نهى رسول الله ﷺ عن الدباء

حديث: نهى رسول الله ﷺ عن الدباء

عن ابن عمر: أن رسول الله ﷺ نهى عن الدباء.

صحيح: رواه النسائي (٥٦٢٤) عن محمود بن غيلان، ثنا أبو داود (هو الطيالسي)، ثنا شعبة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عمر فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن ابن عمر: أن رسول الله ﷺ نهى عن الدباء.

شرح الحديث:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلاً وسهلاً بك، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الشرح:
1- شرح المفردات:
* الدباء: هو نبات معروف، وهو القرع، ويسمى في بعض البلدان "اليقطين". وهو من النباتات المعروفة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وكانوا يتخذون من قشوره الجافة أوعية (آنية) للأكل والشرب.
2- شرح الحديث ومعناه:
* النهي هنا ليس نهيًا عن أكل القرع نفسه، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الدباء (القرع) ويأكله. فقد روى الإمام الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبحث عن الدباء في الصحفة (القصعة) حول الطعام.
* المقصود بالنهي: هو النهي عن اتخاذ آنية من قشر الدباء (القرع) المجفف للشرب أو الأكل فيها. كان العرب في الجاهلية يتخذون من قشور بعض الثمار مثل القرع والبطيخ آنية بعد تجفيفها، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
* سبب النهي: ذكره العلماء في عدة أمور:
* كونها آنية لا تظهر النجاسة إذا علقت بها: فهي مسامية (ذات مسام) قد تمتص السوائل ولا يُعلم طهارتها من نجاستها بسهولة، بخلاف الأواني المصنوعة من الفضة أو الخشب المصقول أو الفخار، والتي يسهل تنظيفها ومعرفة إن كانت طاهرة أم لا.
* كونها آنية حقيرة: فقد تكون غير لائقة بمكانة المسلم، وربما تشبه بأواني أهل الجاهلية الذين كانوا يستعملونها بشكل مفرط.
* كراهة التنزه: أي أن النهي للكراهة التنزيهية وليس للتحريم، وذلك لدفع ما قد يكون فيها من ضرر أو تشبه بأهل الجاهلية في بعض عاداتهم.
3- الدروس المستفادة:
* حرص الشريعة الإسلامية على الطهارة والنظافة في المأكل والمشرب، واتخاذ الأواني التي تضمن ذلك.
* النهي عن التشبه ببعض عادات الجاهلية التي قد تخالف روح الإسلام وتعاليمه السامية.
* أهمية فهم النصوص الشرعية في سياقها الصحيح، وعدم الوقوف عند ظاهر اللفظ دون الرجوع إلى شرح العلماء وفهمهم، فلو أخذنا بظاهر الحديث لقلنا بتحريم أكل القرع، وهو خلاف ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من فعله.
4- معلومات إضافية:
* هذا النهي من النبي صلى الله عليه وسلم كان في بداية الإسلام، حيث كانت الأمة في حالة تأسيس وتكوين، ثم نسخ هذا النهي فيما بعد وأبيح استعمال جميع الأواني ما عدا آنية الذهب والفضة للشرب والأكل فيها (لتحريمها)، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تشربوا في آنية الذهب والفضة، ولا تأكلوا في صحافها، فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة". (متفق عليه).
* لذلك، جمهور العلماء على أن النهي عن الدباء (كآنية) منسوخ، وأصبح جائزاً استعمال آنية القرع وغيرها من الآنية المباحة اليوم، إذا تحققت فيها شروط الطهارة والنظافة.
والله أعلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٥٦٢٤) عن محمود بن غيلان، ثنا أبو داود (هو الطيالسي)، ثنا شعبة، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس، عن ابن عمر فذكره.
ورواه (٥٦٢٥) من وجه آخر عن طاوس به مثله. وإسناده صحيح.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 85 من أصل 147 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: نهى رسول الله ﷺ عن الدباء

📜 حديث: نهى رسول الله ﷺ عن الدباء

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: نهى رسول الله ﷺ عن الدباء

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: نهى رسول الله ﷺ عن الدباء

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: نهى رسول الله ﷺ عن الدباء

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية