حديث: عبد الله بن عمر: أأمر أبي نتبع أم أمر رسول الله؟

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من قال: حجّ النبيّ ﷺ قارنًا

عن سالم بن عبد الله أنّه سمع رجلًا من أهل الشّام، وهو يسأل عبد الله بن عمر عن التمتع بالعمرة إلى الحج؟ فقال عبد الله بن عمر: هي حلال. فقال الشّاميّ: إنّ
أباك قد نهى عنه؟ فقال عبد الله بن عمر: أرأيتَ إنْ كان أبي نهى عنها، وصنعها رسول الله ﷺ أأمرَ أبي نتبع أمْ أمرَ رسول الله ﷺ؟ فقال الرّجل: بل أمر رسول الله ﷺ. فقال: لقد صنعها رسول الله ﷺ.

صحيح: رواه الترمذيّ (٨٢٤) عن عبد بن حميد، أخبرني يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدّثنا أبيّ، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، أنّ سالم بن عبد الله حدّثه، فذكره.

عن سالم بن عبد الله أنّه سمع رجلًا من أهل الشّام، وهو يسأل عبد الله بن عمر عن التمتع بالعمرة إلى الحج؟ فقال عبد الله بن عمر: هي حلال. فقال الشّاميّ: إنّ
أباك قد نهى عنه؟ فقال عبد الله بن عمر: أرأيتَ إنْ كان أبي نهى عنها، وصنعها رسول الله ﷺ أأمرَ أبي نتبع أمْ أمرَ رسول الله ﷺ؟ فقال الرّجل: بل أمر رسول الله ﷺ. فقال: لقد صنعها رسول الله ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه دروس عظيمة وعبر جليلة، وإليك الشرح الوافي له:

1. شرح المفردات:


● التمتع بالعمرة إلى الحج: أي أن يحرم المعتمر بالعمرة في أشهر الحج (شوال، ذو القعدة، ذو الحجة) ثم يحل منها، ثم يحرم بالحج في نفس العام.
● هي حلال: أي جائزة شرعًا.
● أرأيت: استفهام بمعنى أخبرني.
● أأمر أبي نتبع أم أمر رسول الله: أي هل نأخذ بقول أبي (عمر بن الخطاب) أم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

2. شرح الحديث:


جاء رجل من أهل الشام إلى الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يسأله عن حكم التمتع في الحج، فأجابه بأنه حلال وجائز. فاعترض الرجل بأن والد عبد الله (وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه) كان ينهى عن التمتع. فرد عليه عبد الله بن عمر ردًا حكيمًا يبين فيه منهج أهل السنة والجماعة في اتباع الدليل، فقال: إذا كان أبي نهى عن ذلك، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله، فمن نتبع؟ فاعترف الرجل بأن اتباع رسول الله أولى. فأكد له عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تمتع بالعمرة إلى الحج.

3. الدروس المستفادة منه:


● وجوب اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم: فهي المصدر التشريعي الثاني بعد القرآن، ولا يجوز تقديم قول أحد كائنًا من كان على قوله صلى الله عليه وسلم.
● احترام الصحابة وفضلهم: مع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قدّم قول النبي على قول أبيه، إلا أنه لم يذم أباه، بل أحسن الرد بأدب واحترام.
● الحكمة في الرد على المخالف: حيث استعمل عبد الله بن عمر الأسلوب الاستفهامي ليقنع السائل ويوصله إلى الجواب بنفسه.
● بيان مشروعية التمتع في الحج: وهو أحد أنواع النسك الثلاثة (تمتع، قران، إفراد).

4. معلومات إضافية مفيدة:


- التمتع معناه أن يحرم المعتمر بالعمرة في أشهر الحج، ثم يتحلل منها، ثم يحرم بالحج في نفس العام.
- هذا الحديث يدل على أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان ينهى عن التمتع خشية أن يظن الناس أن العمرة في أشهر الحج ليست بمشروعة، أو لسبب آخر، ولكن السنة أثبتت مشروعيته.
- العلماء مجمعون على مشروعية التمتع، وأنه من سنن النبي صلى الله عليه وسلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٨٢٤) عن عبد بن حميد، أخبرني يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدّثنا أبيّ، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، أنّ سالم بن عبد الله حدّثه، فذكره. وإسناده صحيح التمتع هنا بمعنى القران أي أنه ﷺ أتي بعمل العمرة غير الحلق والتقصير، ثمّ حجّ وهو القران، ثم صار التمتع في الاصطلاح من أتي بسكين في سفر واحد مستقلين.
قال الترمذيّ: «وأهل الحديث يختارون التمتع بالعمرة في الحجّ، وهو قول الشافعي وأحمد وإسحاق».
وفي الباب ما روي عن سعد بن أبي وقاص، والضحاك بن قيس وهما يذكران التمتع بالعمرة إلى الحجّ، فقال الضّحاك بن قيس: «لا يصنع ذلك إلا من جهل أمر الله». فقال سعد: «بئس ما قلت يا ابن أخي!» فقال الضحاك بن قيس: «إن عمر بن الخطاب قد نهى عن ذلك؟» فقال سعد: «قد صنعها رسول الله ﷺ وصنعناها معه».
رواه مالك في الحج (٦٣) عن ابن شهاب، عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب، أنه حدثه، أنه سمع سعد بن أبي وقاص، والضحاك بن قيس عام حجّ معاوية بن أبي سفيان وهما يذكران التمتع بالعمرة، فذكره.
ومن طريقه رواه الترمذي (٨٢٣)، والنسائي (٢٧٣٦) وقال الترمذي: «حديث صحيح».
قال الأعظمي: ولكن فيه محمّد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل لم يوثقه غير ابن حبان، ولذا قال فيه الحافظ: «مقبول» أي إذا توبع، ولم أجد له متابعًا.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 234 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عبد الله بن عمر: أأمر أبي نتبع أم أمر رسول الله؟

  • 📜 حديث: عبد الله بن عمر: أأمر أبي نتبع أم أمر رسول الله؟

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عبد الله بن عمر: أأمر أبي نتبع أم أمر رسول الله؟

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عبد الله بن عمر: أأمر أبي نتبع أم أمر رسول الله؟

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عبد الله بن عمر: أأمر أبي نتبع أم أمر رسول الله؟

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب