حديث: لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب جواز الرقية بالكتاب والأدعية المأثورة وغير المأثورة ما لم يكن فيها شرك

عن عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله! كيف ترى في ذلك؟ فقال: «اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك».

صحيح: رواه مسلم في السلام (٢٢٠٠) عن أبي الطاهر (هو أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح) أخبرنا ابن وهب، أخبرني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعي فذكره.

عن عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله! كيف ترى في ذلك؟ فقال: «اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمدٍ رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النبوي الشريف شرحًا وافيًا، مستندًا إلى كُتب أهل السنة والجماعة المعتمدة:

الحديث:


عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله! كيف ترى في ذلك؟ فقال: «اعرضوا عليّ رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك».


1. شرح المفردات:


● نرقي: نعتمد على الرُّقَى، وهي التعاويذ والكلمات التي تُقال لطلب الشفاء من الأمراض أو دفع الشر.
● في الجاهلية: قبل الإسلام.
● اعرضوا عليّ رقاكم: قدِّموا لي ما تعتمدونه من رُقى لأتأكد منها.
● لا بأس: لا حرج، أي جائز ومباح.
● ما لم يكن فيه شرك: بشرط ألا تحتوي على أي شيء يتناقض مع التوحيد.


2. شرح الحديث:


كان الصحابة رضي الله عنهم في الجاهلية يعتمدون على الرُّقَى والتعاويذ لعلاج الأمراض أو لدفع الأذى، فلما جاء الإسلام تساءلوا عن حكم ذلك، خوفًا من أن يكون فيه ما يُخالف عقيدة التوحيد.
فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يعرضوا عليه تلك الرُّقَى ليبيّن لهم ما هو جائز وما هو محرّم، ثم بيّن لهم القاعدة العامة: أن الرُّقَى مباحة وجائزة ما دامت خالية من الشرك، كدعاء غير الله، أو الاستعانة بالجن، أو استخدام كلمات غير مفهومة قد تحوي معانيَ شركية.


3. الدروس المستفادة:


- جواز الرُّقَى الشرعية التي تكون بالقرآن الكريم، أو بالأدعية المأثورة، أو بذكر الله تعالى.
- تحريم الرُّقَى التي تحتوي على شرك، مثل الاستغاثة بغير الله، أو طلب الشفاء من الأموات أو الأصنام.
- أهمية عرض الأمور المشتبهة على العلماء لبيان حكمها الشرعي.
- حرص الصحابة رضي الله عنهم على التخلص من كل ما يخالف التوحيد، حتى بعد إسلامهم.
- أن الإسلام لم يلغِ كل ما كان في الجاهلية، بل أقرَّ ما وافق التوحيد، ورفض ما خالفه.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- أجمع العلماء على أن الرُّقَى جائزة بشروط:
1. أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته.
2. أن تكون بلغة مفهومة.
3. أن يعتقد أن الشفاء من الله وحده، والرُّقَى مجرد سبب.
- من أمثلة الرُّقَى المشروعة: قراءة سورة الفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذات (سور الإخلاص والفلق والناس).
- نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الرُّقَى التي تحتوي على تمائم أو طلاسم أو استعانة بالجن.

أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يجعله حجة لنا لا علينا، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في السلام (٢٢٠٠) عن أبي الطاهر (هو أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح) أخبرنا ابن وهب، أخبرني معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبيه، عن عوف بن مالك الأشجعي فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 10 من أصل 71 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك

  • 📜 حديث: لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب