حديث: ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قول: ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٦٣)﴾

عن عبد اللَّه بن زيد بن عاصم قال: لما أفاء اللَّه على رسوله ﷺ يوم حنين، قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم، ولم يعط الأنصار شيئًا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم، فقال: «يا معشر الأنصار! ألم أجدكم ضلالا، فهداكم اللَّه
بي؟ وكنتم متفرقين، فألفكم اللَّه بي؟ وعالة فأغناكم اللَّه بي؟ «كلما قال شيئًا، قالوا: «اللَّه ورسوله أمن». . . الحديث.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٣٠)، ومسلم في الزكاة (٤٣٠) كلاهما من طريق عمرو بن يحيى بن عمارة، عن عباد بن تميم، عن عبد اللَّه بن زيد، فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

عن عبد اللَّه بن زيد بن عاصم قال: لما أفاء اللَّه على رسوله ﷺ يوم حنين، قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم، ولم يعط الأنصار شيئًا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم، فقال: «يا معشر الأنصار! ألم أجدكم ضلالا، فهداكم اللَّه
بي؟ وكنتم متفرقين، فألفكم اللَّه بي؟ وعالة فأغناكم اللَّه بي؟ «كلما قال شيئًا، قالوا: «اللَّه ورسوله أمن». . . الحديث.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن زيد بن عاصم رضي الله عنهما:

أولاً. شرح المفردات:


● أفاء الله على رسوله: أي رد الله على رسوله ﷺ الغنائم والفيء (وهو ما أخذ من الكفار بغير قتال).
● يوم حنين: هي غزوة حنين التي وقعت في السنة الثامنة للهجرة، وكان النصر فيها للمسلمين بعد أن كادوا ينهزموا.
● المؤلفة قلوبهم: هم قوم دخلوا في الإسلام حديثًا، أو من يُرَجَّى إسلامهم، أو من يُراد تثبيتهم في الإسلام، فتُعطى لهم الأموال لترغيبهم في الدين وتقوية إيمانهم.
● وجدوا: أي حزنوا وغضبوا في أنفسهم (ولم يظهر منهم اعتراض صريح).
● ضلالاً: أي في ضلال وجاهلية قبل الإسلام.
● ألفكم الله بي: أي جمعكم بعد التفرق، ووحد قلوبكم.
● عالة: فقراء محتاجين.
● أغناكم الله بي: أي جعلكم أغنياء بما أفاء الله عليكم من الغنائم والخيرات.

ثانيًا. شرح الحديث:


يحدثنا عبد الله بن زيد رضي الله عنه أن النبي ﷺ بعد انتصاره في غزوة حنين، وزَعْمِه الغنائم، قام بتوزيعها على بعض الناس، وهم "المؤلفة قلوبهم" – وكان منهم بعض زعماء القبائل和新 المسلمين – ولم يعطِ الأنصارَ شيئًا من هذه القسمة.
فلما لم يأخذ الأنصار – وهم أهل المدينة وناصروا الإسلام – شيئًا من هذه الغنائم، حزن بعضهم في أنفسهم، لأنهم شاركوا في القتال وتحملوا المشاق، ولكنهم لم يعترضوا بكلام أو يشتكوا، بل كان حزنًا في القلب فقط.
فأدرك النبي ﷺ ما في نفوسهم، فجمعهم وخطب فيهم قائلاً: "يا معشر الأنصار! ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي؟" أي: ألم تكونوا قبل الإسلام في ضلال وجهل، فهداكم الله بالإسلام وبسببي؟
فأجابوا: "بلى، الله ورسوله أمن" أي: نعم، الله ورسوله هما المنعم علينا بالهداية والنعمة.
ثم قال: "ألم تكونوا متفرقين فألفكم الله بي؟" أي: ألم تكونوا قبائل متشتتين، فجمعكم الله بالإسلام وجعلكم إخوة؟
فقالوا: "بلى، الله ورسوله أمن".
ثم قال: "ألم تكونوا عالةً فأغناكم الله بي؟" أي: ألم تكونوا فقراء، فأغناكم الله بالغنائم والفيء؟
فقالوا: "بلى، الله ورسوله أمن".
ثم قال النبي ﷺ بعد ذلك – كما في تتمة الحديث –: "أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعون برسول الله إلى بيوتكم؟!".
فقالوا: رضينا برسول الله قسمًا وحظًا.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- حكمة النبي ﷺ في القيادة والتوزيع: حيث راعى مصلحة الدعوة الإسلامية، فآثر تأليف قلوب ضعاف الإيمان والجدد في الإسلام؛ ليقووا وينشروا الإسلام.
2- فضل الأنصار وحسن إيمانهم: لم يعترضوا بل صبروا، وحينما وعظهم النبي ﷺ، اعترفوا بالجميل وشكروا الله ورسوله.
3- قيمة الهداية والإيمان أعظم من المال: فقد فضل الأنصار أن يكونوا مع رسول الله ﷺ على أن يأخذوا الدنيا كلها.
4- التذكير بالنعم يزيل الغضب والحزن: عندما ذكرهم النبي ﷺ بنعم الله عليهم، نسوا حزنهم ورضوا بما قسم الله.
5- جواز تأليف قلوب من يرجى خيرهم في الإسلام: وهذا من السياسة الشرعية الحكيمة.

رابعًا. فوائد إضافية:


- هذا الحديث من أبلغ الأمثلة على التربية النبوية وكيف كان النبي ﷺ يعالج القلوب قبل الأقوال.
- وفيه بيان مكانة الأنصار وفضلهم، وأنهم كانوا يقدمون حب رسول الله ﷺ على كل شيء.
- كما يدل على فقه النبي ﷺ في توزيع الغنائم، حيث أعطى المؤلفة قلوبهم لمصلحة الإسلام العليا.
نسأل الله أن يرزقنا حب رسول الله ﷺ والأنصار، وأن يجعلنا ممن يقدم رضا الله ورسوله على الدنيا وما فيها.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٣٠)، ومسلم في الزكاة (٤٣٠) كلاهما من طريق عمرو بن يحيى بن عمارة، عن عباد بن تميم، عن عبد اللَّه بن زيد، فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 555 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي

  • 📜 حديث: ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب