حديث: لا حمى في الأراك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الإقطاع

عن أبيض بن حمال أنه سأل رسول اللَّه ﷺ عن حمى الأراك، فقال رسول اللَّه ﷺ: «لا حمى في الأراك». فقال: أراكة في حظاري. فقال النبي ﷺ: «لا حمى في الأراك».

حسن: رواه أبو داود (٣٠٦٦) عن محمد بن أحمد القرشي، حدّثنا عبد اللَّه بن الزبير، حدّثنا فرج بن سعيد، حدثني عمي ثابت بن سعيد، عن أبيه، عن جده، عن أبيض بن حمال فذكره.

عن أبيض بن حمال أنه سأل رسول اللَّه ﷺ عن حمى الأراك، فقال رسول اللَّه ﷺ: «لا حمى في الأراك». فقال: أراكة في حظاري. فقال النبي ﷺ: «لا حمى في الأراك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحاً وافياً مستنداً إلى كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة:

الحديث:


عن أبيض بن حمال -رضي الله عنه- أنه سأل رسول الله ﷺ عن حمى الأراك، فقال رسول الله ﷺ: «لا حمى في الأراك». فقال: أراكة في حظاري. فقال النبي ﷺ: «لا حمى في الأراك».

1. شرح المفردات:


● أبيض بن حمال: صحابي جليل من أهل اليمن.
● حمى الأراك: "الحمى" في اللغة: المنع، واصطلاحاً: هو أن يخصص شخص أو والٍ أرضاً أو مرعىً لمواشيه أو حاجته الخاصة، ويمنع الناس من الانتفاع بها. و"الأراك": هو شجر السواك المعروف.
● حظاري: "الحظار" بالضم: هو المكان المحوط عليه، أي الأرض التي يحيط بها صاحبها لحمايتها وتميزها عن غيرها.

2. شرح الحديث:


كان من عادة العرب في الجاهلية أن يحموا (يحتجزوا) المراعي والأراضي الخصبة لمواشيهم أو لاستخدامهم الخاص، ويمنعون الآخرين من الانتفاع بها. فلما جاء الإسلام، شرع قواعد للملكية والانتفاع بالموارد الطبيعية بما يحقق العدل والتكافل.
في هذا الحديث، يروي الصحابي أبيض بن حمال أنه سأل النبي ﷺ عن إمكانية "حمى" (أي احتكار) منطقة فيها شجر الأراك (السواك) لمنفعته الخاصة. فأجابه النبي ﷺ بقوله: «لا حمى في الأراك»، أي لا يجوز لك أو لأحد أن يحتكر شجر الأراك أو يمنع الناس من الانتفاع به.
فأعاد أبيض بن حمال السؤال موضحاً أن هذه الشجرة ("أراكة") موجودة داخل أرضه المحوطة ("حظاري")، أي أنها في ملكيته الخاصة. فأكد النبي ﷺ مرة أخرى الحكم نفسه: «لا حمى في الأراك»، مبيناً أن الانتفاع بشجر الأراك -ولو كان في أرض شخص- حق عام للمسلمين، ولا يجوز منعهم منه.

3. الدروس المستفادة منه:


● تحريم الاحتكار للموارد العامة: ينهى الإسلام عن احتكار الموارد الطبيعية التي يحتاجها الناس، مثل الماء والكلأ (المرعى) والحطب، ومنها شجر الأراك للسواك.
● تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة: إذا تعارضت مصلحة الفرد مع مصلحة الجماعة، قدمت مصلحة الجماعة، خاصة في الأمور الضرورية أو المفيدة للعموم.
● الحكمة من عدم حمى الأراك: شجر الأراك يستخدم للسواك، وهو من السنن المؤكدة، فجعل الانتفاع به عاماً يشجع على التطيب والت cleanliness ويحقق التعاون على البر والتقوى.
● العدل والرحمة في تشريعات الإسلام: هذا الحديث نموذج لرحمة الإسلام وعدله، حيث يمنع الظلم والاستئثار بالخيرات.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وصححه الألباني.
- هذا الحديث جزء من مجموعة أحاديث تحرم "حمى" المراعي والموارد إلا لضرورة عامة وبحدود العدل (كأن يحمي الإمام للمصلحة العامة، كخيل المجاهدين أو إبل الصدقة).
- الفقهاء استنبطوا من هذا الحديث أن الموارد الطبيعية التي يحتاجها الناس لا يجوز احتكارها، بل يجب أن تبقى مشاعة للانتفاع بها.
- السواك من سنن الفطرة، وحث النبي ﷺ عليه، فجعل شجره متاحاً للجميع يسهم في انتشار السنة وتحقيق النظافة والصحة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٠٦٦) عن محمد بن أحمد القرشي، حدّثنا عبد اللَّه بن الزبير، حدّثنا فرج بن سعيد، حدثني عمي ثابت بن سعيد، عن أبيه، عن جده، عن أبيض بن حمال فذكره.
قال فرج: يعني بحظاري: الأرض التي فيها الزرع المحاط عليها.
وإسناده حسن من أجل ثابت بن سعيد وهو «مقبول» لأنه توبع، كما سبق.
تنبيه: ثابت بن سعيد هو ابن أبيض بن حمال، فقوله: «عن جده، عن أبيض بن حمال» أبيض ابن حمال هو بدل عن جده، إلا أن هذا الإسناد في المصادر الأخرى: عن جده أبيض بن حمال، وليس فيه لفظة: «عن».
قال الخطابي: «يشبه أن تكون هذه الأراكة يوم إحياء الأرض، وحظر عليها قائمة فيها، فملك الأرض بالإحباء، ولم يملك الأراكة إذ كانت مرعى للسارحة. فأما الأراك إذا نبت في ملك رجل فإنه محمي لصاحبه غير محظور عليه تملكه والتصرف فيه، ولا فرق بينه وبين سائر الشجر الذي يتخذه النّاس في أراضيهم».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 184 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا حمى في الأراك

  • 📜 حديث: لا حمى في الأراك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا حمى في الأراك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا حمى في الأراك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا حمى في الأراك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب