حديث: أسواق الجاهلية عكاظ ومجنة وذو المجاز

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (١٩٨)﴾

عن ابن عباس قال: كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية، فتأثموا أن يتجروا في المواسم، فنزلت: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾ في مواسم الحج.

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥١٩) عن محمد، قال: أخبرني ابن عيينة، عن عمرو، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: كانت عكاظ ومجنة وذو المجاز أسواقا في الجاهلية، فتأثموا أن يتجروا في المواسم، فنزلت: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾ في مواسم الحج.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا الحديث الذي أشرت إليه، رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم فيه بيان لحكمة من حكم التشريع الإسلامي، ورفع للحرج عن الأمة.
### أولاً. تخريج الحديث ومصدره
هذا الأثر رواه الإمام البخاري في صحيحه في "كتاب الحج"، "باب قول الله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ}"، عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، حبر الأمة وترجمان القرآن.
### ثانياً. شرح المفردات
● عكاظ ومجنة وذو المجاز: أسواق تجارية كبيرة ومعروفة في الجاهلية، كانت تقام في أوقات وأماكن محددة.
● عكاظ: أشهرها، وكانت تقع بين مكة والطائف، وتقام في شهر ذي القعدة.
● مجنة: سوق قرب مكة، تقام في أواخر شهر ذي القعدة.
● ذو المجاز: سوق بالقرب من عرفات، تقام في أول شهر ذي الحجة.
● تأثموا: أي تحرجوا وخافوا الإثم، من "الإثم" وهو الذنب.
● أن يتجروا في المواسم: أي أن يمارسوا البيع والشراء والتجارة أثناء مواسم الحج وفي الأماكن المقدسة.
{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ}: الآية الكريمة من سورة البقرة (198)، والجناح: الإثم والحرج. وابتغاء الفضل: طلب الرزق والتجارة.
### ثالثاً. شرح الحديث
يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما عن حالة كانت موجودة في صدر الإسلام، حيث إن هذه الأسواق (عكاظ، مجنة، ذو المجاز) كانت معروفة ومورست فيها التجارة في الجاهلية. فلما جاء الإسلام وحرم الله تعالى أيام الجاهلية وما كان عليها من شرك ومنكرات، تحرج بعض المسلمين واستشعروا أن ممارسة التجارة والدنيويات في أوقات الحج وأماكنه – التي هي للعبادة والتقرب إلى الله – أمرٌ غير لائق وقد يكون إثماً.
فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ} لتبين لهم أن طلب الرزق الحلال والتجارة في موسم الحج ليس فيه إثم ولا حرج، بل هو من فضل الله الذي أباحه لعباده. لقد رفع الله عنهم هذا الحرج وأباح لهم الجمع بين العبادة والتجارة، شريطة ألا تشغلهم التجارة عن القيام بحقوق الحج وفرائضه وآدابه.
### رابعاً. الدروس المستفادة والعبر
1- رفع الحرج في الشريعة الإسلامية: من أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية رفع الحرج والمشقة عن الناس، وهذه الآية والحديث خير دليل على ذلك. فالإسلام دين يسر لا عسر.
2- الجمع بين العبادة والمعاش: الإسلام لا يفصل بين الحياة الدينية والدنيوية، بل يريد من المسلم أن يعمر دنياه دون أن ينسى آخرته. فالتاجر في موسم الحج يمكنه أن يجمع بين نعمة الأداء المناسك ونعمة طلب الرزق الحلال.
3- إباحة التجارة في موسم الحج: بيَّن الحديث أن التجارة في أيام الحج جائزة بل ومباحة، بشرط ألا تلهي عن ذكر الله وأداء المناسك على الوجه المطلوب.
4- الحكمة من تشريع الأحكام: كثير من الأحكام الشرعية تنزل لرفع الحرج وتبيين الحلال من الحرام، ودفع الوساوس التي قد تخطر في نفوس المؤمنين.
5- مكانة العمل والتجارة في الإسلام: العمل لطلب الرزق عبادة يُثاب عليها المسلم إذا أحسن النية وابتغى منه فضل الله تعالى.

خامساً:

معلومات إضافية مفيدة
- هذه الآية نزلت لتؤكد على مشروعية التجارة في الحج، ولكن الأفضل والأكمل للحاج أن ينشغل بالعبادة ويتفرغ لها، خاصة في أيام الحج المعدودات.
- يستفاد من هذا أن سوقَ الحاج وتجارته في الموسم لا تُنقص من أجر حجه إذا قصد بها وجه الله والتقوى، ولم تشغله عن فرائض الحج.
- هذا من رحمة الله تعالى بعباده، حيث وسع عليهم وأباح لهم ما ينفعهم في دينهم ودنياهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥١٩) عن محمد، قال: أخبرني ابن عيينة، عن عمرو، عن ابن عباس فذكره.
ومحمد هو ابن سلام بن الفرج البيكندي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 124 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أسواق الجاهلية عكاظ ومجنة وذو المجاز

  • 📜 حديث: أسواق الجاهلية عكاظ ومجنة وذو المجاز

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أسواق الجاهلية عكاظ ومجنة وذو المجاز

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أسواق الجاهلية عكاظ ومجنة وذو المجاز

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أسواق الجاهلية عكاظ ومجنة وذو المجاز

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب