لا شغار في الإسلام

حديث: لا شغار في الإسلام

عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «لا شغار في الإسلام».

صحيح: رواه ابن ماجه (١٨٨٥) عن الحُسين بن مهدي، قال: أنبأنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس فذكره.

عن أنس قال: قال رسول الله ﷺ: «لا شغار في الإسلام».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث رسول الله ﷺ: «لا شغار في الإسلام»، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث بلفظه:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لا شغار في الإسلام».
(رواه الإمام مسلم في صحيحه، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهما).

1. شرح المفردات:

* لا: ناهية، للتحريم والنهي.
* شغار: هو مصطلح كان معروفًا في الجاهلية، وسيأتي تفصيل معناه.

2. شرح الحديث:

معنى "الشغار" في الجاهلية:
كان "الشغار" نوعًا من أنواع النكاح الفاسد الذي كان شائعًا في الجاهلية قبل الإسلام، وصورته أن يقول الرجل للرجل: "زوجني ابنتك أو أختك على أن أزوجك ابنتي أو أختي"، دون أن يكون هناك مهر معلوم يُدفع لأي من الزوجتين. فالمهر هو تزويج كل منهما للأخرى، أي يكون التزويج نفسه هو المهر.
حكمه في الإسلام:
جاء الإسلام وأبطل هذه الصورة من التزويج، وحرمها تحريمًا قاطعًا. ولهذا قال النبي ﷺ: «لا شغار في الإسلام»، أي لا وجود لهذا النكاح الفاسد ولا يجوز فعله في دين الإسلام.
لماذا حُرم الشغار؟
ذكر العلماء عدة حِكَم لتحريمه، منها:
* أنه نكاح بغير مهر، والمهر شرط لصحة النكاح، لقوله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} [النساء: 4]. ففي الشغار، حُرِمت كلتا المرأتين من حقهن في الصداق (المهر).
* أنه يشبه المقايضة أو المبادلة، فيفقد معنى الهبة والإنعام الذي يجب أن يكون في المهر.
* أنه قد يؤدي إلى الظلم وعدم القسط، فقد تكون إحدى المرأتين أعلى قدرًا وأفضل من الأخرى، فيكون في ذلك غبن وإجحاف بحقها.
هل النهي عن "الشغار" هو نهي عن تزويج المرأة مقابل أن يزوجه الآخر؟
نعم، النهي عن هذه الصورة بالذات، وهي أن يجعل تزويجه مقابلاً لتزويج الآخر دون استقلال كل عقد بمهر خاص. أما إذا زوّج الرجل ابنته لرجل بمهر معين، وحدث أن زوّج ذلك الرجل ابنته للأول بمهر معين آخر، فهذا جائز بشرط أن يكون كل عقد منفصلًا عن الآخر، وأن يكون لكل زوجة مهرها المستقل الذي تم العقد عليه. فالمحرم هو ربط العقدين ببعضهما وجعل أحدهما مهرًا للآخر.

3. الدروس المستفادة منه:

1- إبطال عادات الجاهلية: من مقاصد الشريعة الإسلامية إبطال العادات والتقاليد الجاهلية المخالفة للعدل والحكمة، وإحلال المحاسن مكانها.
2- الحفاظ على حقوق المرأة: يهدف التحريم إلى صيانة حق المرأة في المهر، الذي هو من كرامتها وhonorها، وعدم جعلها سلعة للمقايضة.
3- وجوب إظهار العدل في المعاملات: النكاح عقد من أقدس العقود، ويجب أن يقوم على العدل والوضوح والتراضي، بعيدًا عن الغبن والغموض.
4- تحريم أي صورة من صور نكاح المقايضة: حيث يكون تزويج المرأة هو ثمن لتزويج أخرى.

4. معلومات إضافية مفيدة:

* هذا الحديث من الأحاديث التي تُعد من مُجمَعات الأحكام، أي أن الأمة أجمعت على العمل به وتحريم نكاح الشغار.
* ذكره العلماء في أبواب النكاح تحت باب "بطلان نكاح الشغار".
* يستدل به الفقهاء على أن المهر شرط لصحة النكاح، وأن العقد لا يصح بدونه.
* ينبغي للخاطب وولي المرأة أن يتفقدا شروط صحة النكاح، وأهمها: وجود الولي، والشاهدان، والصداق (المهر)، والرضا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (١٨٨٥) عن الحُسين بن مهدي، قال: أنبأنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس فذكره. وكذا رواه أيضا ابن حبان في صحيحه (٤١٥٤) عن عبد الرزاق.
ولكن رواه عبد الرزاق في مصنفه (١٠٤٣٤) عن معمر، عن ثابت وأبان، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: «لا شغار في الإسلام» والشغار أن يُبدل الرجلُ الرجلَ أخته بأخته بغير صداق. ولا إسعاد في الإسلام، ولا جلب في الإسلام، ولا جنَبَ.
فزاد في الإسناد أبان وهو ابن أبي عياش متروك. كذلك رواه الإمام أحمد (١٢٦٨٦) عن عبد الرزاق مقتصرا على حديث «لا شغار في الإسلام».
وإسناده صحيح، بدون أبان بن عياش.
ولكن رواه أيضا الإمام أحمد (١٣٠٣٢) عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس بطوله الذي ذكرته، ولم يذكر من الإسناد «أبان».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 291 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا شغار في الإسلام

📜 حديث: لا شغار في الإسلام

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: لا شغار في الإسلام

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: لا شغار في الإسلام

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: لا شغار في الإسلام

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية