حديث: تزوج المسلم اليهودية والنصرانية

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النكاح من نساء أهل الكتاب

قال الله تعالى: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: ٥].
رخّص أكثر أهل العلم نكاح نساء أهل الكتاب، روي ذلك عن عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وجابر بن عبد الله. ورُوي أن طلحة تزوج يهودية، وأن عثمان تزوج بابنة الفرافصة وهي نصرانية.
قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يُسأل عن نكاح المسلم اليهودية والنصرانية فقال: تزوجناهن زمان الفتح بالكوفة مع سعد بن أبي وقاص، ونحن لا نكاد نجد المسلمات كثيرا، فلما رجعنا طلقناهن. قال: ونساؤهم لنا حلّ، ونساؤنا عليهم حرام. رواه عبد الرزاق (١٢٦٧٧) عن ابن جريج به.
وممن رخّص في نساء أهل الكتاب عطاء بن أبي رباح، وطاوس، وسعيد بن المسيب، والحسن، والزهري، وسفيان الثوري، والشافعي، وأحمد، وهو قول عامة أهل المدينة، وعوام أهل الكوفة. انظر: الأوسط لابن المنذر (٨/ ٤٧٢).
وكان ابن عمر يكره نساء أهل الكتاب، وقد سئل عن نكاح النصرانية واليهودية فقال: إن الله حرّم المشركات على المؤمنين، ولا أعلم من الإشراك شيئا أكبر من أن تقول المرأة: ربها عيسى، وهو عبد من عباد الله.
رواه البخاري في الطلاق (٥٢٨٥) عن قتيبة، حدثنا الليث، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
وذهب الجمهور إلى أن آية ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ مخصصة للآية التي في سورة البقرة ﴿وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ﴾.
ولكن يجوز لإمام المسلمين أن ينهي عن تزويج نساء أهل الكتاب سياسةً كما كتب عمر بن الخطاب أمير المؤمين إلى حذيفة الذي تزوّج يهودية أن يفارقها وقال: إني أخشى أن تدعوا المسلمات، وتنكحوا الْمُومِسَاتِ ، وَهَذَا مِنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى طَرِيقِ التَّنْزِيهِ وَالْكَرَاهِيَةِ، فَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّ حُذَيْفَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ: (أَحَرَامٌ هِيَ ؟ قَالَ : لا ، وَلَكِنِّي أَخَافُ أَنْ تُعَاطُوا الْمُومِسَاتِ مِنْهُنَّ) .

صحيح: رواه البيهقي (٧/ ١٧٢) من طريق علي بن الحسن قال: حدثنا عبد الله، عن سفيان قال: حدثنا الصلت بن بهرام قال: سمعت أبا وائل يقول: تزوج حذيفة يهودية فكتب إليه عمر بن الخطاب فذكره.

قال الله تعالى: ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ [المائدة: ٥].
رخّص أكثر أهل العلم نكاح نساء أهل الكتاب، روي ذلك عن عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وجابر بن عبد الله. ورُوي أن طلحة تزوج يهودية، وأن عثمان تزوج بابنة الفرافصة وهي نصرانية.
قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يُسأل عن نكاح المسلم اليهودية والنصرانية فقال: تزوجناهن زمان الفتح بالكوفة مع سعد بن أبي وقاص، ونحن لا نكاد نجد المسلمات كثيرا، فلما رجعنا طلقناهن. قال: ونساؤهم لنا حلّ، ونساؤنا عليهم حرام. رواه عبد الرزاق (١٢٦٧٧) عن ابن جريج به.
وممن رخّص في نساء أهل الكتاب عطاء بن أبي رباح، وطاوس، وسعيد بن المسيب، والحسن، والزهري، وسفيان الثوري، والشافعي، وأحمد، وهو قول عامة أهل المدينة، وعوام أهل الكوفة. انظر: الأوسط لابن المنذر (٨/ ٤٧٢).
وكان ابن عمر يكره نساء أهل الكتاب، وقد سئل عن نكاح النصرانية واليهودية فقال: إن الله حرّم المشركات على المؤمنين، ولا أعلم من الإشراك شيئا أكبر من أن تقول المرأة: ربها عيسى، وهو عبد من عباد الله.
رواه البخاري في الطلاق (٥٢٨٥) عن قتيبة، حدثنا الليث، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.
وذهب الجمهور إلى أن آية ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ مخصصة للآية التي في سورة البقرة ﴿وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ﴾.
ولكن يجوز لإمام المسلمين أن ينهي عن تزويج نساء أهل الكتاب سياسةً كما كتب عمر بن الخطاب أمير المؤمين إلى حذيفة الذي تزوّج يهودية أن يفارقها وقال: إني أخشى أن تدعوا المسلمات، وتنكحوا الْمُومِسَاتِ ، وَهَذَا مِنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى طَرِيقِ التَّنْزِيهِ وَالْكَرَاهِيَةِ، فَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّ حُذَيْفَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ: (أَحَرَامٌ هِيَ ؟ قَالَ : لا ، وَلَكِنِّي أَخَافُ أَنْ تُعَاطُوا الْمُومِسَاتِ مِنْهُنَّ) .

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنّة نبيه صلى الله عليه وسلم.
هذا الحديث الذي ذكر يجمع بين عدد من الآثار والروايات التي تتعلق بمسألة فقهية مهمة، وهي حكم نكاح المسلم لنساء أهل الكتاب (اليهوديات والنصرانيات). وسأشرحه لك جزءاً جزءاً بما يوضح المسألة ويبين حكمها وأدلتها والخلاف فيها، مع الدروس المستفادة.

### أولاً. شرح المفردات
● الْمُحْصَنَاتُ: هنا بمعنى الحرائر العفيفات، وليس المقصود بالضرورة المتزوجات، بل العفيفات من الزنا.
● أُوتُوا الْكِتَابَ: أي أُعطوا الكتاب السماوي، وهم اليهود والنصارى.
● نكاح: في اللغة يطلق على العقد والجماع، والمقصود هنا عقد الزواج.
● الْمُومِسَاتِ: جمع مومس، وهي المرأة المتبرجة السافرة التي لا تتورع عن الفاحشة، أو الزواني بشكل عام.

### ثانياً. شرح الحديث والآثار الواردة فيه
يجمع هذا النص بين عدة آراء للصحابة والعلماء في مسألة واحدة، ويمكن تقسيم الشرح كما يلي:
1. النص القرآني والأدلة على الجواز:
الآية الكريمة من سورة المائدة ﴿وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ هي أصل الإباحة. فهي نص صريح في حلّ زواج المسلم من العفيفة من نساء أهل الكتاب. وهذا هو القول الذي رجحه الجمهور واستدلوا به.
2. رأي الجمهور وأدلتهم:
ذهب أكثر أهل العلم – كما نقلت – إلى جواز نكاح نساء أهل الكتاب. وهذا مذهب الشافعي وأحمد والثوري وعامة أهل المدينة وغيرهم.
● دليلهم: أن الآية في سورة المائدة خصصت العموم في قوله تعالى في سورة البقرة: ﴿وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ﴾. فأهل الكتاب ليسوا مشركين بالمعنى العام، بل هم أهل كتاب، فجاءت آية المائدة لتبين حكمهم الخاص وهو الإباحة.
● الدليل العملي: فعل عدد من كبار الصحابة مثل عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم، حيث تزوجوا من نساء أهل الكتاب ولم ينكر عليهم أحد.
3. قصة جابر بن عبد الله رضي الله عنه:
في أثر جابر بيانٌ للجواز مع بيان الحكمة والواقع الذي حصل:
● الجواز الشرعي: قوله: "ونساؤهم لنا حلّ" هو إقرار بالحكم الأصلي.
● الواقع العملي: أنهم تزوجوهن في ظرف خاص هو قلّة المسلمات بعد الفتح، ثم طلقوهن عندما توفرت المسلمات. وهذا يدل على أن الجواز لا يعني الاستحباب، بل قد تكون الكراهة أو المنع لأسباب أخرى غير الحرمة الذاتية.
4. رأي ابن عمر رضي الله عنهما والمانعين:
كره ابن عمر نكاحهن، واستدل بقوله: "لا أعلم من الإشراك شيئا أكبر من أن تقول المرأة: ربها عيسى".
● وجه استدلاله: أنه رأى أن قول النصرانية أن عيسى هو الله أو ابن الله هو شرك أكبر، فدخلن في عموم النهي عن نكاح المشركات. وهذا قول بعض السلف مثل سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي.
● الفرق بين المذهبين: الجمهور يفرقون بين شرك أهل الكتاب (وهو شرك في الاعتقاد) وبين شرك عبدة الأوثان (وهو شرك في العبادة)، فلم يحرموا نساءهم بناء على هذا التفسير للآية.
5. السياسة الشرعية واجتهاد عمر رضي الله عنه:
هنا نقطة في غاية الأهمية، وهي أن الحكم الشرعي قد يكون جائزاً في الأصل، ولكن ولي الأمر له أن يمنعه أو يقيده لمصلحة راجحة.
- قصة عمر مع حذيفة: حيث أمره بطلاق زوجته اليهودية لا لأنها حرام، بل سياسةً ودرءاً للمفاسد، كما قال: "إني أخشى أن تدعوا المسلمات، وتنكحوا الْمُومِسَاتِ".
● المفسدة التي خشيها عمر: هي أن يترك المسلمون التزوج بالمسلمات ويقبلون على نساء أهل الكتاب، خاصة غير المتدينات أو المتبرجات ("المومسات")، مما يؤدي إلى:
- هجر نكاح المسلمات.
- الذوبان في المجتمع غير المسلم وذهاب الغيرة على الدين.
- تعرض الأولاد لخطر التنشئة على غير الإسلام.

### ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر
1- التفريق بين الحكم الأصلي والمنع لأجل المصلحة: فالأصل في نكاح الكتابيات الإباحة، ولكن قد توجد ظروف أو مصالح توجب المنع أو الكراهة، وهذا من فقه السياسة الشرعية.
2- فقه الأولويات والمفاسد: اجتهاد عمر رضي الله عنه يعلمنا أن النظر في المآلات ووزن المفاسد والمصالح جزء لا يتجزأ من تطبيق الشريعة.
3- الغيرة على الدين والمحافظة على الهوية: نهي عمر كان بدافع الحفاظ على كيان الأسرة المسلمة وحرصاً على تنشئة الأولاد على الإسلام، وحماية للمجتمع من الذوبان.
4- احترام اختلاف اجتهادات الصحابة: المسألة فيها سعة، فمن تزوج لمخالفة الأصل، ومن كرهه لمصلحة، وكل منهم مجتهد
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البيهقي (٧/ ١٧٢) من طريق علي بن الحسن قال: حدثنا عبد الله، عن سفيان قال: حدثنا الصلت بن بهرام قال: سمعت أبا وائل يقول: تزوج حذيفة يهودية فكتب إليه عمر بن الخطاب فذكره.
قال ابن المنذر: كراهية عمر بن الخطاب نكاحَهن ليس تحريم من عمر، ألا ترى أن في بعض ما رويناه من الأخبار أن حذيفة كتب إليه لما عزم عليه أن يطلقها أحرام هي؛ فقال: لا. وكذلك قول ابن عمر يدل على ذلك ألا تراه يقول: قد أكثر الله المسلمات، ولو كان نكاحهن حرام عند الله كان حراما بكل وجه كثرت المسلمات، أو لم يكثرن». انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 301 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تزوج المسلم اليهودية والنصرانية

  • 📜 حديث: تزوج المسلم اليهودية والنصرانية

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تزوج المسلم اليهودية والنصرانية

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تزوج المسلم اليهودية والنصرانية

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تزوج المسلم اليهودية والنصرانية

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب