حديث: اتقوا الله وأجملوا في الطلب

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب بيان أن الآجال والأرزاق وغيرها لا تزيد ولا تنقص عمّا سبق به القدر

عن جابر، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أيُّها النّاس اتّقوا اللَّه، وأجملوا في الطّلب، فإنّ نفسًا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها. فاتقوا اللَّه، وأجملوا في الطلب، خذوا ما حلّ، ودعوا ما حُرِّمَ».

حسن: رواه ابن ماجه (٢١٤٤) عن محمد بن المصفّي الحمصيّ، قال: حدّثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.

عن جابر، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أيُّها النّاس اتّقوا اللَّه، وأجملوا في الطّلب، فإنّ نفسًا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها. فاتقوا اللَّه، وأجملوا في الطلب، خذوا ما حلّ، ودعوا ما حُرِّمَ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، يرشدنا إلى منهج متوازن في طلب الرزق، يجمع بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله. وإليك شرحه الوافي:

أولاً. شرح المفردات:


● اتقوا الله: أي اخشوا الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
● أجملوا في الطلب: أي التمسوا الطلب بطريقة حسنة ومتوسطة، دون إفراط أو تفريط، بمعنى اطلبوا برفق وتأنٍ دون عجلة أو جشع.
● تستوفي رزقها: تبلغ كامل حصتها من الرزق الذي كتبه الله لها.
● وإن أبطأ عنها: حتى لو تأخر وصول هذا الرزق في ظن الإنسان.
● خذوا ما حل: اقبلوا واطلبوا الرزق من طرقه الحلال المباحة.
● دعوا ما حرم: اتركوا واجتنبوا طرق الكسب الحرام.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يوجه النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى تقوى الله في جميع أحوالهم، وخاصة في أمر طلب الرزق والمعيشة. ويحثهم على الاعتدال والرفق في السعي والكسب، دون تسرع أو جشع أو حرص مذموم. ثم يطمئنهم بحقيقة إيمانية عظيمة، وهي أن رزق كل إنسان محفوظ ومكفول له من قبل الله تعالى، ولن يموت حتى يأخذ كامل حصته منه، حتى لو بدا له أنه يتأخر. ويختم الحديث بتأكيد الأمر بتقوى الله، والأخذ بالطرق الحلال في الكسب واجتناب الحرام منها.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- التوازن في السعي للرزق: الإسلام يدعو إلى الوسطية، فلا ينبغي للعبد أن يقعد عن السعي ويتكسل متكلاً على القدر، ولا أن ينغمس في الطلب ويتعدى الحدود ويغفل عن ذكر الله بحجة السعي. بل عليه أن يجمع بين السعي بالأسباب والتوكل على الله.
2- الطمأنينة القلبية: هذا الحديث يزرع في قلب المؤمن الطمأنينة والسكينة، ويُزيل عنه همَّ الرزق والقلق على المستقبل. فما كتبه الله له سيأتيه لا محالة. هذا يحرره من الخوف من الفقر ويدفعه للعمل بخشوع وثقة بالله.
3- التأكيد على حرمة المال الحرام: ليس المهم مجرد الحصول على الرزق، بل المهم كيف تحصل عليه. فالنبي صلى الله عليه وسلم يربط بين تقوى الله وإجمال الطلب والأخذ بالحلال وترك الحرام. فالمال الحرام وبال على صاحبه في الدنيا والآخرة، حتى لو كان كثيراً.
4- السببية والتوكل: الحديث يجمع بين الإيمان بالقدر (أن الرزق مكتوب) والأخذ بالأسباب (السعي الحلال). فهذا هو التوكل الحقيقي: أن تأخذ بالأسباب ثم تثق بالنتيجة من الله.
5- النهي عن الظلم والاحتيال: من صور عدم إجمال الطلب والتسرع فيه: الظلم لأخذ أموال الناس، والغش في المعاملات، والاحتيال، والربا، وغيرها من طرق الحرام التي يظن البعض أنها shortcut لتحقيق الثراء.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


● درجة الحديث: حديث صحيح. رواه ابن ماجه في سننه، وهو حسن في صحيح الجامع.
● الرزق المقدر يشمل الحلال فقط: من لطائف الإيمان أن نعلم أن الرزق المقدر الذي لن تموت نفس حتى تستوفيه هو رزقها الحلال الذي كتبه الله لها. أما الحرام، فهو خبيث وليس من رزقها الحقيقي الذي تستوفيه، بل هو وبال وضرر عليها.
● التفريق بين الرزق والمال: الرزق أوسع من المال، فهو يشمل الصحة، والأهل، والولد، والطعام، والشراب، والسكن، والطمأنينة، وغيرها من النعم. فليس همُّ المؤمن منصباً على المال فقط.
أسأل الله أن يرزقنا الحلال الطيب، ويبعد عنا الحرام خبيثه وطيّبه، وأن يوفقنا للعمل بما علمنا.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجه (٢١٤٤) عن محمد بن المصفّي الحمصيّ، قال: حدّثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.
وفي الإسناد الوليد بن مسلم وشيخه ابن جريج، وشيخه أبو الزبير كلّهم مدلِّسون وقد عنعنوا.
ومن هذا الوجه رواه ابن أبي عاصم في السنة (٤٢٠)، ولكن باللّفظ الذي بعده.
وللحديث طريق آخر أجود منه، والعمدة عليه، وهو ما رواه ابن حبان (٣٢٣٩، ٣٢٤١)، والحاكم (٢/ ٤)، والبيهقيّ (٥/ ٢٦٤) كلّهم من وجه آخر عن عبد اللَّه بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا: «لا تستبطئوا الرِّزقَ، فإنّه لن يموت العبد حتى يبلغه آخر رزق هو له، فأجْملوا في الطّلب، أخذ الحلال، وترك الحرام».
قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين».
قال الأعظمي: وهو كذلك مع اختلاف في سعيد بن أبي هلال غير أنه حسن الحديث، وثقه ابن سعد، والعجلي، وابن خزيمة، والدارقطني وغيرهم. إلّا أنه روي عن أحمد أنه اختلط.
وأمّا ما رُوي عن جابر مرفوعًا: «لو أنّ ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقُه كما يدركه الموت». فهو ضعيف.
رواه أبو نعيم في الحلية (٧/ ٩٠) عن سليمان بن أحمد، ثنا يحيى بن عبد الباقي، ثنا المسيب بن واضح، ثنا يوسف بن أسباط، ثنا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، فذكر مثله.
قال أبو نعيم: «تفرّد به عن الثوريّ يوسفُ بنُ أسباط». انتهى.
قال الأعظمي: يوسف بن أسباط هو ابن واصل أبو محمد الشّيبانيّ، قال البخاريّ: «دفن كتبه، وكان لا يجيء حديثه بعدُ كما ينبغي». وقال ابن عدي: «يوسف عندي من أهل الصّدق، إلّا أنه عدم كتبه كان يحمل على حفظه، فيغلط، ويشبَّه عليه لا أنّه يتعمّد الكذب».
والرّاوي عنه المسيب بن واضح السّلميّ الحمصيّ، قال فيه أبو حاتم: «صدوق يخطئ كثيرًا، فإذا قيل له لم يقبل». وقال الدارقطني: «ضعيف». وضعّفه في أماكن من سننه. انظر: «الميزان» (٤/ ١١٦).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 994 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اتقوا الله وأجملوا في الطلب

  • 📜 حديث: اتقوا الله وأجملوا في الطلب

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اتقوا الله وأجملوا في الطلب

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اتقوا الله وأجملوا في الطلب

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اتقوا الله وأجملوا في الطلب

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب