نهى رسول الله ﷺ عن نكاح المتعة.

حديث: نهى رسول الله ﷺ عن نكاح المتعة.

عن سالم بن عبد الله قال: أتي عبد الله بن عمر فقيل له، إن ابن عباس يأمر بنكاح المتعة، فقال ابن عمر: سبحان الله. ما أظن ابن عباس يفعل هذا. قالوا: بلي إنه يأمر به، فقال: وهل كان ابن عباس إلا غلامًا صغيرا إذ كان رسول الله ﷺ.
ثم قال ابن عمر: نهانا عنها رسول الله ﷺ وما كنا مسافحين.

حسن: رواه الطبراني في الأوسط (٩٢٩١) عن هاشم بن مرثد قال: حدثنا المعاني بن سليمان، قال حدثنا موسى بن أعين، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد، فهذا شرح الحديث الوارد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:

نص الحديث:

يروي سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أُخبِر بأن ابن عباس رضي الله عنهما يأمر بنكاح المتعة، فتعجب ابن عمر من ذلك واستبعد صدقه، ثم أكد له المخبرون صحة الخبر، فرد ابن عمر بأن ابن عباس كان صغيرًا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن نكاح المتعة، وأنهم لم يكونوا من المسافحين.

1. شرح المفردات:

● نكاح المتعة: هو نكاح مؤقت بمدّة محددة يتزوج فيها الرجل المرأة بصداق معيّن، وينتهي بانقضاء المدة.
● سبحان الله: كلمة تعجب وتنزيه لله تعالى، يستعملها المسلم عند الاستغراب أو الإنكار.
● مسافحين: جمع مسافح، وهو الذي يزني أو يمارس الفاحشة بلا حلال، والسفاح هو الزنا.

2. شرح الحديث:

- يدور الحديث حول اختلاف رأي صحابيين جليلين، هما عبد الله بن عمر وابن عباس رضي الله عنهما، في حكم نكاح المتعة.
- ابن عباس رضي الله عنهما كان يرى جواز نكاح المتعة في بعض الظروف، بناءً على فهمه لبعض النصوص، لكنه رجع عن هذا القول فيما بعد كما ثبت في روايات أخرى.
- أما ابن عمر رضي الله عنهما فأنكر ذلك بشدة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن نكاح المتعة، وهو ما ثبت في أحاديث صحيحة.
- قول ابن عمر: "وما كنا مسافحين" يعني أن الصحابة لم يكونوا من أهل الفحش والزنا، بل كانوا يتعففون بالحلال، فلم يكونوا بحاجة إلى هذا النكاح المحرم.

3. الدروس المستفادة:

● الإنكار على المخالف في المسائل الشرعية: بيّن ابن عمر رضي الله عنه إنكاره على من يخالف السنة، وهذا من النصيحة في الدين.
● الرجوع إلى السنة: يجب الرجوع إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم عند الاختلاف، وليس إلى آراء الأشخاص ولو كانوا كبار العلماء.
● التعظيم لشخص النبي صلى الله عليه وسلم: استدل ابن عمر بفعل النبي ونهيه، مما يدل على وجوب اتباع سنته.
● التحذير من البدع: نكاح المتعة من الأمور التي حرمها الإسلام بعد أن كانت مباحة في أول الإسلام، فمن أباحه بعد التحريم فقد ابتدع في الدين.

4. معلومات إضافية:

- نكاح المتعة كان مباحًا في أول الإسلام ثم نُسخ وتحرم، كما ثبت في صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا أيها الناس، إني كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وإن الله قد حرمها إلى يوم القيامة".
- جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة على تحريم نكاح المتعة، وهو مذهب الأئمة الأربعة.
- ابن عباس رضي الله عنهما رجع عن القول بجواز المتعة كما في رواية البخاري ومسلم، فقال: "إن المتعة كانت رخصة في أول الإسلام لمن اضطر إليها، ثم نزل التحريم بعد ذلك".
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبراني في الأوسط (٩٢٩١) عن هاشم بن مرثد قال: حدثنا المعاني بن سليمان، قال حدثنا موسى بن أعين، عن إسحاق بن راشد، عن الزهري، عن سالم بن عبد الله فذكره.
وإسناده حسن من أجل المعافي بن سليمان وهو الجزري فإنه حسن الحديث، سئل أبو زرعة عنه فذكره بجميل، وفي «التقريب»: «صدوق».
وقال الهيثمي في «المجمع» (٤/ ٢٦٥): «رجاله رجال الصحيح خلا المعافي بن سليمان وهو ثقة».
وأما ما روي عن عبد الرحمن بن نُعيم، أو نعيم الأعرجي - قال: سأل رجل ابن عمر عن المتعة - وأنا عنده - متعة النساء، فقال: والله ما كنا على عهد رسول الله ﷺ زانين ولا مسافحين». فهو ضعيف.
رواه الإمام أحمد (٥٦٩٤) وأبو يعلى (٥٧٠٦) كلاهما من حديث عبد الله بن إياد بن لقيط، حدثنا إياد، عن عبد الرحمن بن نعيم، أو نعيم الأعرجي - شك أبو الوليد - شيخ أحمد - قال: سأل رجل فذكره.
وعبد الرحمن بن نُعيم ويقال: نُعيم الأزدي الأعرجي من رجال التعجيل (٦٥٠) قال: فيه جهالة. قاله الحسيني.
وفي الباب ما رُوي أيضا عن أبي سعيد الخدري قال: كنا نستمتع على عهد رسول الله ﷺ بالثوب».
رواه الإمام أحمد (١١١٦٥) والبزار - كشف الأستار - (١٤٤١) كلاهما من حديث محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن زيد أبي الحواري قال: سمعت أبا الصديق، يحدث عن أبي سعيد الخدري فذكره.
قال البزار: «إنما كان الإذن في المتعة ساعة، أذن فيها رسول الله ﷺ ثم نهى عنها، وحرّمها إلى يوم القيامة».
إسناده ضعيف من أجل زيد أبي الحواري العمي البصري، يقال: اسم أبيه مرة، وهو ضعيف باتفاق أهل العلم، إلا أن البزار والدارقطني كانا يحسنان الظن به، فقالا: صالح.
وأما قول الهيثمي في «المجمع» (٤/ ٢٦٤): «رواه أحمد والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح». فيشعر أن البزار رواه من غير طريق أحمد، والصحيح أنهما روياه من طريق واحد، ثم زيد العمي هذا ليس من رجال الصحيح، وإنما روي له أصحاب السنن فقط.
وفي الباب ما رُوي أيضا عن أبي هريرة قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ في غزوة تبوك، فنزلنا ثنية الوداع، فرأى رسول الله ﷺ مصابيح، ورأى نساء يبكين، فقال: «ما هذا؟» فقيل: نساء تمتع بهن أزواجهن، ثم فارقوهن، فقال رسول الله ﷺ: «حرَّم أو هَدم المتعةَ النكاحُ، والطلاقُ، والعدةُ، والميراثُ».
رواه أبو يعلى (٦٦٢٥) وابن حبان في صحيحه (٤١٤٩) والبيهقي (٧/ ٢٠٧) كلهم من طرق عن مُؤمل بن إسماعيل، حدثنا عكرمة بن عمار، قال: أخبرني سعيد المقبري، عن أبي هريرة فذكره.
وفيه مؤمل بن إسماعيل البصري مختلف فيه فوثّقه ابن معين والدارمي وابن حبان وقال ابن سعد: «ثقة كثير الغلط»، وقال الدارقطني: «ثقة كثير الخطأ» وقال البخاري: «منكر الحديث».
هذا مما لم يتابعه عليه أحدٌ، وهو إلى الضعف أقرب إذا انفرد.
وقد رُوي نحوه موقوفا على ابن مسعود، وفي إسناده الحجاج بن أرطاة. رواه البيهقي وغيره.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 285 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى رسول الله ﷺ عن نكاح المتعة.

📜 حديث: نهى رسول الله ﷺ عن نكاح المتعة.

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهى رسول الله ﷺ عن نكاح المتعة.

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهى رسول الله ﷺ عن نكاح المتعة.

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهى رسول الله ﷺ عن نكاح المتعة.

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية