن حبان؛ ولذا قال الحافظ: «مقبولة».
ورواه ابن ماجه (٣٠٠١، ٣٠٠٢) من طريق محمد بن إسحاق - قال في المرة الأولى: حدثني سليمان بن سحيم، عن أم حكيم بنت أمية، عن أمّ سلمة، أنّ رسول الله ﷺ قال: «من أهل بعمرة من بيت المقدس غفر له».
وقال في المرة الثانية - عن يحيى بن أبي سفيان، عن أمه أم حكيم بنت أمية، عن أمّ سلمة، قالت: قال رسول الله ﷺ: «من أهلّ بعمرة من بيت المقدس كانت له كفارة لما قبلها من الذنوب». قالت: فخرجت أمّي من بيت المقدس بعمرة.
ورواه الإمام أحمد (٢٦٥٥٨) عن يعقوب بن إبراهيم، حدثني أبي، عن ابن إسحاق، حدثني
سليمان بن سحيم مولي آل جبير، عن يحيى بن أبي سفيان الأخنسي، عن أمه أم حكيم ابنة أمية بن الأخنس، عن أمّ سلمة، قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من أهلّ من المسجد الأقصى بعمرة أو بحجّة غفر له ما تقدّم من ذنبه».
قال: فركبت أم حكيم عند ذلك الحديث إلى بيت المقدس حتى أهلّت بعمرة.
ورواه ابن حبان في صحيحه (٣٧٠١) من طريق أبي خيثمة، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، بإسناده. وفيه «مولي آل حنين» بدلا من «آل جبير». وفيه أيضًا «أم حكيم بنت أبي أمية بن الأخنس» بدلًا من «ابنة أمية» ولم يذكر فيه «أو بحجة».
ورواه أيضًا الإمام أحمد (٢٦٥٥٧) عن حسن، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أم حكيم السلمية، عن أم سلمة، أن رسول الله ﷺ قال: «من أحرم من بيت المقدس غفر الله له ما تقدم من ذنبه».
وللحديث أسانيد أخرى يظهر منها أن الرواة لم يكونوا ضابطين متقنين لإسناده؛ ولذا قال كثير من أهل العلم منهم: ابن حزم، والنووي، وابن تيمية، وغيرهم بأن هذا الحديث لا يثبت لاضطرابه الشديد في الإسناد والمتن.
قال الحافظ ابن القيم في «تهذيب السنن»: «حديث أم سلمة، قال غير واحد من الحفاظ إسناده ليس بالقوي، وقد سئل عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس: هل قال: «ووجبت له الجنة«أو قال: «أو وجبت«بالشك بدل قوله»غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخّر«، هذا هو الصواب بـ»أو». في كثير من النسخ: «ووجبت«بالواو وهو غلط» انتهى.
وفي الباب أيضًا عن الحسن بن هادية قال: لقيت ابن عمر فقال: ممن أنت؟ قلت: من أهل عمان، قال: من أهل عمان؟ قلت: نعم. قال: أفلا أحدثك ما سمعت من رسول الله ﷺ؟ قلت: بلي. فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنّي لأعلم أرضًا يقال لها: عُمان، ينضح بجانبها البحر، الحجّة منها أفضل من حجّتين من غيرهما».
رواه الإمام أحمد (٤٨٥٣)، والبيهقي (٤/ ٣٣٥) عن يزيد، أخبرنا جرير بن حازم، وإسحاق بن عيسي، حدثنا جرير بن حازم، عن الزبير بن الخرّيت، عن الحسن بن هادية، فذكره.
والحسن بن هادية لم يرو عنه إلا الزبير بن الخريت، ولم يؤثر عنه توثيق أحد غير ابن حبان في ثقاته (٤/ ١٢٣ - ١٢٤) ولهذا فهو مجهول عند جمهور أهل العلم.
وذكره الهيثمي في «المجمع» (٣/ ٢١٧) وقال: «رجاله ثقات».
وقد ذهب جماعة من الصحابة إلى جواز تقديم الإحرام على الميقات من المكان البعيد كما ثبت ذلك عن ابن عمر أنه أهل من إيلياء. ذكره مالك عن الثقة عنه. ووصله البيهقي (٥/ ٣٠) من طريق ابن شهاب، عن نافع، عن ابن عمر، وذلك عام حكم الحكمين.
قال الشافعي: «إذا كان ابن عمر روي عن النبيّ ﷺ أنه وقّت المواقيت، وأهَلَّ من إيلياء .... فدلّ على أنه لم يحظر أن يحرم من ورائه، ولكنه أمر أن لا يتجاوزه حاج ولا معتمر إلَّا بإحرام».
وهو مذهب أبي حنيفة، والمذهب الثاني للشافعي.
وذهب الجمهور ومنهم مالك، والشافعي، وأحمد، وغيرهم إلى أن الأفضل أن يحرم من الميقات؛ لأن النبيّ ﷺ أحرم من الميقات، وهو لا يفعل إلا الأفضل، ولأنه يشبه الإحرام بالحجّ قبل أشهر الحج وهو مكروه.
انظر للمزيد: «المنة الكبري» (٣/ ٥٣٠ - ٥٣١) فإن فيها تفاصيل أخرى، وبالله التوفيق.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 73 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الحج أو العمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام

  • 📜 حديث: الحج أو العمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الحج أو العمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الحج أو العمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الحج أو العمرة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب