حديث: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من قال: حجّ النبيّ ﷺ مفردًا

عن عائشة زوج النبيّ ﷺ أنها قالت: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ، وَأَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِالْحَجِّ؛ فَأَمَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ فَحَلَّ، وَأَمَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ أَوْ جَمَعَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ فَلَمْ يُحِلُّوا حَتَّى كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ.

متفق عليه: رواه مالك في الحج (٣٦) عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة زوج النبيّ ﷺ أنها قالت: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ، فَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، وَمِنَّا مَنْ أَهَلَّ بِالْحَجِّ، وَأَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِالْحَجِّ؛ فَأَمَّا مَنْ أَهَلَّ بِعُمْرَةٍ فَحَلَّ، وَأَمَّا مَنْ أَهَلَّ بِحَجٍّ أَوْ جَمَعَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ فَلَمْ يُحِلُّوا حَتَّى كَانَ يَوْمُ النَّحْرِ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وهو من الأحاديث العظيمة التي تبين أحكام النسك في حجة الوداع.

أولاً. شرح المفردات:


● خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ: أي صحبنا النبي ﷺ في السنة العاشرة من الهجرة، وهي الحجة الوحيدة التي حجها بعد الهجرة، وسُميت "وداعاً" لأنه ﷺ ودع الناس فيها، ولم يحج بعدها.
● أَهَلَّ: الإهلال هو رفع الصوت بالتلبية والدخول في نسك الحج أو العمرة. يقال: "أهلَّ بالحج" أي نوى ودخل في أعمال الحج.
● بِعُمْرَةٍ: نوى الإحرام للعمرة فقط.
● بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ: نوى الإحرام للحج والعمرة معاً (وهو ما يُعرف بـ "القِران").
● بِالْحَجِّ: نوى الإحرام للحج فقط (وهو ما يُعرف بـ "الإفراد").
● فَحَلَّ: أي تحلل من إحرامه بعد انتهاء أعمال العمرة (حلق أو قصر وشعر ولبس ثيابه).
● جَمَعَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ: أي قَرَن بينهما في إحرام واحد (المُقْرِن).
● يَوْمُ النَّحْرِ: هو اليوم العاشر من ذي الحجة، يوم عيد الأضحى، وفيه يذبح الحجاج هديهم ويحلقون رؤوسهم أو يقصرون، فيتحلون من إحرامهم.

ثانياً. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث المشهد العظيم في حجة الوداع، حيث خرج الصحابة رضي الله عنهم مع النبي ﷺ ولم يكن هناك أمر واحد للجميع بنوع معين من النسك، بل ترك لهم الحرية في اختيار نوع الإحرام حسب استطاعتهم، فانقسموا إلى ثلاثة أقسام:
1- المُفْرِد للحج: وهو من نوى الحج فقط وأهل به، وظل على إحرامه حتى يوم النحر. وهذا هو الذي فعله النبي ﷺ كما بينت عائشة رضي الله عنها: (وَأَهَلَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِالْحَجِّ).
2- القَارِن بين الحج والعمرة: وهو من نوى الحج والعمرة معاً في إحرام واحد، قائلاً في تلبيته: "لبيك عمرة وحجاً". وهذا أيضاً لم يتحلل حتى يوم النحر.
3- المُتمتع بالعمرة إلى الحج: وهو من أهل بالعمرة فقط في أشهر الحج (شوال، ذو القعدة، ذو الحجة)، فلما وصل مكة طاف وسعى للعمرة ثم حلق أو قصر فَحَلَّ من إحرامه تماماً ولبس ثيابه وعاش كالمحلين إلى أن جاء يوم الثامن من ذي الحجة (يوم التروية) فأهل بالحج من مكة.
فالحديث يبين حكمين مهمين:
- أن من أهل بعمرة فقط (المتمتع) فإنه يتحلل منها فور انتهائه من طوافها وسعيها وحلقها.
- أن من أهل بحج فقط (المفرد) أو جمع بينهما (القارن) فإنه يبقى على إحرامه فَلَمْ يُحِلُّوا ولا يتحلل التحلل الكامل إلا بعد رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة يوم النحر.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- يسر الشريعة ومراعاتها للظروف: حيث ترك النبي ﷺ لأصحابه حرية اختيار نوع النسك الذي يناسبهم، مما يدل على يسر الإسلام وسماحته.
2- بيان أنواع النسك الثلاثة: (الإفراد، والقران، والتمتع) وأن كلها جائزة وصحيحة. وقد أجاز النبي ﷺ لهم ذلك ثم أمر من لم يسق الهدي من المفرِدين والقارنين أن يجعلوا نسكهم عمرة (أي يتحللوا) ليصيروا متمتعين، دليلاً على فضل التمتع وسهولته على الناس.
3- التعليم العملي: كان النبي ﷺ يعلّم أصحابه من خلال الأفعال والأقوال، فحجّ معهم وبين لهم المناسك عملية.
4- مشروعية الاختلاف في الأمور الاجتهادية المباحة: حيث اختلفت أنساك الصحابة بناء على فهمهم واستطاعتهم، ولم ينكر بعضهم على بعض.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- الحديث دليل على أن الإحرام هو نيَّة الدخول في النسك مقروناً بالتلبية.
- التحلل نوعان:
● تحلل أصغر (التحلل الأول): بعد رمي جمرة العقرة والحلق أو التقصير، فيحل له كل شيء إلا النساء.
● تحلل كامل (التحلل الثاني): بعد طواف الإفاضة (طواف الحج) والسعي (إن كان عليه سعي)، فيحل له كل شيء حتى النساء.
- المتمتع عليه ذبح هدي (شاة) شكراً لله على تيسير الجمع بين العمرة والحج في سفر واحد، وهذا من كمال يسر هذه الشريعة.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الطاعات، وأن يرزقنا الفقه في الدين، والاتباع لسنة سيد المرسلين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الحج (٣٦) عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، فذكرته.
ورواه البخاريّ في الحج (١٥٦٢)، ومسلم في الحج (١٢١١: ١١٨) كلاهما من طريق مالك، به، مثله.
ورواه مسلم أيضًا من طريق القاسم بن محمد، عن عائشة مختصرًا بلفظ: «منّا من أهلَّ بالحجّ مُفردًا، ومنّا مَنْ قرن، ومنّا من تمتَّع».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 235 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ

  • 📜 حديث: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب