حديث: الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (٦٥) الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (٦٦)﴾

عن ابن عباس قال: «لما نزلت ﴿إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ﴾ شق ذلك على المسلمين حين فرض عليهم أن لا يفر واحد من عشرة، فجاء التخفيف، فقال: ﴿الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ﴾ قال: «فلما خفف اللَّه عنهم من العدة، نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم».

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٥٣) عن يحيى بن عبد اللَّه السلمي، أخبرنا عبد اللَّه بن المبارك،، أخبرنا جرير بن حازم، أخبرني الزبير بن خريت، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس قال: «لما نزلت ﴿إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ﴾ شق ذلك على المسلمين حين فرض عليهم أن لا يفر واحد من عشرة، فجاء التخفيف، فقال: ﴿الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ﴾ قال: «فلما خفف اللَّه عنهم من العدة، نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين. هذا الحديث الذي ذكر يرويه الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ويشرح مناسبة نزول آيتين كريمتين من سورة الأنفال، وبيان حكمة الله تعالى في تشريعه.

أولاً. شرح المفردات:


● نزلت: أي أُنزلت الآية الكريمة من الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم.
● شق ذلك: صَعُبَ وثقل عليهم.
● فرض عليهم: ألزمهم وأوجب عليهم.
● التخفيف: التقليل من المشقة والحكم الأول.
● العدة: العدد، أي عدد المقاتلين.
● نقص من الصبر: قلَّت مرتبة الصبر المطلوبة مقابل التخفيف في العدد.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا ابن عباس رضي الله عنهما عن مناسبة نزول قوله تعالى:
{إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأنفال: 65].
فقد فرض الله تعالى على المؤمنين في بداية الأمر ألا يفرَّ الواحد منهم من عشرة من الكفار (أي أن يقف المسلم أمام عشرة كفار)، وهذا أمر شاق جداً على النفوس، فشق ذلك على الصحابة رضي الله عنهم.
ثم جاء التخفيف من الله تعالى، فنزل قوله:
{الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا ۚ فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأنفال: 66].
فصار الواجب أن يقف المسلم أمام اثنين فقط (أي أن مائة صابرة تغلب مائتين)، вместо واحد أمام عشرة.
ثم يختم ابن عباس رضي الله عنهما ببيان حكمة عظيمة، وهي أن الله تعالى لما خفف عنهم من العدة (أي قلل العدد المطلوب مواجهته) نقص من درجة الصبر المطلوبة بقدر ما خفف عنهم. ففي الحكم الأول (واحد مقابل عشرة) كان الصبر المطلوب أعلى وأعظم، فلما خفف العدد خفف كذلك مقدار الصبر المتوقع منهم.

ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- رحمة الله تعالى ولطفه بأمته: حيث يراعي الله حالتهم وقدرتهم، فينزل الأحكام بما يتناسب مع طاقتهم، ويخفف عنهم عندما يشق عليهم الأمر.
2- المنهج التدريجي في التشريع: فالله تعالى يربي عباده تدريجياً، فيبدأ بالأحكام الشاقة ثم يخففها، مما يدل على حكمته تعالى في التربية والتشريع.
3- الصبر من أعظم أسباب النصر: فالنصر مرتبط بالصبر، وكلما زاد الصبر قلت الحاجة إلى العدد، والعكس صحيح.
4- الاعتراف بالضعف البشري: فالله تعالى يعلم ضعف الإنسان، وهو الذي خلقهم ويعلم ما في نفوسهم، فلا يكلفهم فوق طاقتهم.
5- أن الأحكام الشرعية قد تنسخ أو تعدل بحسب المصالح: وهذه من حكم الله تعالى، فالتخفيف هنا نسخ الحكم الأول إلى الأيسر.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هاتان الآيتان نزلتا في سياق غزوة بدر أو بعدها، حيث كان المسلمون في بداية formation دولتهم وضعفهم العددي.
- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه، وقال: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي.
- يستفاد من هذا أن الدين يسر، وأن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الصابرين، وأن ينصرنا على أعداء الدين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٥٣) عن يحيى بن عبد اللَّه السلمي، أخبرنا عبد اللَّه بن المبارك،، أخبرنا جرير بن حازم، أخبرني الزبير بن خريت، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 556 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفًا

  • 📜 حديث: الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب