حديث: من كان معه هدي فليهلل بالحج مع العمرة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في أنّ المرأة المتمتعة إذا حاضت قبل الطّواف صارتْ مفردة أو قارنة

عن عائشة، قالت: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَأَهْلَلْنَا بِعُمْرَةٍ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيُهْلِلْ بِالْحَجِّ مَعَ الْعُمْرَةِ، ثُمَّ لا يَحِلُّ حَتَّى يَحِلَّ مِنْهُمَا جَمِيعًا»، قَالَتْ: فَقَدِمْتُ مَكَّةَ وَأَنَا حَائِضٌ فَلَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ وَلا بَيْنَ
الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: «انْقُضِي رَأْسَكِ وَامْتَشِطِي وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ وَدَعِي الْعُمْرَةَ». قَالَتْ: فَفَعَلْتُ فَلَمَّا قَضَيْنَا الْحَجَّ أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَعَ عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ إِلَى التَّنْعِيم فَاعْتَمَرْتُ فَقَالَ: «هَذَا مَكَانُ عُمْرَتِكِ». فَطَافَ الَّذِينَ أَهَلُّوا بِالْعُمْرَةِ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ حَلُّوا مِنْهَا، ثُمَّ طَافُوا طَوَافًا آخَرَ بَعْدَ أَنْ رَجَعُوا مِنْ مِنًى لِحَجِّهِمْ. وَأَمَّا الَّذِينَ كَانُوا أَهَلُّوا بِالْحَجِّ أَوْ جَمَعُوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، فَإِنَّمَا طَافُوا طَوَافًا وَاحِدًا.

متفق عليه: رواه مالك في الحج (٢٢٣) عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة، قالت: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَأَهْلَلْنَا بِعُمْرَةٍ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْيٌ فَلْيُهْلِلْ بِالْحَجِّ مَعَ الْعُمْرَةِ، ثُمَّ لا يَحِلُّ حَتَّى يَحِلَّ مِنْهُمَا جَمِيعًا»، قَالَتْ: فَقَدِمْتُ مَكَّةَ وَأَنَا حَائِضٌ فَلَمْ أَطُفْ بِالْبَيْتِ وَلا بَيْنَ
الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَشَكَوْتُ ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: «انْقُضِي رَأْسَكِ وَامْتَشِطِي وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ وَدَعِي الْعُمْرَةَ». قَالَتْ: فَفَعَلْتُ فَلَمَّا قَضَيْنَا الْحَجَّ أَرْسَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَعَ عبد الرحمن بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ إِلَى التَّنْعِيم فَاعْتَمَرْتُ فَقَالَ: «هَذَا مَكَانُ عُمْرَتِكِ». فَطَافَ الَّذِينَ أَهَلُّوا بِالْعُمْرَةِ بِالْبَيْتِ وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، ثُمَّ حَلُّوا مِنْهَا، ثُمَّ طَافُوا طَوَافًا آخَرَ بَعْدَ أَنْ رَجَعُوا مِنْ مِنًى لِحَجِّهِمْ. وَأَمَّا الَّذِينَ كَانُوا أَهَلُّوا بِالْحَجِّ أَوْ جَمَعُوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، فَإِنَّمَا طَافُوا طَوَافًا وَاحِدًا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
الحديث الشريف: عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في قصة حجتها مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وهو حديث صحيح رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
شرح المفردات:
* حَجَّةِ الْوَدَاعِ: هي الحجة الوحيدة التي حجها النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، وتسمى حجة الوداع لأنها كانت قبل وفاته، وفيها ودع الناس وأوصاهم.
* أَهْلَلْنَا بِعُمْرَةٍ: أي لبينا ونوينا الدخول في نسك العمرة.
* هَدْيٌ: ما يهدى إلى الكعبة من الإبل أو البقر أو الغنم لينحر في الحرم.
* فَلْيُهْلِلْ بِالْحَجِّ مَعَ الْعُمْرَةِ: أي فليجمع بين نية الحج والعمرة في إحرامه، وهذا هو ما يُعرف بـ "القِران".
* لا يَحِلُّ: أي لا يتحلل من إحرامه.
* حَتَّى يَحِلَّ مِنْهُمَا جَمِيعًا: حتى يُتم مناسك الحج والعمرة معًا.
* حَائِضٌ: في حالة الحيض.
* لَمْ أَطُفْ: لم أؤد الطواف.
* انْقُضِي رَأْسَكِ: أي أطلقي شعرك.
* وَامْتَشِطِي: ومشطيه.
* وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ: وانقلي نيتك من العمرة إلى الحج.
* وَ دَعِي الْعُمْرَةَ: اتركي نية العمرة.
* التَّنْعِيم: مكان قريب من مكة (وهو أحد مواقيت الإحرام لأهل مكة)، وهو أقربها إلى الحرم.
* اعْتَمَرْتُ: أديت العمرة.
* حَلُّوا: تحللوا من إحرامهم.
شرح الحديث:
يقع هذا الحديث العظيم في صميم مناسك الحج، ويشرح نوعًا من أنواع النسك وهو "القِران" (الجمع بين الحج والعمرة)، ويبين حكم من عاقها الحيض عن الطواف.
1- بداية القصة: خرجت السيدة عائشة رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداح، وأحرمت بنية العمرة فقط.
2- توجيه النبي للمُهْدِي: ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أن من كان معه هدي (أضحية) فالأفضل له أن يُهل بالحج مع العمرة (أي يقْرن بينهما) ولا يتحلل من إحرامه حتى ينتهي من مناسك كليهما. هذا هو نسك "القِران".
3- مشكلة السيدة عائشة: قدمت مكة وهي حائض، والحيض يمنعها من أداء الركن الأساسي في العمرة وهو الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة. فحزنت وشكت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
4- الحل النبوي: أمرها النبي صلى الله عليه وسلم بحل إحرام العمرة وتحويل نيتها إلى الحج. فقال لها: "انقضي رأسك وامتشطي" وهذا إشارة إلى التحلل، ثم "أهلي بالحج ودعي العمرة"، أي انقلي نيتك من العمرة إلى الحج. فصارت قارنة (مجمعة بين الحج والعمرة) مثل من معهم هدي.
5- إكمال النسك: بعد أن أتمت مناسك الحج (الوقوف بعرفة والمبيت بمزدلفة ومنى ورمي الجمرات) أرسلها النبي صلى الله عليه وسلم مع أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم لتحرم منه للعمرة، لتقضي ما فاتها من عمرتها الأولى. ففعلت ذلك، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هذا مكان عمرتك"، أي أن هذه العمرة تقوم مقام العمرة التي أحرمت لها أولاً ولم تستطع إكمالها.
6- بيان أنواع الأفعال: ثم بينت السيدة عائشة في نهاية الحديث الفرق بين أفعال الناس:
* المفردون بالعمرة: الذين أحرموا بعمرة فقط، طافوا طواف العمرة وسعوا ثم حلوا. ثم بعد انتهاء الحج طافوا طواف الإفاضة (طواف الحج).
* القارنون والمفردون بالحج: الذين أحرموا بالحج فقط (إفراد) أو جمعوا بين الحج والعمرة (قران)، اكتفوا بطواف واحد وسعي واحد لحجهم وعمرتهم (وهو طواف القدوم أو طواف الإفاضة).
الدروس المستفادة منه:
1- التيسير ورفع الحرج: الحديث من أعظم الأدلة على يسر الشريعة الإسلامية ورفعها للحرج والمشقة عن المكلفين. حيث شرع النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة حلاً لمشكلتها التي كانت ستُحْبِسها في مكة.
2- جواز التحول من نسك إلى آخر: يجوز للمحرم أن يتحول من نسك إلى نسك آخر إذا دعت الحاجة إلى ذلك، كأن يتحول من العمرة إلى الحج كما حدث مع السيدة عائشة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
3- أن الحائض لا يشرع لها الطواف: الطواف بالبيت كالصلاة يشترط له الطهارة من الحدث الأكبر (الجنابة والحيض والنفاس). وهذا حكم مجمع عليه.
4- بيان حكم القارن: أن من جمع بين الحج والعمرة (قارن) يكفيه طواف واحد وسعي واحد لهما.
5- جواز الإحرام من أدنى الحل: للمكي ومن في حكمه (كالحائض في مكة التي تريد الاعتمار) أن يحرم من أدنى الحل، كالتنعيم، وهو سنة ثابتة من فعل النبي صلى الله
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الحج (٢٢٣) عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته. ثم رواه عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، ثم قال: «بمثل ذلك» ولم يسق لفظه.
ورواه البخاريّ في الحجّ (١٥٥٦) عن عبد الله بن مسلمة القعنبيّ، ومسلم في الحج (١٢١١: ١١١) عن يحيى بن يحيى التميمي، كلاهما عن مالك، عن عروة، عن عائشة، به، مثله.
إلّا أنه وقع عندهما: «وأمّا الذين كانوا جمعوا الحجّ والعمرة».
وليس عندهما: «أهلّوا بالحجّ» أي وحده.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 240 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من كان معه هدي فليهلل بالحج مع العمرة

  • 📜 حديث: من كان معه هدي فليهلل بالحج مع العمرة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من كان معه هدي فليهلل بالحج مع العمرة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من كان معه هدي فليهلل بالحج مع العمرة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من كان معه هدي فليهلل بالحج مع العمرة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب