حتى يستبرئها امرأة من السبي

حديث: حتى يستبرئها امرأة من السبي

عن رويفع بن ثابت الأنصاري، عن النبي ﷺ قال: «لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقع على امرأة من السبي حتى يستبرئها».

حسن: رواه أبو داود (٢٧٠٨) والترمذي (١١٣١) وأحمد (١٦٩٩٢) وابن حبان (٤٨٥٠) والبيهقي (٧/ ٤٤٩) وسعيد بن منصور في سننه (٢٧٢٢) كلهم من طرق عن رويفع فذكره في سياق أطول وهو مخرج في كتاب البيوع.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وغيرهم من أئمة الحديث، وصححه جمع من أهل العلم.
أولاً: شرح المفردات:
● يقع على امرأة: أي يجامعها ويباشرها.
● السبي: هم الأسرى من النساء والذرية في حروب المسلمين ضد الكفار المحاربين.
● حتى يستبرئها: أي حتى يتحقق من براءة رحمها من الحمل، وذلك بانتظار فترة تسمى "الإستبراء".
ثانياً: شرح الحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن حكم شرعي عظيم، وهو أنه لا يجوز للرجل المسلم الذي يصدق بإيمانه بالله واليوم الآخر (وهذا أسلوب تأكيد على عظم الجرم لو تم مخالفة هذا الحكم) أن يجامع امرأة من سبايا الكفار المحاربين مباشرة بعد أسرها.
والسبب في هذا المنع؟
لأن هذه المرأة كانت تحت زوجها الكافر، وقد تكون حاملاً منه. فإذا جامعها المسلم وهي حامل، فإنه يختلط عليه النسب، فلا يُدري هل الولد من الزوج الكافر السابق أم منه هو. وهذا يؤدي إلى ضياع الأنساب، وهو محرم في الشريعة الإسلامية.
فكيف يكون الاستبراء؟
يجب على السيد الذي يملك الجارية أن ينتظر بها فترة حتى يتبين براءة رحمها من الحمل. وهذه الفترة هي:
● حيضة كاملة، إذا كانت ممن تحيض.
- أو شهراً كاملاً، إذا كانت كبيرة لا تحيض أو صغيرة لم تبلغ بعد.
فإذا انقضت هذه المدة وتبين أنها غير حامل، جاز له حينئذ أن يطأها.
ثالثاً: الدروس المستفادة والعبر:
1- عناية الإسلام بنقاء الأنساب وصفائها: فالشريعة جاءت بسد كل الذرائع التي تؤدي إلى اختلاط الأنساب وضياعها، وحفظ حقوق الأولاد في معرفة آبائهم.
2- الترهيب من مخالفة الشرع: حيث قرن النبي صلى الله عليه وسلم الحكم بالإيمان، فقال: «لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر»، وهذا أسلوب نبوي للتحذير والتخويف، فكأن من يفعل ذلك يناقض كمال إيمانه.
3- الرحمة حتى بأسيرات الحرب: فالتأكد من براءة الرحم هو نوع من الرفق بالمرأة والجنين المحتمل، وعدم تعريضها لأذى نفسي أو جسدي.
4- الفصل بين أحكام الزوجة والأمة (السبية): فهذا الحكم خاص بالسبايا (الإماء المملوكات)، وليس له علاقة بالزوجة الحرة، فلو طلقت الزوجة الحرة ثم تزوجها رجل آخر، فلا يجب عليه استبراؤها، لأن عدة المطلقة معلومة وموجبة لانقضاء الحمل إن كان موجوداً.
رابعاً: معلومات إضافية:
- هذا الحكم كان معمولاً به في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، وكانت غنائم الحرب،包括 السبي، تقسم بين المجاهدين.
- انتهى العمل بهذا الحكم العملي في العصور المتأخرة بسبب تغير أنظمة الحروب والمعاهدات الدولية، ولكنه يبقى حكماً شرعياً يُرجع إليه ويُعتبر دليلاً على كمال الشريعة وعدلها.
- الفقهاء ذكروا أن الاستبراء يكون بحيضة واحدة، وهو قول الجمهور، وقيل بثلاث حيضات، ولكن الراجح هو القول الأول.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٧٠٨) والترمذي (١١٣١) وأحمد (١٦٩٩٢) وابن حبان (٤٨٥٠) والبيهقي (٧/ ٤٤٩) وسعيد بن منصور في سننه (٢٧٢٢) كلهم من طرق عن رويفع فذكره في سياق أطول وهو مخرج في كتاب البيوع.
وقد زاد البعض فقال: «حتى يستبرئها بحيضة».
فقال أبو داود: «الحيضة» ليست بمحفوظة.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن وقد روي من غير وجه عن رويفع بن ثابت، والعمل على هذا عند أهل العلم لا يرون للرجل إذا اشترى جارية وهي حامل أن يطأها حتى تضع».
وفي الباب ما رُوي عن أبي سعيد الخدري أن النبي ﷺ قال في سبي أوطاس: لا توطأ حامل حتى تضع، ولا غير ذات حمل حتى تحيض حيضة».
رواه أبو داود (٢١٥٧) وأحمد (١١٥٩٦) والحاكم (٢/ ١٩٥) والبيهقي (٧/ ٤٤٩) كلهم من طريق شريك، عن قيس بن وهب، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد الخدري فذكره.
قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم».
قال الأعظمي: بل إسناده ضعيف من أجل شريك وهو ابن عبد الله النخعي سيء الحفظ، وأما مسلم
فروى له مقرونا، وله أسانيد أخرى كلها تدور على شريك بن عبد الله.
وفي الباب أيضا عن عرباض بن سارية: أن رسول الله ﷺ نهى أن توطأ السبايا حتى يضعن ما في بطونهن».
رواه الترمذي (١٤٧٤، ١٥١٤) وأحمد (١٧١٥٣) كلاهما من حديث أبي عاصم، حدثنا وهب بن خالد الحمصي، حدثتني أم حبيبة بنت العرباض، قالت: حدثني أبي: أن رسول الله ﷺ حرّم يوم خيبر كل ذي مخْلب من الطير، ولحوم الحمر الأهلية، والخليسة، والمجثمة، وأن توطأ السبايا حتى يضعن ما في بطونهن».
قال الترمذي: «حديث عرباض حديث غريب».
قال الأعظمي: أي ضعيف، لأن فيه أم حبيبة بنت العرباض لم يوثّقها أحد، ولم يرو عنها إلا وهب بن خالد، فتكون هي «مجهولة العين».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 305 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: حتى يستبرئها امرأة من السبي

📜 حديث: حتى يستبرئها امرأة من السبي

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: حتى يستبرئها امرأة من السبي

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: حتى يستبرئها امرأة من السبي

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: حتى يستبرئها امرأة من السبي

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية