حديث: نهى رسول الله ﷺ عن بيع المغانم حتى تُقسم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب النهي عن وطء الحامل من السبايا والجارية

عن ابن عباس قال: نهى رسول الله ﷺ عن بيع المغانم حتى تُقسم، وعن الحبالى أن يُوطأن، حتى يضعن ما في بطونهن، وعن لحم كل ذي ناب من السباع.

حسن: رواه النسائي (٤٦٤٥) والدارقطني (٣/ ٦٨ - ٦٩) والحاكم (٢/ ١٣٧) كلهم من حديث أحمد بن حفص بن عبد الله، حدثني أبي، حدثني إبراهيم بن طهمان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرو بن شعيب، عن عبد الله بن أبي نّجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: نهى رسول الله ﷺ عن بيع المغانم حتى تُقسم، وعن الحبالى أن يُوطأن، حتى يضعن ما في بطونهن، وعن لحم كل ذي ناب من السباع.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام أبو داود في سننه، وغيرهما عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وفيه ثلاثة أحكام مهمة، سأشرحها لك مفصلةً بحول الله وقوته.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


* نهى: من النهي، وهو طلب الكف عن الفعل على وجه الإلزام والتحريم.
* بيع المغانم: المغانم هي الأموال التي يحصل عليها المسلمون من الكفار في ساحة القتال. والمراد ببيعها هنا التصرف فيها قبل تقسيمها وتوزيعها على المستحقين.
* أن يُوطأن: الوطء هنا هو الجماع، والمراد به وطء السبايا من النساء اللاتي وقعن في الأسر.
* الحبالى: جمع حامل، وهي المرأة التي في بطنها جنين.
* يضعن ما في بطونهن: أي يلدن وينتهي حملهن.
* ذي ناب من السباع: الناب هو السن الطويلة الحادة. والسباع: جمع سَبُع، وهو كل حيوان مفترس يعتاد أكل اللحم بطريق الافتراس والعدوان، كالأسد والنمر والذئب والفهد.


ثانياً. شرح الحديث وفقهه:


ينقسم الحديث إلى ثلاثة أحكام مستقلة:
1. النهي عن بيع المغانم حتى تُقسم:
* الشرح: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أي تصرف في أموال الغنيمة (من بيع أو هبة أو استعمال) قبل أن يتم تقسيمها وتوزيعها بحسب ما أمر الله تعالى في كتابه، حيث يُخرج الخمس أولاً ثم يقسم الباقي على المجاهدين.
* الحكمة: هذا النهي يحقق عدة مصالح:
* العدل: ضمان تقسيم الغنيمة بعدل بين جميع المستحقين، وعدم استئثار أحد بها أو التصرف فيها قبل أن يطلع عليها الجميع.
* منع النزاع: الحيلولة دون وقوع الخلافات والنزاعات بين المسلمين على تقسيم الأموال.
* التقوى: إظهار طاعة الله ورسوله في التزام أحكام الغنائم، وعدم الاستعجال في التصرف فيها.
2. النهي عن وطء الحبالى من السبايا حتى يضعن حملهن:
* الشرح: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن جماع الأمة (السبية) التي هي حامل من زوجها السابق الكافر، حتى تضع جنينها وتنتهي من فترة النفاس.
* الحكمة: هذا النهي يحقق رحمة عظيمة ومراعاة لأحوال النفساء والجنين:
* حماية الجنين: خشية أن يؤدي الجماع إلى إجهاض الجنين أو الإضرار به.
* راحة الأم: فترة الحمل والولادة فترة تحتاج فيها المرأة إلى راحة جسدية ونفسية، والجماع قد يسبب لها مشقة أو ضرراً.
* احترام الأنساب: إذا وضعت حملها، تبين من هو أبوه (وهو الكافر)، فلا يلتبس الأمر على أحد، فإذا حملت بعد ذلك من سيدها المسلم عُرف نسب الولد.
3. النهي عن أكل لحم كل ذي ناب من السباع:
* الشرح: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل لحم الحيوانات المفترسة التي تستخدم أنيابها في افتراس فرائسها وأكل اللحوم.
* الحكمة: هذا النهي يحقق مصالح صحية وخلقية:
* الطهارة والسلامة: هذه الحيوانات تكون غذاؤها غير نظيف (لحومًا متعفنة أو ميتات)، مما يجعل لحمها ضارًا بالصحة، وقد يكون فيه أذى وضرر.
* الخُلق الكريم: الإسلام يحرص على تنقية نفس المسلم من القسوة والوحشية، وأكل هذه الحيوانات المفترسة قد يؤثر على أخلاق الإنسان فيكتسب بعض صفاتها من القسوة والفظاظة.
* التكريم: كرم الله الإنسان وفضله على كثير من المخلوقات، وجعل له طيبات الرزق، وهذه السباع ليست من الطيبات.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- العدل في المال العام: وجوب الحرص على المال العام (كغنائم الحرب) وتوزيعه بعدل وشفافية، وعدم التصرف فيه بطرق غير مشروعة.
2- الرحمة والرفق: يتجلى رحمة الإسلام حتى بالأسيرات والحيوانات، فيأمر بالرفق بهن وحماية الأجنة، وينهى عن كل ما فيه قسوة أو ضرر.
3- الحفاظ على الصحة: حرص الإسلام على صحة أتباعه البدنية والنفسية، فحرم كل ما يضر بها من المأكولات أو التصرفات.
4- التشريع الحكيم: أحكام الإسلام شاملة وكاملة، تصلح لكل زمان ومكان، وتضع ضوابط حتى في أحوال الحرب والقتال، لتحقيق العدل والرحمة.
والله تعالى أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٤٦٤٥) والدارقطني (٣/ ٦٨ - ٦٩) والحاكم (٢/ ١٣٧) كلهم من حديث أحمد بن حفص بن عبد الله، حدثني أبي، حدثني إبراهيم بن طهمان، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن عمرو بن شعيب، عن عبد الله بن أبي نّجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس فذكره.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد، ولم يخرجاه بهذه السياقة».
قال الأعظمي: إسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب فإنه حسن الإسناد.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 304 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى رسول الله ﷺ عن بيع المغانم حتى تُقسم

  • 📜 حديث: نهى رسول الله ﷺ عن بيع المغانم حتى تُقسم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: نهى رسول الله ﷺ عن بيع المغانم حتى تُقسم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: نهى رسول الله ﷺ عن بيع المغانم حتى تُقسم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: نهى رسول الله ﷺ عن بيع المغانم حتى تُقسم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب