كيف يستخدمه وهو لا يحل له

حديث: كيف يستخدمه وهو لا يحل له

عن أبي الدرداء، عن النبي ﷺ أنه أتي بامرأة مُجِحٍّ على باب فسطاط، فقال: «لعله يريد أن يلمّ بها؟» فقالوا: نعم، فقال رسول الله ﷺ: «لقد هممت أن ألعنه لعنًا يدخل معه قبره، كيف يورثه وهو لا يحل له، كيف يستخدمه وهو لا يحل له».

صحيح: رواه مسلم في النكاح (١٤٤١) عن محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يزيد بن خُمير، قال: سمعت عبد الرحمن بن جبير يحدث عن أبيه، عن أبي الدرداء، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً مستعيناً بالله، معتمداً على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.
أولاً: شرح المفردات:
● مُجِحٍّ: أي حامل قد قربت ولادتها، من الجُحّ وهو قرب الولادة.
● على باب فسطاط: الفسطاط هو الخيمة، أي على باب خيمة.
● يلمّ بها: أي يجامعها ويقترب منها.
● يورثه: أي يجعله وارثاً له.
● يستخدمه: أي يستخدمه ويستعبده.
ثانياً: شرح الحديث:
جاءت امرأة حامل على وشك الولادة إلى باب خيمة النبي ﷺ، فسأل عنها عليه الصلاة والسلام: "لعله يريد أن يلم بها؟" يعني أن زوجها يريد جماعها وهي على هذه الحال، فأكد الصحابة ذلك.
فغضب رسول الله ﷺ غضباً شديداً لما سمع هذا الفعل الشنيع، حتى همّ أن يلعن هذا الرجل لعنة تلازمه إلى قبره، أي تدخل معه في قبره وتلحقه في الآخرة.
ثم بين سبب غضبه الشديد بقوله: "كيف يورثه وهو لا يحل له" أي كيف يجعل هذا الولد -الذي سيأتي من جماع محرم- وارثاً له، مع أن الولد الناتج عن الزنا لا يحل لوالده أن يورثه ولا يحل للولد أن يرث أباه.
"كيف يستخدمه وهو لا يحل له" أي كيف يستخدم هذا الولد ويستعبده وهو لا يحل له ذلك، لأن الولد الناتج عن الزنا لا يتبع أباه في النسب ولا في الملك.
ثالثاً: الدروس المستفادة منه:
1- تحريم جماع الحامل المتعسف: يحرم على الرجل جماع زوجته إذا كان في ذلك ضرر عليها أو على الجنين، وهذا من أعظم الظلم.
2- شدة غضب النبي ﷺ للمحرمات: يظهر من الحديث شدة غضب النبي ﷺ لمن يتعدى حدود الله ويؤذي الضعفاء.
3- حرمة الاستمتاع الحرام: يؤكد الحديث على حرمة كل استمتاع خارج إطار الشرع، وعقوبته في الدنيا والآخرة.
4- الرحمة بالمرأة: يظهر الحديث رحمة النبي ﷺ بالمرأة وحمايته لها من الظلم والأذى.
5- التحذير من اللعنة: ذكر النبي ﷺ اللعنة تحذيراً من مغبة هذه الأفعال، وأنها تستحق الطرد من رحمة الله.
رابعاً: معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث يدل على أن الولد الناتج عن الزنا لا يلحق بأبيه لا في النسب ولا في الميراث ولا في الملك، وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة.
- يستفاد من الحديث وجوب الحذر من كل ما يغضب الله ورسوله، وأن المسلم يجب أن يراقب الله في كل أحواله.
- يذكر الشراح أن هذا الحديث من أبلغ الزواجر عن مقارفة المحرمات، وفيه ترهيب شديد من الاعتداء على حقوق الضعفاء.
أسأل الله أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في النكاح (١٤٤١) عن محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن يزيد بن خُمير، قال: سمعت عبد الرحمن بن جبير يحدث عن أبيه، عن أبي الدرداء، فذكره.
قوله: «مُجِح» - الحامل المقرب. وفيه بيان أن وطء الحبالى من السبايا لا يجوز حتى يضعن حملهن.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 302 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كيف يستخدمه وهو لا يحل له

📜 حديث: كيف يستخدمه وهو لا يحل له

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: كيف يستخدمه وهو لا يحل له

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: كيف يستخدمه وهو لا يحل له

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: كيف يستخدمه وهو لا يحل له

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية