حديث: الزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن نكاح الزانية

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن مَرْثد بن أبي مرثد الغنوي، وكان رجلًا شديدًا، وكان يحمل الأسارى من مكة إلى المدينة، قال: فدعوتُ رجلًا لأحملَه، وكان بمكة بغيٌّ يقال لها: عناق وكانت صديقتَه خرجتْ فرأتْ سوادي في ظل الحائط. فقالت: من هذا مَرْثد مرحبًا وأهلًا يا مرثد. انطلقِ الليلةَ فبتْ عندنا في الرحل. قلتُ يا عناق: إن رسول الله ﷺ حرّم الزنا. قالت: يا أهل الخيام، هذا الدُلْدُل الذي يحمل أُسراءكم من مكة إلى المدينة. فسلك الخَنْدمة فطلبني ثمانيةٌ، فجاؤوا حتى قاموا على رأسي، فبالوا فطار بولهم عليَّ وأعماهم الله عني، فجئتُ إلى صاحبي فحملتُه، فلما انتهيتُ به إلى الأراك، فككتُ عنه كَبْلَه، فجئتُ إلى رسول الله ﷺ، فقلت: يا رسول الله، أنكِح عناق؟ فسكت عني فنزلت ﴿وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ﴾ [النور: ٣] فقرأها علي وقال: لا تَنْكحها».

حسن: رواه أبو داود (٢٠٥١) مختصرا، والنسائي (٣٢٢٨) والترمذي (٦٣١٧) والطحاوي في مشكله (٤٥٥٢) والبيهقي (٧/ ١٥٣) كلهم من حديث عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب بإسناده فذكره.

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، أن مَرْثد بن أبي مرثد الغنوي، وكان رجلًا شديدًا، وكان يحمل الأسارى من مكة إلى المدينة، قال: فدعوتُ رجلًا لأحملَه، وكان بمكة بغيٌّ يقال لها: عناق وكانت صديقتَه خرجتْ فرأتْ سوادي في ظل الحائط. فقالت: من هذا مَرْثد مرحبًا وأهلًا يا مرثد. انطلقِ الليلةَ فبتْ عندنا في الرحل. قلتُ يا عناق: إن رسول الله ﷺ حرّم الزنا. قالت: يا أهل الخيام، هذا الدُلْدُل الذي يحمل أُسراءكم من مكة إلى المدينة. فسلك الخَنْدمة فطلبني ثمانيةٌ، فجاؤوا حتى قاموا على رأسي، فبالوا فطار بولهم عليَّ وأعماهم الله عني، فجئتُ إلى صاحبي فحملتُه، فلما انتهيتُ به إلى الأراك، فككتُ عنه كَبْلَه، فجئتُ إلى رسول الله ﷺ، فقلت: يا رسول الله، أنكِح عناق؟ فسكت عني فنزلت ﴿وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ﴾ [النور: ٣] فقرأها علي وقال: لا تَنْكحها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين:

الحديث بصيغته:


يحكي قصة الصحابي الجليل مَرْثد بن أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه، وكان من الأشداء الأبطال الذين يحملون الأسرى من مكة إلى المدينة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد عرضت عليه امرأة كانت بغيًّا (أي زانية) في الجاهلية تسمى "عناق" أن يبيت عندها، فرفض رفضًا قاطعًا لأنه يعلم تحريم الزنا، فكشفت أمره لأهل مكة، لكن الله تعالى أنجاه، ثم سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن إمكانية نكاحها (أي الزواج بها) بعد توبتها، فنزلت الآية الكريمة تحسم الأمر.


١. شرح المفردات:


● الأسارى: جمع أسير، وهم الذين أسرهم المسلمون في الغزوات.
● بغيّ: زانية.
● سوادي: ظلي أو شخصي (من السواد وهو الظل أو الشخص نفسه).
● الدلدل: يقال للرجل الشديد القوي.
● الخندمة: طريق وعرة بين مكة والطائف.
● كَبْلَه: قيده أو رباطه.


٢. شرح الحديث:


● الموقف الأول: يعرض مَرْثد رضي الله عنه شجاعته وإيمانه عندما رفض دعوة المرأة الفاجرة، رغم أنها كانت صديقة له قبل الإسلام، لأنه يعلم أن الزنا محرم، وهذا من تقواه.
● الموقف الثاني: عندما كشفت المرأة أمره، تعرض للخطر، لكن الله تعالى أنجاه بشكل عجيب، حيث بالوا عليه ولم يروه، وهذا من كرامات الأولياء وتأييد الله للمؤمنين.
● الموقف الثالث: سؤاله النبي صلى الله عليه وسلم عن نكاحها إن تابت، فنزلت الآية الكريمة ﴿وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ﴾ [النور: ٣]، فبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم تحريم نكاح الزانية إلا إذا تابَت توبة نصوحًا، وحينئذٍ يجوز نكاحها بعد التوبة.


٣. الدروس المستفادة:


١- تحريم الزنا وعظمه: فالزنا من الكبائر، وقد حرمه الله تعالى في كل الشرائع.
٢- قوة الإيمان والورع: كما ظهر في رفض مَرْثد رضي الله عنه للمعصية رغم إمكانية إشباع رغبته.
٣- التوكل على الله والثقة بنصره: فالله تعالى أنجاه عندما تعرض للخطر.
٤- حكم نكاح الزانية: لا يجوز نكاح الزانية إلا بعد توبتها توبة صادقة، فإن تابت جاز نكاحها، وإلا فلا ينكحها إلا زانٍ أو مشرك.
٥- العبرة في تغير الأحوال: فالتوبة تجب ما قبلها، لكن يشترط فيها الشروط المعروفة (الندم، والإقلاع، والعزم على عدم العودة).


٤. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن الأحكام الشرعية تُنزل حسب الحوادث، وهذا من حكمة الله تعالى.
- الآية الكريمة التي نزلت (سورة النور: ٣) فيها تحريم نكاح الزانية على المؤمن除非 أن تتوب.
- القصة تظهر أيضًا خطر مخالطة أهل الفساد، وأن المؤمن يجب أن يبتعد عن مواطن الشبهات.

أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتقين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٠٥١) مختصرا، والنسائي (٣٢٢٨) والترمذي (٦٣١٧) والطحاوي في مشكله (٤٥٥٢) والبيهقي (٧/ ١٥٣) كلهم من حديث عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب بإسناده فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب فإنه حسن الحديث.
وقال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه».
و»الدُلْدُل«: القنفذ الذي أكثر ما يظهر في الليل، ويُخفي رأسه.
و«الخندمة»: جبل في ظهر أبي قيس كما قال الأزرقي

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 306 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ

  • 📜 حديث: الزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب