نهى رسول الله عن الدباء والحنتم والنقير والجعة

حديث: نهى رسول الله عن الدباء والحنتم والنقير والجعة

عن علي بن أبي طالب قال: نهانا رسول الله ﷺ عن الدباء والحنتم والنقير والجِعة.

صحيح: رواه أبو داود (٣٦٩٧)، والنسائي (٥١٧١، ٥١٧١) وأحمد (٩٦٣، ١١٦٣) كلهم من طرق عن إسماعيل بن سُميع، ثنا مالك بن عمير، عن علي فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن علي بن أبي طالب قال: نهانا رسول الله ﷺ عن الدباء والحنتم والنقير والجِعة.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف:

الحديث:

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "نهانا رسول الله ﷺ عن الدباء والحنتم والنقير والجِعة".

1. شرح المفردات:

● الدباء: هو القرع اليابس (اليقطين)، والمقصود هنا الأواني المصنوعة منه بعد تجفيفه.
● الحنتم: جرار خضراء كانت تصنع من الفخار (الطين المحروق) وتُطلَى بالزفت أو القار.
● النقير: هو وعاء صغير يصنع من جذع النخلة بنقر وسطه.
● الجِعة: هي أوعية كانت تصنع من الخشب المغَطَّى بالقار (الزفت).

2. شرح الحديث:

نهى النبي ﷺ عن استخدام هذه الأوعية الأربعة لاحتساء الشراب أو تخزينه، وخاصة ما كان منها يسكر كالخمر. والعلة في النهي تعود إلى أسباب منها:
● التخمير والتحول إلى خمر: هذه الأوعية (خاصة الخشبية والمغطاة بالقار مثل الجعة والنقير) كانت تساعد في تخمير العصائر وتحويلها إلى خمر بسرعة بسبب طبيعة موادها المسامية أو تفاعلها مع السوائل.
● التأثير الصحي: بعض هذه الأوعية (كالحنتم المطلي بالزفت) قد تتفاعل مع السوائل وتطلق مواد ضارة.
● الوقاية من الذريعة: النهي عنها كان سدًا للذريعة حتى لا تكون وسيلة للوصول إلى شرب الخمر أو تعاطي ما يسكر.

3. الدروس المستفادة:

- حرص الشريعة على سد كل باب يؤدي إلى المحرمات، ومن ذلك تحريم الوسائل التي تساعد في إنتاج الخمر أو تخزينها.
- النهي عن استخدام أوانٍ معينة يحمل حكمة قد تظهر لنا وقد تخفى، وفي ذلك امتثال لأمر النبي ﷺ حتى لو لم نعلم الحكمة تفصيلاً.
- العناية بالصحة والسلامة البدنية، فبعض هذه الأوعية قد تضر بالجسم بسبب تفاعلها مع السوائل.

4. معلومات إضافية:

- هذا النهي خاص بهذه الأوعية في ذلك الزمن، وأما في عصرنا فالأمر يعود إلى طبيعة الوعاء ومادته؛ فإذا كان الوعاء لا يساعد في تخمير السوائل أو إضرارها، ولم يكن محرمًا لذاته، فإنه يجوز استخدامه.
- العلماء ذكروا أن النهي عن هذه الأوعية ليس للتحريم المطلق، بل للكراهة أو للتحريم إذا كانت تستخدم في ما يسكر، والأمر فيه تفصيل.
- وردت أحاديث أخرى في نفس المعنى، منها ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: "كل مسكر خمر، وكل خمر حرام".
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا في الشرع، ويجعلنا من المتقين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٦٩٧)، والنسائي (٥١٧١، ٥١٧١) وأحمد (٩٦٣، ١١٦٣) كلهم من طرق عن إسماعيل بن سُميع، ثنا مالك بن عمير، عن علي فذكره. واللفظ لأبي داود.
وفي الموضع الأول من المسند: عن مالك بن عمير قال: كنت قاعدا عند علي قال: فجاء صعصعة بن صوحان، فسلم، ثم قام فقال: يا أمير المؤمنين، انْهنا عما نهاك عنه رسول الله ﷺ فذكر الحديث. وإسناده صحيح.
قوله: «والجعة«هو النبيذ المتخذ من الشعير كما في النهاية.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 84 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى رسول الله عن الدباء والحنتم والنقير والجعة

📜 حديث: نهى رسول الله عن الدباء والحنتم والنقير والجعة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهى رسول الله عن الدباء والحنتم والنقير والجعة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهى رسول الله عن الدباء والحنتم والنقير والجعة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهى رسول الله عن الدباء والحنتم والنقير والجعة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية