حديث: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّكُمْ لَأَهْدَى مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب في التحذير من كثرة القصص

عن الأسود بن هلال، عن عبد اللَّه، قال: «ذكروا له رجلًا يقصّ، فجاء فجلس في القوم، فسمعته يقول: سبحان اللَّه -كذا وكذا- فلمّا سمع ذلك قام، فقال: ألا تسمعوا؟ فلمّا نظروا إليه. قال: إنّكم لأهْدى من محمّد ﷺ وأصحابه؟ إنّكم لمتمسِّكون بطَرَف ضلالة».

صحيح: رواه الطبرانيّ في الكبير (٨٦٣٩) عن علي بن عبد العزيز، ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، ثنا إسرائيل، عن الأشعث بن أبي الشّعثاء، عن الأسود بن هلال، فذكره.

عن الأسود بن هلال، عن عبد اللَّه، قال: «ذكروا له رجلًا يقصّ، فجاء فجلس في القوم، فسمعته يقول: سبحان اللَّه -كذا وكذا- فلمّا سمع ذلك قام، فقال: ألا تسمعوا؟ فلمّا نظروا إليه. قال: إنّكم لأهْدى من محمّد ﷺ وأصحابه؟ إنّكم لمتمسِّكون بطَرَف ضلالة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم يحمل تحذيرًا نبويًا من البدع والمحدثات في الدين، وسأشرحه لكم وفق الخطوات المطلوبة:

1. شرح المفردات:


● يَقُصُّ: أي يروي القصص، ويُقَصِّرُ في الدين، أو يتبع طرقًا مبتدعة في الوعظ.
● أَهْدَى: أكثر هداية.
● مُتَمَسِّكُونَ: متمسكون، متشبثون.
● طَرَفَ ضَلالَة: بداية طريق الضلال، أو أول أمر من أمور البدع.

2. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن بعض الناس ذكروا له رجلاً يقص (أي يروي القصص أو يوعظ بطريقة غير مألوفة)، فجاء ابن مسعود وجلس مع القوم ليسمع منه، فسمع الرجل يقول: "سبحان الله كذا وكذا" (أي يذكر الله بطريقة مبتدعة أو يقول عبارات غير مألوفة في الذكر). فلما سمع ابن مسعود ذلك قام من مجلسه منكرًا، وقال للحاضرين: "ألا تسمعون؟" (أي ألا تنتبهون لما يقوله هذا الرجل من البدع؟)، فلما التفتوا إليه قال لهم: "أأنتم أهدى من محمد ﷺ وأصحابه؟ إنكم لمتمسكون بطرف ضلالة".

3. الدروس المستفادة منه:


● التحذير من البدع والمحدثات في الدين: فابن مسعود رضي الله عنه أنكر على الرجل طريقة ذكره لله تعالى بطريقة غير مألوفة، لأن الدين قد كمل، ولا يجوز إدخال ما ليس منه فيه.
● التمسك بالسنة ونهج الصحابة: فابن مسعود استدل بأن النبي ﷺ وأصحابه لم يفعلوا مثل هذا، فكيف يبتدع الناس أمورًا يزعمون أنها تقرب إلى الله وهي لم ترد عنهم؟
● الغيرة على الدين: فانظر كيف غار ابن مسعود على سنة النبي ﷺ فقام منكرًا ومحذرًا.
● أن الابتداع في الدين هو بداية الضلال: كما قال ابن مسعود: "إنكم لمتمسكون بطرف ضلالة"، أي أن هذه البدع هي أول الطريق إلى الضلال.
● وجوب الإنكار على المبتدعة: فلا يجوز السكوت عن البدع، بل يجب نصحهم وتحذير الناس منهم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وهو حديث صحيح.
- القصاص في عصر الصحابة كان بعضهم يروي القصص للإعتبار، ولكن بعضهم أدخل فيه أشياء من الإسرائيليات أو البدع، فحذر منهم العلماء.
- يقول الإمام مالك رحمه الله: "لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها"، فديننا كامل، ولا حاجة لإدخال ما ليس منه.
- من فوائد الحديث: أن المسلم يجب أن يتعلم الدين من أهله، ولا يتبع كل من هب ودب من الوعاظ والقصاص الذين قد يضلون الناس ببدعهم.
أسأل الله أن يهدينا جميعًا إلى صراطه المستقيم، وأن يجنبنا البدع والضلالات. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الطبرانيّ في الكبير (٨٦٣٩) عن علي بن عبد العزيز، ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل، ثنا إسرائيل، عن الأشعث بن أبي الشّعثاء، عن الأسود بن هلال، فذكره. وإسناده صحيح، رجاله ثقات رجال الشّيخين إِلَّا شيخ الطّبرانيّ وهو ثقة.
قال الأعظمي: والرجل المبهم الذي كان يقصّ وهو عمرو بن زرارة.
فقد رواه الطبرانيّ في كبيره (٨٦٥٣٧) من وجه آخر عن أبي إسحاق، عن عمرو بن زرارة، قال: وقف علي عبد اللَّه، وأنا أقصُّ في المسجد، فقال: يا عمرو! لقد ابتدعتم بدعة ضلالة، أو إنكم لأهدى من محمّد ﷺ وأصحابه. ولقد رأيتهم تفرّقوا عني حتّى رأيت مكاني ما فيه أحد.
أمَّا ما رُوي عن عمرو بن دينار، أنّ تميمًا الدّاريّ استأذن عمر في القَصَص، فأبى أن يأذن له، ثم استأذنه فأبى أن يأذن له، ثم استأذنه، فقال: إن شئت. . . وأشار بيده - يعني الذبحَ». فهو منقطع.
رواه الطبرانيّ في الكبير (١٢٤٩) عن محمد بن عبد اللَّه الحضرميّ، ثنا أحمد بن يونس، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار.
ورجال إسناده ثقات إِلَّا أنّ عمرو بن دينار لم يسمع من عمر، واللَّه أعلم.
وكذلك ما رُوي عن السّائب بن يزيد، أنه قال: «لم يقصّ على عهد رسول اللَّه ﷺ، ولا أبي بكر، وعمر حتّى كان أوّل من قصَّ تميمٌ الدَّاريّ، واستأذن عمر رضي الله عنه، فأذن له فقصّ
قائمًا». فإنه ضعيف.
رواه الطبرانيّ في «المعجم الكبير» (٦٦٥٦) من طريق بقية بن الوليد، عن الزبيديّ، عن الزّهريّ، عن السائب. وبقية مدلّس وقد عنعن.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 197 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّكُمْ لَأَهْدَى مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ

  • 📜 حديث: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّكُمْ لَأَهْدَى مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّكُمْ لَأَهْدَى مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّكُمْ لَأَهْدَى مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: إِنَّكُمْ لَأَهْدَى مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب