حديث: سبب نزول: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (١٩٨)﴾

عن أبي أمامة التميمي قال: كنت رجلًا أكري في هذا الوجه، وكان ناس يقولون لي: إنه ليس لك حج! فلقيت ابن عمر، فقلت: يا أبا عبد الرحمن! إني رجل أكري في هذا الوجه، وإن ناسًا يقولون لي: إنه أجس لك حج، فقال -يعني قال ابن عمر-: أليس تحرم وتلبي، وتطوف البيت، وتفيض من عرفات، وترمي الجمار؟ قال: قلت: بلى، قال: فإن لك حجًا، جاء رجل إلى النبي ﷺ فسأله عن مثل ما سألتني عنه فسكت عنه رسول اللَّه ﷺ فلم يجبه، حتى نزلت هذه الآية: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾. . فأرسل إليه رسول اللَّه ﷺ وقرأ عليه هذه الآية وقال: «لك حج».

حسن: رواه أبو داود (١٧٣٣) وأحمد (٦٤٣٤) وصحّحه ابن خزيمة (٣٠٥٢، ٣٠٥١) والحاكم (١/ ٤٤٩) كلهم من حديث أبي أمامة به، واللفظ لأبي داود.

عن أبي أمامة التميمي قال: كنت رجلًا أكري في هذا الوجه، وكان ناس يقولون لي: إنه ليس لك حج! فلقيت ابن عمر، فقلت: يا أبا عبد الرحمن! إني رجل أكري في هذا الوجه، وإن ناسًا يقولون لي: إنه أجس لك حج، فقال -يعني قال ابن عمر-: أليس تحرم وتلبي، وتطوف البيت، وتفيض من عرفات، وترمي الجمار؟ قال: قلت: بلى، قال: فإن لك حجًا، جاء رجل إلى النبي ﷺ فسأله عن مثل ما سألتني عنه فسكت عنه رسول اللَّه ﷺ فلم يجبه، حتى نزلت هذه الآية: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾. . فأرسل إليه رسول اللَّه ﷺ وقرأ عليه هذه الآية وقال: «لك حج».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع الذي رواه أبو أمامة التميمي عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، مع بيان فوائده ودروسه المستفادة:

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● أكري في هذا الوجه: أي أؤجر نفسي للناس لأحج بهم مقابل أجر مالي. والوجه: الطريق أو جهة الحج.
● ليس لك حج: أي أن حجك غير مقبول أو غير صحيح لأنك تأخذ عليه أجرًا.
● تحرم وتلبي: الإحرام: نية الدخول في النسك، والتلبية: قول "لبيك اللهم لبيك".
● تطوف البيت: الطواف حول الكعبة.
● تفيض من عرفات: الإفاضة هي الانصراف، والمقصود الوقوف بعرفة والخروج منها بعد الغروب.
● ترمي الجمار: رمي الحصى في منى في أيام التشريق.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبر أبو أمامة التميمي رضي الله عنه أنه كان يعمل محتسبًا لأجر في الحج، حيث يؤجر نفسه ليحج بالناس مقابل مال، فأنكر عليه بعض الناس ذلك وزعموا أن حجه غير مقبول لأنه يأخذ عليه أجرًا. فلقي الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وسأله عن هذه المسألة.
فأجابه ابن عمر رضي الله عنهما بسؤال استنكاري: أليست تفعل كل مناسك الحج من إحرام وتلبية وطواف ووقوف بعرفة ورمي للجمرات؟ فأجابه أبو أمامة بالإيجاب. فقال ابن عمر: "فإن لك حجًا"، ثم بين له أن هذه المسألة قد وقعت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حيث سأله رجل عن مثل ما سأله عنه، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت الآية الكريمة: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾ [البقرة: 198]، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ عليه هذه الآية وأخبره أن له حجًا.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- جواز أخذ الأجر على أعمال البر: الحديث دليل على جواز أخذ الأجر على القيام بأعمال الطاعات كالحج والعمرة والإقراء والتعليم، ما دامت النية صالحة والعمل صحيح.
2- الرد على من أنكر أخذ الأجر على الطاعات: بيان أن الأصل في العبادات القربة إلى الله، وأخذ الأجر عليها لا يبطلها إذا صحت النية وأدى العمل كما شرع.
3- اهتمام الصحابة بالعلم والاستفتاء: حرص أبي أمامة على سؤال العالم عند وقوع الشبهة، وحرص ابن عمر على تبليغ العلم وتوضيح الحكم.
4- أن الحج يصح مع أخذ الأجر: إذا أدى الإنسان مناسك الحج على الوجه المشروع، فإن حجه صحيح مقبول وإن أخذ أجرًا على ذلك.
5- فضل العلم والعلماء: حيث بين ابن عمر الحكم مستندًا إلى القرآن والسنة، مما يدل على أهمية الرجوع إلى أهل العلم في المسائل الشرعية.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- الآية الكريمة التي استدل بها ابن عمر هي قوله تعالى: ﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ﴾، وقد نزلت في سياب التجارة في موسم الحج، مما يدل على جواز الجمع بين العبادة والتجارة.
- هذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وهو حسن في صحيح الجامع.
- يستفاد من الحديث أن العبرة في صحة العبادة بإقامة أركانها وشرائطها، لا بمجرد النية المجردة عن العمل.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصالحات، وأن يجعلنا من المقبولين في الدنيا والآخرة، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١٧٣٣) وأحمد (٦٤٣٤) وصحّحه ابن خزيمة (٣٠٥٢، ٣٠٥١) والحاكم (١/ ٤٤٩) كلهم من حديث أبي أمامة به، واللفظ لأبي داود. قال الحاكم: «صحيح الإسناد».
قال الأعظمي: وهو كما قال، إلا أن أبا أمامة، ويقال: أبو أميمة التميمي الكوفي لم يبلغ درجة الثقات الضابطين، فنقل إسحاق بن منصور عن ابن معين: ثقة، لا يعرف اسمه، وقال أبو زرعة: لا بأس به، هكذا في التهذيب.
ولكن قال الحافظ في التقريب: «مقبول» فالظاهر أنه سهو منه فإن مثله يكون «صدوق» عنده.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 125 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سبب نزول: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم

  • 📜 حديث: سبب نزول: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سبب نزول: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سبب نزول: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سبب نزول: ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب