حديث: اللَّهُمَّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء من الوعيد للعالم الذي لا يعمل بعلمه، وإن كان علمه ينتفع به غيره

عن زيد بن أرقم، أنّ النبيّ ﷺ كان يقول: «اللَّهُمَّ! إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعوةٍ لا يستجاب لها».

صحيح: رواه مسلم في الذّكر والدّعاء (٣٧٢٢) من حديث أبي معاوية، عن عاصم، عن عبد اللَّه بن
الحارث، وعن أبي عثمان النّهديّ، عن زيد بن أرقم، فذكره في حديث أطول، وسيأتي في موضعه.

عن زيد بن أرقم، أنّ النبيّ ﷺ كان يقول: «اللَّهُمَّ! إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعوةٍ لا يستجاب لها».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا حديث عظيم رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل زيد بن أرقم رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء العظيم، الذي يجمع بين طلب العون من الله والاستعاذة به من أربع شرور عظيمة.

أولاً. شرح المفردات:


● «أعوذ بك»: ألجأ وأتحصن وأعتصم بك يا الله من هذه الأمور.
● «من علم لا ينفع»: العلم الذي لا ينتفع به صاحبه في دينه أو دنياه، ولا يعمل به.
● «ومن قلب لا يخشع»: القلب القاسي الذي لا يخضع لله ولا يلين عند ذكره، ولا يتأثر بآياته.
● «ومن نفس لا تشبع»: النفس التي لا تقنع بما أعطاها الله، وتطلب المزيد بلا حدود، فتطغى وتفسد.
● «ومن دعوة لا يستجاب لها»: الدعاء الذي لا يُقبل ولا يُجاب لوجود مانع يمنع إجابته.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يعلّمنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء كيف نلجأ إلى الله تعالى ونستعيذ به من أربع صفات مهلكة:
1- أن يكون عند الإنسان علم واسع، لكنه لا ينتفع به هو ولا ينتفع به غيره.
2- أن يكون قلبه قاسياً خالياً من الخشوع والإيمان.
3- أن تكون نفسه طماعة لا تشبع، فتسعى وراء الدنيا وتغفل عن الآخرة.
4- أن يدعو الله بدعاء لا يُستجاب له لضعف إيمانه أو لعدم استيفائه شروط الدعاء.
فهذا الدعاء هو استعاذة من الشرور الباطنة التي تفسد الدين والدنيا.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفَوائد:


1- أهمية اللجوء إلى الله: الدعاء والاستعاذة بالله من أبرز أسباب العصمة من الشرور، والنبي صلى الله عليه وسلم وهو المعصوم يكثر من هذا الدعاء، فكيف بنا؟
2- خطر العلم غير النافع: العلم وسيلة وليس غاية، فإذا لم ينتفع به صاحبه بالعمل به أو تعليمه، أصبح وبالاً عليه وحجةً عليه يوم القيامة. والعلم النافع هو ما كان نافعاً للعبد في دينه ودنياه.
3- خطورة قسوة القلب: القلب هو ملك الجوارح، فإذا صلح صلح العمل كله، وإذا فسد فسد العمل كله. والخشوع هو حياة القلب وعلامة إيمانه.
4- ذم الطمع وعدم القناعة: النفس التي لا تشبع تقود صاحبها إلى الحرص والطمع والجشع، وقد تدفعه إلى ارتكاب المحرمات لتحصيل ما تريد. القناعة كنز لا يفنى.
5- شروط إجابة الدعاء: ينبغي للمسلم أن يتعلم آداب الدعاء وشروطه حتى يُستجاب له، كالتوسل إلى الله بأسمائه وصفاته، وحضور القلب، والأكل من الحلال، وعدم الاستعجال.
6- الاستعاذة من أسباب عدم الإجابة: كالدعاء بإثم أو قطيعة رحم، أو الدعاء على الأهل والمال والولد.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الدعاء من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم في الصباح والمساء، فيستحب للمسلم أن يحافظ عليه.
- يجمع هذا الدعاء بين الاستعاذة من شرور الدين والدنيا، فقَسوة القلب وعدم انتفاع العلم من شرور الدين، وعدم الشبع وعدم استجابة الدعاء من شرور الدنيا والآخرة.
- ينبغي للمسلم أن يتفقد قلبه دائماً، ويحرص على أن يكون رقيقاً خاشعاً، ويحذر من الذنوب التي تقسي القلب.
- من أسباب إجابة الدعاء: الإلحاح على الله، ورفع اليدين، واختيار أوقات الإجابة مثل الثلث الأخير من الليل.
أسأل الله تعالى أن يعيذنا وإياك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح، والقلب الخاشع، والنفس القانعة، والدعاء المستجاب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الذّكر والدّعاء (٣٧٢٢) من حديث أبي معاوية، عن عاصم، عن عبد اللَّه بن
الحارث، وعن أبي عثمان النّهديّ، عن زيد بن أرقم، فذكره في حديث أطول، وسيأتي في موضعه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 202 من أصل 207 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: اللَّهُمَّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع

  • 📜 حديث: اللَّهُمَّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: اللَّهُمَّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: اللَّهُمَّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: اللَّهُمَّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب