حديث: الذين يدخلون الجنة بغير حساب سبعون ألفا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب فضل من لا يسترقون

عن عامر، عن عمران بن حصين، قال: لا رقية إلا من عين أو حمة، فذكرته لسعيد بن جبير، فقال: حدثنا ابن عباس: قال رسول الله ﷺ: «عرضت علي الأمم، فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط، والنبي ليس معه أحد، حتى رفع لي سواد عظيم، قلت: ما هذا؟ أمتي هذه؟ قيل: بل هذا موسى وقومه، قيل: انظر إلى الأفق، فإذا سواد يملأ الأفق، ثم قيل لي: انظر ها هنا، وها هنا في آفاق السماء، فإذا سواد قد ملأ الأفق، قيل: هذه أمتك، ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفا بغير حساب».
ثم دخل ولم يبين لهم، فأفاض القوم، وقالوا: نحن الذين آمنا بالله واتبعنا رسوله، فنحن هم، أو أولادنا الذين ولدوا في الإسلام، فإنا ولدنا في الجاهلية، فبلغ النبي ﷺ فخرج، فقال: «هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون» فقال عكاشة بن محصن: أمنهم أنا يا رسول الله؟ قال: «نعم» فقام آخر فقال: أمنهم أنا؟ قال: «سبقك بها عكاشة».

متفق عليه: رواه البخاري في الطب (٥٧٠٥)، ومسلم في الإيمان (٢٢٠: ٣٧٤) كلاهما من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن عامر (هو الشعبي) فذكره.

عن عامر، عن عمران بن حصين، قال: لا رقية إلا من عين أو حمة، فذكرته لسعيد بن جبير، فقال: حدثنا ابن عباس: قال رسول الله ﷺ: «عرضت علي الأمم، فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط، والنبي ليس معه أحد، حتى رفع لي سواد عظيم، قلت: ما هذا؟ أمتي هذه؟ قيل: بل هذا موسى وقومه، قيل: انظر إلى الأفق، فإذا سواد يملأ الأفق، ثم قيل لي: انظر ها هنا، وها هنا في آفاق السماء، فإذا سواد قد ملأ الأفق، قيل: هذه أمتك، ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفا بغير حساب».
ثم دخل ولم يبين لهم، فأفاض القوم، وقالوا: نحن الذين آمنا بالله واتبعنا رسوله، فنحن هم، أو أولادنا الذين ولدوا في الإسلام، فإنا ولدنا في الجاهلية، فبلغ النبي ﷺ فخرج، فقال: «هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكلون» فقال عكاشة بن محصن: أمنهم أنا يا رسول الله؟ قال: «نعم» فقام آخر فقال: أمنهم أنا؟ قال: «سبقك بها عكاشة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، مع بيان مفرداته ومعانيه والدروس المستفادة منه:

أولاً. شرح المفردات:


● عرضت علي الأمم: رُؤيت لي أمم الأنبياء السابقين في المنام أو في حالة الإيحاء.
● الرهط: الجماعة من ثلاثة إلى عشرة.
● سواد عظيم: جماعة كبيرة جدًا.
● بغير حساب: يدخلون الجنة بدون أن يحاسبوا على ذنوبهم.
● لا يسترقون: لا يطلبون من غيرهم أن يرقي لهم (أي لا يطلبون الرقية من الآخرين).
● لا يتطيرون: لا يتشاءمون من الطير أو غيره.
● لا يكتوون: لا يطلبون الكي (وهو علاج قديم بالكي بالنار).
● يتوكلون: يثقون بالله ويُفوّضون أمورهم إليه.


ثانيًا. شرح الحديث:


يبدأ الحديث بحكاية عمران بن حصين عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم، حيث رأى في منامه أو في معراجه أمم الأنبياء السابقين. فمر عليه أنبياء معهم أتباع قليلون، حتى رأى جماعة كبيرة فظن أنها أمته، فقيل له: إن هذه أمة موسى عليه السلام. ثم أُمر أن ينظر إلى الأفق فإذا جمهور عظيم يملأ الأفق، فأخبره الله أن هذه هي أمته.
ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من هذه الأمة سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب (أي بدون عذاب ولا مناقشة في الحساب). ولم يبين النبي صلى الله عليه وسلم صفات هؤلاء في البداية، فتجادل الصحابة رضي الله عنهم في تعيينهم، فمنهم من ظن أنهم الذين آمنوا واتبعوا الرسول، ومنهم من قال: بل أولادنا الذين ولدوا في الإسلام.
فلما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم كلامهم، خرج وأخبرهم بصفات هؤلاء السبعين ألفاً، وهم:
1- لا يسترقون: لا يطلبون من غيرهم الرقية (إلا من عين أو حمة كما في رواية أخرى)، بل يكتفون بالرقية الشرعية ويتوكلون على الله.
2- لا يتطيرون: لا يتشاءمون بمرور طير أو غيره، لأن التشاؤم ينافي التوكل.
3- لا يكتوون: لا يلجأون إلى الكي بالنار للعلاج إلا عند الضرورة القصوى، بل يصبرون ويتوكلون على الله.
4- وعلى ربهم يتوكلون: يثقون بالله حق الثقة ويُسلمون أمورهم له.
ثم سأله عكاشة بن محصن رضي الله عنه: أأنا منهم يا رسول الله؟ فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم: "نعم". فلما قام غيره ليسأل، قال له: "سبقك بها عكاشة"، أي أن عكاشة قد سبقك بالسؤال والإيمان بهذه الصفات.


ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- فضل هذه الأمة وكثرتها: فقد ملأوا أفق السماء، وهذا من فضل الله عليها.
2- التوكل على الله من أعظم الأعمال: فالسبعون ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب كان من صفاتهم التوكل على الله وترك التعلق بالأسباب الدنيوية إلا بما شرعه الله.
3- ذم التطير والاكتواء والاسترقاء إذا كان يتضمن سوء ظن بالله أو شركاً: لكن إن كان العلاج مباحًا أو مشروعًا (كالرقية الشرعية والكي عند الحاجة) فلا بأس به.
4- الحرص على السؤال عن أمور الدين: كما فعل عكاشة رضي الله عنه، والمسارعة إلى الخير.
5- أن السبق في الخير فضيلة: كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "سبقك بها عكاشة".


رابعًا. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدل على أن التوكل على الله من أعظم أسباب نيل الفضل والثواب.
- ليس في الحديث منع مطلق للرقية أو الكي، بل المنع هو من طلبها بغير الطريقة الشرعية أو مع عدم التوكل على الله.
- السبعون ألفاً هم من أفضل أهل الجنة، ويدخل معهم كل من اتصف بصفاتهم كما في بعض الروايات.
أسأل الله أن يجعلنا من المتوكلين عليه حق التوكل، وأن يوفقنا لصالح الأعوال والأقوال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الطب (٥٧٠٥)، ومسلم في الإيمان (٢٢٠: ٣٧٤) كلاهما من طريق حصين بن عبد الرحمن، عن عامر (هو الشعبي) فذكره. والسياق للبخاري.
وفي مسلم زيادة: «لا يرقون» وهي زيادة شاذة لعلها من وهم الراوي، وإلا فالرقية مستحبة ولا كراهة فيها، وكان النبي ﷺ يرقي نفسه، والحسن والحسين.
وكذا عائشة كانت ترقي النبي ﷺ كما هو ثابت في الصحيحين وسيأتي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1 من أصل 71 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الذين يدخلون الجنة بغير حساب سبعون ألفا

  • 📜 حديث: الذين يدخلون الجنة بغير حساب سبعون ألفا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الذين يدخلون الجنة بغير حساب سبعون ألفا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الذين يدخلون الجنة بغير حساب سبعون ألفا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الذين يدخلون الجنة بغير حساب سبعون ألفا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب