ينبذ في الدباء والمزفت

حديث: ينبذ في الدباء والمزفت

عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ نهى أن ينبذ في الدباء والمزفت.

حسن: رواه مالك في الأشربة (٦) عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة، أن رسول الله ﷺ نهى أن ينبذ في الدباء والمزفت.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فالحديث الذي طلبت شرحه هو حديث صحيح رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: "نَهَى أَنْ يُنْبَذَ فِي الدُّبَّاءِ وَالمُزَفَّتِ".

1. شرح المفردات:

● نَهَى: أي حرّم وأمر بالترك والامتناع عن الفعل.
● يُنْبَذَ: النَّبْذ هو نقع التمر أو الزبيب أو نحوهما في الماء حتى يتحول إلى شراب حلو، وهو ما يُعرف بالنبيذ (غير المسكر)، وكان مشروبًا معتادًا عند العرب.
● الدُّبَّاء: هو القرع اليابس (اليقطين) الذي يُجفف ويُتخذ وعاءً للسوائل.
● المُزَفَّت: هو الوعاء المصنوع من الجلد الذي يُطلى من الداخل بالقار (الزفت) ليمنع تسرب السوائل.

2. شرح الحديث:

نهى النبي ﷺ عن إنبات التمر أو الزبيب في وعاءين معينين هما: الدباء (القرع المجفف) والمزفت (الجلد المطلي بالقار). والسبب في النهي أن هذه الأوعية تُسرع في تخمر الشراب وتحوله إلى مسكر (خمر) بسبب طبيعتها المسامية أو تفاعلها مع السائل، مما يؤدي إلى تحوله بسرعة إلى ما يحرم شربه.
وقد جاء في روايات أخرى بيان الحكمة، كما في صحيح مسلم: "لأَنَّهُمَا يُخَمِّرَانِ"، أي يُسرعان في عملية التخمير والتغير إلى السكر.

3. الدروس المستفادة منه:

● سد الذرائع: النهي هنا من باب سد الذرائع، حيث إن استخدام هذه الأوعية يفضي إلى شرب الخمر المحرم، فنهى عنها النبي ﷺ حتى لا يكون وسيلة للوقوع في الحرام.
● الحكمة التشريعية: الشريعة الإسلامية تحرص على منع كل ما يؤدي إلى المحرمات، ولو كان الأصل مباحًا (كشرب النبيذ غير المتخمر).
● الوقاية خير من العلاج: النهي هنا وقائي، لحماية المسلم من الانزلاق towards شرب المسكرات.
● اتباع الهدي النبوي: وجوب امتثال أوامر النبي ﷺ ونواهيه، حتى لو لم تظهر لنا الحكمة بشكل كامل.

4. معلومات إضافية مفيدة:

- هذا النهي ليس تحريمًا للنبيذ نفسه (إذا شُرب قبل أن يتخمر)، بل هو تحريم لطريقة حفظه في أوعية معينة تسبب تخمره السريع.
- العلماء اختلفوا في حكم النبيذ غير المسكر (قبل التخمر)، فجمهور العلماء على إباحته إذا لم يصل إلى درجة الإسكار، لكن مع مراعاة الشروط والضوابط.
- النهي يشمل أيضًا الأوعية المشابهة في التأثير، كالخزف المسامي أو الأوعية التي تُسرع التخمر.
- الحديث يدل على عناية الإسلام بصحة الإنسان ودينه، حيث منع كل ما قد يضره في دينه أو بدنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الأشربة (٦) عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، عن أبيه، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده حسن من أجل العلاء بن عبد الرحمن فيه كلام غير أنه حسن الحديث.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 83 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ينبذ في الدباء والمزفت

📜 حديث: ينبذ في الدباء والمزفت

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: ينبذ في الدباء والمزفت

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: ينبذ في الدباء والمزفت

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: ينبذ في الدباء والمزفت

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية