حديث: من السنة أن يغتسل الرجل إذا أراد أن يُحرم.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الغسل للإحرام

عن ابن عمر، قال: من السنة أن يغتسل الرجل إذا أراد أن يُحرم، وإذا أراد أن يدخل مكة.

صحيح: رواه الدارقطنيّ (٢٤٣٣)، والحاكم (١/ ٤٤٧)، والبيهقيّ (٥/ ٣٣)، والبزار -كشف الأستار (١٠٨٤) - كلّهم من طريق سهل بن يوسف، حدّثنا حميد، عن بكر بن عبد الله، عن ابن عمر، فذكره إلّا أن الأخير لم يذكر دخول مكة.

عن ابن عمر، قال: من السنة أن يغتسل الرجل إذا أراد أن يُحرم، وإذا أراد أن يدخل مكة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
أهلاً وسهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يرزقنا الفقه في دينه، وأن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي ذكر هو جزء من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في مناسك الحج والعمرة، وهو دليل على اهتمام الإسلام بالنظافة والطهارة في الشعارات والعبادات. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:
### أولاً. نص الحديث ومصدره
● النص: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «مِنَ السُّنَّةِ أَنْ يَغْتَسِلَ الرَّجُلُ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُحْرِمَ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ».
● المصدر: أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه" (رقم 1473)، والإمام مالك في "الموطأ"، والإمام الترمذي، وغيرهم. وهو حديث صحيح متفق على صحته.

### ثانياً. شرح المفردات
● السُّنَّة: هنا بمعنى الطريقة والهدي الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
● يَغْتَسِل: أي يعمم بدنه كله بالماء بنية التعبد، وهو الغسل الشرعي المعروف.
● يُحْرِمَ: أي يدخل في نسك الحج أو العمرة، بالتلبية وترك محظورات الإحرام.
● مَكَّةَ: أي مدينة مكة المكرمة، والمراد دخولها قادماً من خارجها.

### ثالثاً. شرح الحديث
يخبرنا الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما – وهو من أكثر الصحابة تشبثاً باتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم – أن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وفعله الذي ينبغي للمسلم أن يقتدي به أمران:
1- الاغتسال عند الإرادة للإحرام: أي عندما يريد المسلم أن يدخل في نسك الحج أو العمرة، فمن السنة أن يغتسل غسلاً كاملاً كما يغتسل من الجنابة. وهذا الاغتسال يكون قبل التلبية ولبس ثياب الإحرام. ولو كان على المرأة حيض أو نفاس، فإنها تغتسل أيضاً وتُحرم، لأن هذا الغسل للتنظيف لا للطهارة من الحدث.
2- الاغتسال عند الإرادة لدخول مكة: أي إذا كان المسافر قادماً إلى مكة المكرمة (وليس محرماً من الميقات، بل هو على إحرامه already) فإن من السنة أن يغتسل قبل دخولها، استعداداً للطواف وغيره من العبادات، وتنظيفاً للبدن لدخول هذه البقعة الطاهرة.

### رابعاً. الدروس المستفادة والفقه في المسألة
1- التأكيد على الطهارة والنظافة: يحرص الإسلام على أن يكون المسلم في أطهر حالاته عند أداء عباداته، خاصة في أماكنها المشرفة مثل مكة. فالاغتسال هنا ليس واجباً بل هو سنة مؤكدة، يُستحب للمسلم أن يفعلها اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
2- تمييز الزمان والمكان: يشير الحديث إلى تعظيم مكانة مكة المكرمة، حيث يستحب الاغتسال لدخولها كإعداد روحي وجسدي لاستقبال هذه الرحمة الإلهية.
3- التيسير ورفع الحرج: إذا لم يتمكن الحاج أو المعتمر من الاغتسال لسبب ما (كعدم وجود ماء، أو ضيق الوقت)، فلا إثم عليه، ويصح إحرامه ودخوله لمكة، لأن هذا الاغتسال سنة وليس شرطاً لصحة الإحرام أو الطواف.
4- الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم: الحديث دليل على أهمية متابعة السنة النبوية في جميع الأمور، حتى في أدق التفاصيل، مما يجعل العبادة كاملة ومقبولة إن شاء الله.


خامساً:

حكم الاغتسال
● حكمه: سنة مؤكدة وليس بواجب، فمن فعله فله الأجر والثواب، ومن تركه فلا إثم عليه ولا حرج، ولا يترتب على تركه شيء.
● كيفيته: يكون كالغسل من الجنابة، فيغسل جميع بدنه.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يبلغنا حج بيته الحرام، وأن يرزقنا اتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في القول والعمل.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الدارقطنيّ (٢٤٣٣)، والحاكم (١/ ٤٤٧)، والبيهقيّ (٥/ ٣٣)، والبزار -كشف الأستار (١٠٨٤) - كلّهم من طريق سهل بن يوسف، حدّثنا حميد، عن بكر بن عبد الله، عن ابن عمر، فذكره إلّا أن الأخير لم يذكر دخول مكة.
قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
قال الأعظمي: بل هو على شرط البخاريّ وحده، فإن سهل بن يوسف وهو الأنماطيّ لم يخرج له مسلم. وبكر بن عبد الله هو المزنيّ، وحميد هو ابن أبي حميد الطويل.
وقول ابن عمر: «من السنة» أي من المرفوع، كما قال جمهور أهل العلم بأن قول الصحابي: من السنة يراد به المرفوع.
وفي الباب ما روي عن ابن عباس قال: اغتسل رسول الله ﷺ ثم لبس ثيابه، فلما أتي ذا الحليفة صلى ركعتين، ثم قعد على بعيره، فلما استوى به على البيداء أحرم بالحج.
رواه الدارقطني (٢٤٣٢)، والحاكم (١/ ٤٤٧) وعنه البيهقي (٥/ ٣٣) عن يعقوب بن عطاء بن أبي رباح، عن أبيه، عن ابن عباس، فذكره.
قال البيهقي: يعقوب بن عطاء غير قوي.
قال الأعظمي: وهو كما قال، فقد ضعّفه أبو زرعة والنسائي، وابن معين وغيرهم. وقال أحمد: «منكر الحديث» لأنّ الصحيح الثابت أنّ النبيّ ﷺ بات في ذي الحليفة فأصبح واغتسل ولبس الإحرام.
وأحاديث الباب تدل على مشروعية الغسل للإحرام، وهو سنة مؤكدة لدى الأئمة الأربعة وجمهور الفقهاء، فإن توضأ ولم يغتسل فلا بأس به.
وأما الحائض والنفساء ففي حقهنّ الغسل آكد من غسل الرجال والنساء الطاهرات وليس بواجب. انظر: «المنة الكبري» (٣/ ٥٣٨).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 82 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من السنة أن يغتسل الرجل إذا أراد أن يُحرم.

  • 📜 حديث: من السنة أن يغتسل الرجل إذا أراد أن يُحرم.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من السنة أن يغتسل الرجل إذا أراد أن يُحرم.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من السنة أن يغتسل الرجل إذا أراد أن يُحرم.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من السنة أن يغتسل الرجل إذا أراد أن يُحرم.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب